محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تقدير كبير ل«قائد المسيرة».. سياسيون يتحدثون عن مدينة السيسي بسيناء    مغربي يصل بني سويف في رحلته إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج    الإسكان تُعلن تفاصيل تنفيذ 3068 شقة في مشروع "صواري" في بالإسكندرية    بايدن وبلينكن: "حماس" عقبة … طالباها بالإذعان لاتفاق لا يُوقف العدوان ولا يُعيد النازحين    الاعتراف بفلسطين.. دعم عربي وفيتو أمريكي    «كيربي»: روسيا تخرق قرارات الأمم المتحدة بشحن النفط إلى كوريا الشمالية    بعد سقوط توتنهام.. ليفربول يعود إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل    صن داونز يهزم كايزر تشيفز بخماسية ويتوج بالدوري الجنوب إفريقي    السيطرة على حريق سوق الخردة بالشرقية، والقيادات الأمنية تعاين موقع الحادث (صور)    «كان» يمنح ميريل ستريب السعفة الذهبية في افتتاح دورته ال77    الفنان أحمد السقا يكشف عن الشخصية التي يريد تقديمها قبل وفاته    نعيم صبري: نجيب محفوظ هو مؤسس الرواية العربية الحديثة    إجابة غير متوقعة.. زاهي حواس يكشف حقيقة تدمير الفراعنة لآثارهم    توقعات برج الأسد في مايو 2024: «تُفتح له الأبواب أمام مشاريع جديدة مُربحة»    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    «الصحة» تدعم مستشفيات الشرقية بأجهزة أشعة بتكلفة 12 مليون جنيه    في يومها العالمي.. سبب الاحتفال بسمك التونة وفوائد تناولها    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل سائقَين وإصابة 3 موظفين في السودان    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين    استعدادًا لموسم السيول.. الوحدة المحلية لمدينة طور سيناء تطلق حملة لتطهير مجرى السيول ورفع الأحجار من أمام السدود    مصطفى كامل يحتفل بعقد قران ابنته    بيان عاجل من الأهلي بشأن أزمة الشحات والشيبي.. «خطوة قبل التصعيد»    أسعار النفط تستقر وسط ارتفاع المخزونات وهدوء التوترات الجيوسياسية    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    جهود لضبط متهم بقتل زوجته في شبرا الخيمة    السجن 7 سنوات وغرامة مليون جنيه لشاب ينقب عن الآثار بأسيوط    "أسترازينيكا" تعترف بمشاكل لقاح كورونا وحكومة السيسي تدافع … ما السر؟    إصابة موظف بعد سقوطه من الطابق الرابع بمبنى الإذاعة والتلفزيون    نجوم الغناء والتمثيل في عقد قران ابنة مصطفى كامل.. فيديو وصور    لمدة أسبوع.. دولة عربية تتعرض لظواهر جوية قاسية    مصرع أربعيني ونجله دهسًا أسفل عجلات السكة الحديدية في المنيا    أخبار الأهلي: توقيع عقوبة كبيرة على لاعب الأهلي بفرمان من الخطيب    الأرصاد العمانية تحذر من أمطار الغد    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    رسالة ودعاية بملايين.. خالد أبو بكر يعلق على زيارة الرئيس لمصنع هاير    مدينة السيسي.. «لمسة وفاء» لقائد مسيرة التنمية في سيناء    «المهندسين» تنعى عبد الخالق عياد رئيس لجنة الطاقة والبيئة ب«الشيوخ»    120 مشاركًا بالبرنامج التوعوي حول «السكتة الدماغية» بطب قناة السويس    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    هجوم شرس من نجم ليفربول السابق على محمد صلاح    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    مستشار المفتي: تصدّينا لمحاولات هدم المرجعية واستعدنا ثقة المستفتين حول العالم (صور)    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولى العلمى الثانى للطب الطبيعى والتأهيلى وعلاج الروماتيزم    رانجنيك يرفض عرض تدريب بايرن ميونخ    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحزاب وحركات تبشر بعودة الاشتراكية إلى مصر عام 2017
نشر في محيط يوم 30 - 10 - 2013


فى فيلا الإشتراكيين الثوريين السلطة والثروة للشعب
الحزب الشيوعى المصرى بدأ من منظمة حدتو وانتهى بخلية سرية فى عابدين!
الأناركيون مش عايزين دولة خالص!
الشيوعيون يؤكدون : إحنا مش كفار والدين هو تعبير عن شوق الإنسان فى الخلاص من الظلم.
وفى الجامعة : الثقافة والاهتمام بالمقهورين أهم مواصفات الشيوعى.
