تعيش القاهرة حاليا حركة موسعة وملحوظة للعيان في تناغم وتكامل بين العديد من الأجهزة المعنية بهدف استعادة لقبها المفقود "باريس الشرق"، حيث يتم إصلاح ما فسد نتيجة الفوضى السياسية التى عانت منها شوارعها خلال الفترة الماضية وجعلت من الشارع المصري كابوسا للجميع يصدمهم بلا رحمة. الجيش يحمى الشارع المصري بجنوده و مدرعاته، والداخلية تكثف من أفرادها للحفاظ على امن الشارع وسيولة المرور، و أجهزة محافظة القاهرة تبذل جهودا مكثفة في عمليات التجميل والتنسيق بالميادين. ويحظى ميدان التحرير بأهمية خاصة في هذه المنظومة لكونه رمزا للثورة المصرية حيث قارب النصب التذكاري للشهيد الذي يتوسط حديقة الميدان الوسطى على الانتهاء وتم زراعة المنطقة المحيطة به بالنجيل الطبيعي بالإضافة إلى الأشجار ونباتات الزينة والنباتات المزهرة التى أضفت بهجة على الميدان مظهرا حضاريا لواحد من أهم ميادين العالم لكونه أيقونة الثورات في مصر. وشهد الجانب المحيط بالحديقة الوسطى لميدان التحرير قبالة مبنى جامعة الدول العربية لمسة جمالية تمثلت في زراعته بالنباتات المزهرة وتشجيره وطلائه، فيما تم إعداد مخيم كبير من القماش الأبيض في مواجهة مجمع التحرير استعدادا لذكرى محمد محمود التى تحل يوم بعد غد الثلاثاء، وتم تطهير الميدان بأكمله من عربات الشاي والطعام المتنقلة والتي تسئ للمنظر العام لميدان يقع على بعد أمتار قليلة من مقر اكبر حضارة عرفها التاريخ وهى الحضارة الفرعونية حيث تم إنشاء أكبر حديقة فرعونية في العالم أمام المتحف. وتبذل أجهزة المحافظة جهودا مكثفة لرفع كفاءة المحاور الرئيسية للعاصمة، بالإضافة إلى تعبيد الطرق و تجميلها وإعادة طلاء الأسوار و الأرصفة والتأكد من سلامة الإشارات الضوئية وإزالة القمامة والمخلفات ، بالإضافة إلي إزالة العبارات المسيئة من علي الجدران والحفاظ على الجرافيتى المعبر عن الثورة ويوثق مراحلها ويخلد ذكرى شهدائها. الفوضى التى تضرب الإرجاء خاصة في وسط القاهرة والباعة الجائلين الذين حولوا الأرصفة إلى محال في الهواء الطلق تقرر نقلهم إلي أماكن أخري بعيدا عن الزحام حتى تكتمل الصورة الحضارية لوسط المدينة، و تواصل شركات الرصف والتنظيف والتجميل عملها في إزالة المخلفات الناتجة عن التظاهرات وإعادة رصف بعض الشوارع والأرصفة بالخرسانة المسلحة لمنع إزالتها مثلما حدث أثناء التظاهرات وتركيب بلاط جديد بدلا من الذي تم خلعه. ويتم حاليا استبدال الإسفلت من بعض الطرق بالخرسانة المسلحة لطول عمرها وحتى لا يتم إزالتها في أي تظاهرات مستقبلية، وإصلاح أي جدار متهدم وتركيب بلاط جديد لأرصفة الشوارع المحيطة بميدان التحرير .