أطلقت بلدية مدينة غزة اسم نائب القائد العام لكتائب القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" أحمد الجعبري، على أحد أكبر شوارع المدينة في ذكرى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة التي بدأت باغتيال الجعبري. وقالت البلدية أمس الخميس، إنها أطلقت اسم "الشهيد أحمد الجعبري" نائب القائد العام لكتائب القسام على شارع "النفق" شمال شرق مدينة غزة. ووافق الخميس، الذكرى السنوية الأولى للهجوم الإسرائيلي على غزة الذي بدأ يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي ياغتيال الجعبري في غارة إسرائيلية، واستمر الهجوم ثمانية أيام استشهد خلالها 190 فلسطينياً وأصيب 1500 آخرين، بحسب تقديرات فلسطينية. وينسب إلى الجعبري إعادة تنظيم وتعزيز قوة كتائب القسام، وهو أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وعاد اسمه للظهور إلى الواجهة بقوة مع إبرام صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط التي تولى التفاوض بشأنها مع الإسرائيليين بوساطة مصرية والتي أبرمت عام 2011 . ويقول فلسطينيون إن إسرائيل أطلقت على الجعبري لقب "رئيس أركان حماس" ما يُصرِّح بالمكانة التي كانت تفردها له الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. واعتقل الجعبري لدى إسرائيل ثلاثة عشر عاماً عام 1982، قضاها في الأسر مع عدد من قادة حماس الذين قتلوا في غارات وهجمات إسرائيلية سابقة ومن بينهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، إسماعيل أبو شنب، نزار الريان، إبراهيم المقادمة، ومؤسس الذراع العسكري لحماس، صلاح شحادة الذي ربطته بالجعبري علاقة حميمة استمرت بعد إطلاق سراحهما وكانت مدخلاً للأخير للتدرج في كتائب القسام. وبعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية عام 1995، تركز نشاط الجعبري على إدارة مؤسسة تابعة لحركة حماس تُعنى برعاية الأسرى ثم عمل في العام 1997 في مكتب القيادة السياسية للحركة بقطاع غزة وذلك من خلال حزب "الخلاص الإسلامي" المنبثق عنها، وإبان هذه الفترة توثقت علاقات الجعبري بمحمد الضيف وسعد العرابيد وعدنان الغول، وهم من أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، الأمر الذي قاد نحو اعتقاله على أيدي أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عام 1998، على خلفية اتهامه بأداء دور حلقة الاتصال ما بين الجهاز العسكري والقيادة السياسية لحركة "حماس". اقترب الجعبري خطوة أكبر نحو العمل الميداني مع بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000، عندما قصفت إسرائيل مقرات أجهزة أمن السلطة في قطاع غزة، آنذاك خطا الرجل، الذي تمكن من حجز موقعٍ مقربٍ من صلاح شحادة ومحمد الضيف، خطوات إضافية على طريق الانخراط في العمل العسكري، فأسهم إلى جانبهما في العمل على بناء كتائب القسام وتطوير قدراتها خلال فترة الانتفاضة بالاستفادة من الدعم والتمويل المالي الذي وضع تحت تصرف قيادتها. وأحدث الجعبري تغييرات كبيرة في بنية كتائب القسام محوّلاً إياها من مجموعات صغيرة إلى جيش شبه نظامي يتألف من أكثر من عشرة آلاف مقاتل موزعين وفقاً لهرمية تنظيمية واضحة تضم وحدات من مختلف الاختصاصات القتالية، فضلاً عن ترسانة متنوعة وضخمة من الأسلحة التي يصنع بعضها محلياً. ويضم ملف الجعبري لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية لائحة كبيرة من الاتهامات تبدأ بالمسؤولية عن جملة من العمليات والهجمات النوعية ضد إسرائيل قبل انسحابها من القطاع عام 2005 وبعده، إلى جانب النظر إليه بوصفه العقل المدبر وراء عملية خطف الجندي (الإسرائيلي) غلعاد شاليط. ولم تألُ إسرائيل جهداً في سبيل تصفية الحساب معه، حيث تعرض الجعبري لعدة محاولات اغتيال من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، كان أبرزها تلك التي جرت في 18 أغسطس/ آب عام 2004، حين استهدف منزله بصواريخ موجهة أطلقتها مروحيات أباتشي أدت إلى إصابته بجراح خفيفة، لكنها أدّت إلى استشهاد ابنه الأكبر، محمد، وأخيه وثلاثة من أقاربه.