صلاح عيسى: القانون يعتبر الشيوعية جريمة منذ أيام سعد زغلول!!
منشوراتهم تدعو للإضراب والعصيان
عبر هذه السطور ننقلك عزيزى القارىء إلى عالم رمادى وغامض - وأصبحنا أمام واقع يفرض نفسه بل ويقف بقوة خلف كل الاضرابات والاعتصامات التى شهدتها مصر مؤخرا .. الآن أعلن الحزب الشيوعى عن نفسه بعد أن كان يعمل فى السر كما ظهر الاشتراكيون الثوريون فى الصورة وفرضوا أنفسهم بقوة وعلى الهامش تبنى مئات الشباب فكرة الفوضى الشيوعية أو الأناركية وعلى الفيس بوك صفحات كثيرة تحمل اسم ماركس وجيفارا .. فى التحقيق التالى حاولنا أن نفتش فى دهاليز هذا العالم الذى قد يبدو غامضا للكثيرين لنقترب من أسراره خاصة وأن هذه الأفكار تطورت وأصبحنا أمام جيل من الشباب الذى يتبنى الاشتراكية وينتظر تحقيقها..
قبل أن نبدأ نؤكد أن هذه الحركات تري أن المستقبل فى الإشتراكية بعد فشل الرأسمالية وسيطرة رجال الأعمال على السلطة نتيجة سياسات الخصخصة الفاشلة وتشريد العمال وانتشار الفقر والجهل والديون والبؤس والتخلف والتبعية فى العالم وسيطرة الاحتكار واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان وترى هذه الحركات أيضا أن المجتمعات القائمة على أساس الملكية الفردية هى مجتمعات ظالمة وسيئة ولهذا تسعى الشيوعية لمحاربة الاستغلال الطبقى والعمل على توسيع الملكية العامة للخدمات والانتاج ونقل الملكية للشعب فى صورة الدولة وإقامة مجتمع العدل والكفاية والمساواة .. هذه الحركات تنشط وسط العمال وتقود بعض المظاهرات الان ضد نظام الحكم الاقتصادى ..
الحزب الشيوعى
البداية بالنسبة لى كانت من الحزب الشيوعى المصرى الذى يقع فى شقة صغيرة بشارع البطل أحمد عبد العزيز بعابدين تحت مسمى مركز آفاق للدراسات الاشتراكية وهو الاسم الحركى للحزب الشيوعى الذى يتبنى الماركسية اللينينية فى أفكاره أى تحقيق الاشتراكية بالثورة والاضراب وينتشر بين العمال والفلاحين للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ..المكان يبدو بسيطاً هادئاً يستقبل يومياً أنصار الحزب من الشباب فى إطار لقاءات ثقافية وصالونات لا تخلو من الحديث حول مبادىء الفكر الإشتراكى ..
برنامج الحزب يشير إلى أن الشيوعى المصرى هو حزب الطبقة العاملة وكل الجماهير المصرية الكادحة من الفلاحين والمهنيين والمثقفين الثوريين والموظفين وهو حزب يتبنى الاشتراكية العلمية أو الماركسية اللينينية والهدف الذى يناضل من أجله الحزب إقامة النظام الاشتراكى تحت شعار "الإشتراكية هى المستقبل .. فلنبنيها معا ولا ينكر الحزب الشيوعى الدين أو يدعو للكفر وإنما يراه تعبيرا عن شوق الإنسان للخلاص من الظلم ويرى الحزب ضرورة التوسع فى دور الدولة فى التنمية والانتاج والاستثمار وضرورة تأمين نهضة صناعية وزراعية وإقرار الحد الأدنى للعامل بألا يقل عن 1500 جنيه وتخفيض ساعات العمل بألا تزيد عن 48 ساعة أسبوعيا ودعم القطاع العام والتعليم المجانى والسكن على حساب الدولة والصحة وإلغاء احتكار القطاع الخاص للمواطن.
وشارك الحزب فى الاضرابات العمالية ودعا إليها ..حيث يقول "عصام شعبان "القيادى وعضو السكرتارية العامة للحزب : الحزب الشيوعى هو امتداد لحركة حدتو "الشيوعية" والتى كان لها نشاط كبير فى الدفاع عن العمال والفلاحين قبل ثورة يوليو فما حدث أن الثورة طاردت هذه الحركة وقامت بتفكيكها ثم قامت بحل الحزب الشيوعى نهائيا عام 1964 .. لكن قادة حدتو التاريخيين لم يستسلموا وتحدوا السلطة وكسروا نظام الحزب الواحد عام 1975 عندما أعلنوا عن إعادة تأسيس الحزب الشيوعى ومنذ ذلك التاريخ وحتى ثورة 25 يناير والحزب يعمل سرا فى الخفاء عن طريق التواجد وسط العمال والدفاع عن الفقراء والفلاحين والمهمشين وشارك فى الدعوة لمختلف الإضرابات وفى مختلف الأحداث كان أبسطها مثلا أننا قبل الثورة وقفنا بجانب المتضررين فى أحداث قلعة الكبش وحرضنا الأهالى على الثورة دفاعا عن حقوقهم وفى الدويقة نظمنا اعتصاما أمام مبنى المحافظة وفى سراندو خضنا المعركة ضد الاقطاع الزراعى ..
