انعكس شعار القمة الأفريقية العربية في دورته الثالثة "شركاء في التنمية والاستثمار" على معظم كلمات المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس المشترك لوزراء الخارجية التحضيري للقمة التي بدأت اليوم في الكويت اليوم . فقد أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بالكويت الشيخ صباح الخالد رئيس الاجتماع أن الكويت تتطلع لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأفريقى، ومن هنا جاء الحرص على الالتزام بعقد القمة في موعدها والتحضير الجيد لها على مدى أشهر ، وأن انعقاد القمة بدولة الكويت يهدف لوضع العلاقة التاريخية بين الجانبين فى إطارها الصحيح واستثمار هذه العلاقات الوطيدة لتحقيق مصالح الشعوب مدركين أن عالم اليوم هو عالم التكتلات الكبرى والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. وأوضح الشيخ صباح في كلمته الافتتاحية أن سكان الإقليمين العربي والافريقى يبلغون 2ر1 مليار نسمة يمثلون 18% من سكان العالم ، وأن إجمالي الناتج القومي لهذه الدول يمثل 25ر4 % متفوقا على الناتج العالمي في هذا الشأن. وقال :"إنه يريد الانطلاق بهذا الجوار الهام الذي يتوسط الكرة الأرضية ويقع في قلب العالم تحقيقا للتنمية المنشودة". وشدد رئيس المجلس على ضرورة ترجمة شعار القمة إلى واقع ملموس ينعكس خيرا على شعوب المنطقتين خاصة أن التقارير الدولية المتعلقة بالمنطقة أظهرت وجود فجوة هائلة في تطوير البنى التحتية في أفريقيا ، كما شدد على أهمية دور القطاع الخاص في عملية التنمية المستدامة. من جانبه ، أكد الدكتور محمد عبد العزيز وزير خارجية ليبيا ممثل الرئيس المشارك السابق بالقمة على التحديات العديدة التي تواجه الجانبين العربي والافريقى وهو الأمر الذي يتطلب تطوير التعاون المشترك للتعامل مع هذه التحديات ، وقال إن إستراتيجية الشراكة التي أقرتها القمة الثانية في سرت عام 2010 عكسها شعار القمة في دورتها الثالثة "شركاء في التنمية والاستثمار" ، وهى رسالة قوية للدفع قدما بالاقتصاد والاستثمار والمشاريع الربحية ذى المردود حتى تتحقق المنافع المتبادلة لشعوب الفضائيين العربي والافريقى. وأضاف أن تنفيذ إستراتيجية الشراكة للأعوام2011 - 2016 تتطلب توفير التمويل للبرامج والأنشطة الواردة في هذه الإستراتيجية ، وهذا يتطلب إعداد إستراتيجية تمويل مناسبة من قبل صناديق التمويل المعنية وبمشاركة القطاع الخاص. وأوضح وزير خارجية ليبيا أن المنهج الاقليمى فى التعامل مع القضايا الاقتصادية والتنموية اثبت جدواه فى ظل توافر الارادة السياسية. وشدد على أن ليبيا الجديدة تسعى لتطوير علاقاتها مع محيطها العربى والافريقى. وألقى رئيس وفد جمهورية الجابون السفير اسماعيل أولجى باعتبار بلاده الرئيس المشارك السابق بالقمة كلمة أكد فيها أن خطط العمل المشترك للتعاون الافريقى العربى يجب تنفيذها وتعبئة الموارد اللازمة لدفع التعاون وتدفق الاستثمارات لتحقيق التنمية المستدامة للشعوب العربية والافريقية. وأوضح أولجي أن التزام الكويت بالتعاون العربى الافريقى يأتى فى إطار التعاون بين الجنوب والجنوب وهو أمر جيد . كما أكد رئيس وفد الجابون تأييد بلاده لانشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش فى أمن وسلام داخل حدود آمنة ، موضحا تأييد بلاده تماما لمشروع القرار حول القضية الفلسطينية المطروح على القمة والذى يؤكد على أهمية حل للقضية. ومن جانبه ، أكد وزير الدولة للشئون الخارجية فى موريتانيا أحمد ولد تكادى باعتبار بلاده نائب رئيس المجلس التنفيذ للاتحاد الافريقى أن المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة قضايا تهم جميع الشعوب الافريقية والعربية خاصة مايتعلق بالاستثمار والتنمية المستدامة ودعم البنية الأساسية من نقل وطرق فى هذه الدول..وركز فى كلمته على ما ورد في التقرير المشترك للاتحاد الافريقى والجامعة العربية بشأن الانشطة المشتركة للتعاون بين الجانبين والخطوات الواجب اتخاذها لتذليل العقبات التى تواجه التعاون. وطالب بضرورة زيادة حركة التجارة والاستثمار معتبرا أن القمة الثالثة تمثل فرصة جيدة للنهوض بالعملية التنموية فى أفريقيا. وشدد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة العمل معا لتعزيز العلاقات المشتركة بين العالمين العربي والافريقى لتسوية النزاعات السياسية وتعزيز إقامة مجالات جديدة للتعاون تمس عصب التنمية ، وسجل العربى عددا من الملاحظات حول التعاون العربى الافريقى منها: أن تداخل الفضائين العربى والافريقى يثبت حرص الجانبين على اتباع سياسة متناسقة لتحقيق المصالح المشتركة ، وأن موقف إفريقيا الداعم لنضال الشعب الفلسطيني هو موقف يعكس لقاء إرادة الشعوب في الإقليمين على التصدي للاحتلال والتمييز العنصري ، وثالثها هو موضوع الانتشار النووي. وأوضح العربي أن إفريقيا منذ عام 1996 أصبحت خالية من السلام النووي وفقا للاتفاقية الموقعة فى هذا العام ، لكن العالم العربي مازال يسعى لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ، معتبرا أن عدم انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي التي وقعت عليها الدول العربية يعرض مصداقية عالمية معاهدة منع الانتشار النووي. كما سجل العربي في ملاحظاته اتفاق الجانبين العربي والافريقى على توحيد المواقف لإصلاح وتطوير الأممالمتحدة ، إلا أنه اعترف بان التعاون المشترك بين الجانبين الافريقى والعربي لم يرتق بعد إلى المستوى المطلوب. ومن جانبها ، أوضحت الدكتورة سوزانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقى أن الاجتماع التحضيري الوزاري للقمة بنظر فى التوصيات التى أعدها كبار المسئولين خاصة فى مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والنقل والبنية الاساسية والمعلومات ، وقالت إن القمة العربية الأفريقية الثالثة تلتئم تحت شعار "شركاء فى التنمية والاستثمار" وتعقد فى ظروف متغيرة تشهدها عدد من الدول الأفريقية والعربية .