وفى السنوات الخمس الماضية قبل الثورة أيضا تعاون كل الاشتراكيين على مختلف تنويعاتهم وطالبوابالاصلاح السياسى والاجتماعى كرد فعل لفشل الرأسمالية فى العالم حيث بدأت المظاهرات والانتفاضات والاحتجاجات ضد تصفية الشركات وطرد العمال فى الشارع وضد الظلم الطبقى وسيطرة رجال الأعمال على الحياة السياسية فكان طبيعياً أن تخرج الحركة الشيوعية من جديد لأن هذا هو المناخ المناسب لظهورها.
ويضيف عصام شعبان: قبل الثورة لم نكن نعلن عن كوادر الحزب ولا عن مدى انتشاره لكن بداية من مارس من العام الماضى أعلنا صراحة عن اسم الحزب الشيوعى المصرى لكن القضاء المصرى يرفض تأسيس الحزب تماما ونحن لا نهتم بذلك لأن نشاطنا قائم ولم يتأثر.. أيضا الشيوعيون لم يتبنوا مطلقا منهج العنف ولكن هناك وسائل مستخدمة فى الضغط على الحكومات منها الإضراب والعصيان المدنى والتظاهر لكن الحكومات السابقة كانت تسعى دائما لأن تخيف الناس من الشيوعيين وتتهمهم بأنهم دعاة فوضى وهدم ..
وفى الجامعة الأفكار الشيوعية موجودة وسط الطلاب . الحركات الطالبية الشيوعية بالجامعاتيقول "مينا نبيل "أحد قيادات الحركة الشيوعية بالجامعة والطالب بهندسة حلوان : الطلاب الشيوعيون لهم دور كبير وانتشار وسط العمال وأهم حاجة حتى ينتمى أى طالب للحركة الشيوعية أن يكون مثقفا وأن يكون مؤمنا بحقوق العمال والفلاحين ومدافعا عنها وبعد الثورة أعلنا عن أنفسنا ونشاطنا الآن داخل الجامعة يتلخص فى تبادل الكتب الماركسية وإدارة النقاش وإقناع الطلاب بأهمية العدالة الاجتماعية وطبعا لا يزال البعض يحصر الشيوعية فى الكفر ومقولة الدين أفيون الشعوب لكن المسألة أكبر من ذلك.
(الأشتراكيين الثوريين )
ومن الحزب الشيوعى المصرى إلى الإشتراكيين الثوريين وهم الفصيل الشيوعى الأكثر ثورة وتمرداً والذين ظهروا بهذا الاسم عام 1995 وظلوا يعملون فى السر حتى قيام الثورة ففى فيلا قديمة بأول شارع مراد بميدان الجيزة يقع مقر خلية الإشتراكيين الثوريين الذين يعلنون عن أنفسهم بأنهم منظمة شيوعية تروتسكية .. وتروتسكية مشتقة من ليوم تروتسكى المناضل الشيوعى وبطل من أبطال الثورة البلشفية عام 1917 فى روسيا والذى ولد فى عائلة بقرية فقيرة فى أوكرانيا وأدت نشأته هذه إلى تكوين إحساس عميق لديه بمشاكل المعدمين والمعذبين فى الأرض ورأى أن الاشتراكية هى الحل .
هؤلاء هم أتباع تروتسكى ويرون أن الثورة هى عيد الفقراء والمقهورين .. والاشتراكيون الثوريون يرفضون الحديث مع الإعلام خاصة قادتهم مثل كمال خليل وسامح نجيب ولكن يمكن معرفى أفكارهم من النشرات التى حصلنا عليها فى المقر ومن خلال الاجتماعات التى حضرناها معهم حيث يرون أن بين كل المضطهدين توجد طبقة واحدة لديها القدرة على قيادة معسكر المظلومين إلى النصر ..
هذه القوة هى الطبقة العاملة التى تستطيع أن تتحكم فى عجلة الإنتاج فى أى دولة والاشتراكيون الثوريون يسعون لإقامة الدولة العمالية التى تقوم على أسس الاشتراكية والعدل الاجتماعى لإعادة توجيه الاقتصاد لصالح الجماهير الفقيرة وقبيل تنحى مبارك ساهموا فى دفع آلاف العمال للإضراب عن العمل مما أدى لسقوط النظام ويرفعون شعار (السلطة والثروة للشعب)..
(الأناركيون)
أما الفصيل الثالث الأكثر خطورة فهم الأناركيون أو (الفوضويون الشيوعيون) وهؤلاء موجودون وكان لهم ظهور واضح فى ميدان التحرير ولهم راية خاصة تميزهم وتحمل رمز عبارة عن حرف "لا" داخل دائرة وتشير إلى عبارة " لا للسلطوية " .. هؤلاء يرفضون سلطة الدولة أو أى سلطة قهرية أخرى مماثلة ويعرف عنهم الدعوة إلى القوة لتغيير المجتمع .. هؤلاء لا يرون ضرورة لوجود دولة بالمعنى الحقيقى والقانونى للكلمة وإنما يمكن خلق كيانات اتحادية بين الأفراد وشاركوا فى تجمعات بميدان التحرير ورفضوا المشاركة فى الانتخابات ورفعوا لافتات مكتوب عليها " مش هنشارك فى مسرحيتكم السخيفة .. لن نعطى أصواتنا لنظام لا يفكر فى مصالحنا ولمعارضة طراطير وأراجوزات إعلام".
يقول عادل عبد الله أحد الشباب المنتمي للفكر الأناركى والطالب بكلية الحقوق ، جامعة القاهرة : الأناركية المصرية هى تنظيم يهدف لنشر فكرة الحرية الكاملة بلا دولة ولا مؤسسات قمعية وهذا من خلال التعاون الحر بين أفراد المجتمع لتلبية احتياجاتهم المشتركة وهذه الدولة ستتكون من الأحزاب والجمعيات بهدف إزالة سلطة الدولة .ويفسر عادل سر الاتجاه لهذا الفكر بأن الجيل الجديد تربى على التمرد من أى سلطة حتى أن سلطة الآباء والأمهات تضاءلت وبالتالى نرفض سلطة الدولة والعودة للحرية الكاملة ..
ويؤمن الأناركيون بما يسمى بالإشتراكية التحررية و يرون أن الهدف النهائى لكل اشتراكى تحررى هو تحقيق مجتمع بلا طبقات، وبلا سلطات قمعية، تختفى فيه الملكية الخاصة للثروات لتحل محلها الملكية الاجتماعية لكل مصادر السلطة المادية، و يزول فيه كل من العمل المأجور والعمل الجبرى، ليحل محله العمل الطوعى و التعاونى، وتنتهى فيه التفاوتات فى مستويات المعرفة بين الناس لتصبح المعرفة والمعلومات مشاعا بين الجميع.. تعدد الفكرالشيوعى على الفيس بوك الربح ليصبح إنتاجا من أجل اشباع الاحتياجات الاستعمالية للبشر، و يحل التعاون بين البشر محل التنافس، ويحل الأخاء بدلا من الصراع، و تندثر كل الحدود القومية والعرقية والدينية والثقافية التى طالما قسمت الناس، وسببت الحروب فيما بينهم، وتتلاشى فيه الفروق بين المدينة والريف، وبين العمل اليدوى والعمل الذهنى، وهى أهداف نبيلة وإنسانية، إلا أننا واقعيا نرى أنها لن تتحقق فى مثل تلك الظروف التى نعيشها الآن، ومن ثم سوف تظل حلما يستحق أن نناضل من أجله دون أن نتخلى عن الواقعية والعملية، فى ضوء حقيقة تدهور الثقافة و الوعى الاجتماعى السائد، وعدم استعداد معظم الناس للتحرر من عبوديتهم للسلطات القمعية، و من الأوهام والأساطير والمؤسسات السلطوية التى تسيطر عليهم، فضلا عن أن هذه الأهداف النهائية لن تتحقق إلا على نطاق عالمى، إذ لا يمكن أن تتحقق على نطاق محلى فى بلاد متخلفة وفقيرة مثل بلادنا، بلاد عاجزة عن أن تنتج أكثر مما تستهلك، ومن ثم فإننا وانطلاقا من النظرة الواقعية والعملية للأمور نطرح بدائل ممكنة الآن، ومتناسبة مع الظروف الواقعية.
وعلى موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك تعددت الصفحات التى تضم روابط وتجمعات لأنصار الفكر الشيوعى فهناك صفحة اتحاد الشباب الاشتراكى المصرى وصفحة رابطة الطلاب الاشتراكيين ولجنة الوعى الثورى وموقع الرؤية اليسارية وشبكة يسارى الاجتماعية وصفحات تحمل أسماء مثل ماركس ولينين وهذه الصفحات تروج لقيام الثورة الاشتراكية فى مصر عام 2017 فى الذكرى المئوية للثورة البلشفية فى روسيا..
انتشار الفكر الشيوعى بين المثقفين
وعلى صعيد آخر ينتشر الفكر الشيوعى والماركسى فى أوساط عدد كبير من المثقفين من الجيل القديم .. الأستاذ صلاح عيسى الكاتب الاشتراكى ورئيس تحرير جريدة القاهرة يقول فى إطار تقييمه لتجربة الجيل القديم والجديد من الشيوعيين فى مصر: ليس من شك أن اليسار لم يختفى من الخريطة السياسية فى مصر سواء كان فى شكل تنظيمات وأحزاب تتبنى فكرة الاشتراكية الديمقراطية أى الاشتراكية التى تأتى بشكل سلمى وديموقراطى أو الاشتراكية الماركسية التى تأتى بالثورة والعمال ومنذ بداية العشرينيات وحتى الآن وهذه الأفكار موجودة منذ حاول البعض إنشاء الحزب الشيوعى المصرى عام 1923 لكن سعد زغلول قام بحله وحتى الآن اليسار متواجد فى الوجدان وفى السياسة المصرية باحثا عن قضيته الرئيسية وهى قضية العدالة الاجتماعية .. قبل ثورة يوليو ربط الشيوعيون بين فكرة التحرر السياسى والتحرر الاقتصادى أى جلاء الإنجليز ورحيل سيطرتهم على الاقتصاد وأثروا فى برنامج الثورة بأفكارهم ..
وفى عهد السادات عادت المنظمات الإشتراكية فى حزب التجمع وحزب العمل الإشتراكى أو فى الصورة الماركسية الشيوعية فى عدة تنظيمات كان من أبرزها الحزب الشيوعى المصرى .. لكن يظل القسم الماركسى الشيوعى مطاردا بالتشهير والفصل من الوظائف والتكفير ولهذا كان يعمل فى شكل سرى والمادة 98 من قانون العقوبات تجرم الشيوعية وهى مادة قديمة فى قانون العقوبات وتعود لأيام سعد زغلول ثم أضاف عليها إسماعيل صدقى باشا فى منتصف الأربعينيات مواد وعقوبات جديدة وجعل من الشيوعية تهمة عقوبتها 7 سنوات من منطلق كونها تحرض على العنف والإضراب والعصيان وقلب نظم الحكم وتحريض الطبقات على بعضها وظلت هذه العقوبات قائمة حتى الآن ويرفض القانون المصرى تأسيس الأحزاب الشيوعية لأنها قائمة على أساس فئوى أو طبقى لكن الوضع الآن أكثر ملائمة لأن ينشط الشيوعيون خاصة فى ظل سيطرة فكرة العدالة الاجتماعية واتساع قاعدة الفقراء الذين شاركوا فى الثورة فميدان التحرير فى الأيام الأولى للثورة كان يضم تيار دينى وتيار ليبرالى وناس عاديون جاءوا بحثا عن الخبز ولهذا هناك أرضية للنشاط الشيوعى والاشتراكى .
وهذا يفرض على أى حاكم أن يضع فى اعتباره أهمية هذه الفكرة وأهمية أن تكون هناك اشتراكية.. والآن نحن أمام جيل جديد من الإشتراكيين وموجات شيوعية جديدة خلعت عباءة الماضى وأتت بشكل جديد وطورت من الأفكار القديمة فلم تعد الشيوعية تعنى الكفر أو فرض الحزب الواحد ورفض التعددية أو احتكار الدولة لكل شىء فقد أصبح لدى الشيوعيين إيمان بالتعددية الحزبية وضرورة تحرير الفرد وحقة فى التملك دون الاحتكار والسيطرة واستغلال الآخرين وتراجع فكرة ديكتاتورية البروليتاريا وتراجعت فكرة تحقيق الاشتراكية بالعنف والخروج من عباءة "لينين" الزعيم الروسى الذى أكد على أهمية العنف والثورة فى تحقيق الاشتراكية ولهذا كان الميل نحو الاشتراكية الأوروبية التى تأتى بالديمقراطية ويرى صلاح عيسى أنه فى خلال 15 عاما سيعود التيار الاشتراكى إلى سابق عهده مستكملا كافة أدواته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.