أستاذ الاّثار الإسلامية: لا جدوى من استثناء الأقصر من الحظر. المستشار السياحى بالسفارة المصرية: على وزارة السياحة وضع خطة للنهوض بالأقصر. مرشد سياحي: إحنا بنضيع بسبب قانون الطوارئ. مدينة الشمس" أو مدينة "المائة باب" عُرفت سابقاً باسم طيبة، تلك هي محافظة الأقصر التي تحتوي علي ثلث اّثار العالم كله، كانت عاصمة للدولة الفرعونية في الماضي، وقبلة السياح من جميع أنحاء العالم في العصر الحاضر، يُقبلون إليها ليروا عظمة حضارة أكثر من سبعة اّلاف عام. الهدوء والسكينة هما عنوان أهل "مدينة الشمس"، وهذه ميزة تتميز بها محافظة الأقصرعن سائر محافظات الجمهورية، وليس عجيباً أن نرى عُرساً يقام أو سهرة تُحيا على أوتار الناي والمزمار، متوازية مع أحداث ساخنة تحدث في القاهرة أو بقية المحافظات . ففي الوقت الذي نجد فيه الحكومة المصرية، ترفع شعار"لا للارهاب" في محاولة منها لفرض الأمن وعودة الأمان والقضاء علي الإرهاب في مختلف أنحاء الجمهورية، تأبى الأقصر -بلد الاّثار- إلا أن تكون سداً منيعاً يحول دون تطبيق الحكومة لهذا الحظر، فعظمة معبد الكرنك، والاّثار، والحضارة وتاريخها، والأمان، وسماحة الناس، هو السر في عدم وضع الأقصر تحت قائمة الحظر. تجولت شبكة الإعلام العربية "محيط" داخل هذه المحافظة العريقة لترى حياة مواطنيها ولماذا لا يفد اليها السائحون منذ 30 يونيو. يبدأ اليوم في الأقصر من بداية شروق الشمس، حيث يخرج الناس للعمل، وبعد يوم عمل شاق يخرج الرجال للاستمتاع مع بعضهم بلعبة التحطيب، أو العصا التي تتميز بها الأقصر، أو السهر طوال الليل في حفلة زفاف، أو للجلوس على المقاهي لمبادلة أطراف الحديث مع بعضهم البعض الليل والسمر الليل هو وقت السمر في الاقصر، للخروج من أعباء يوم كامل مليء، لذا أجمع أهل المحافظة على رفضهم لفكرة تطبيق الحظرعلى محافظتهم، لاعتيادهم على الخروج ليلاً، لأنه بمثابة "الأسفنجة" التي تمتص تعب يوم كامل في العمل. الحظر وتراجع السياحة أكد البعض أن رفع الدولة شعار "مكافحة الارهاب" وضع هذا "اللوجو" على كل القنوات المصرية الحكومية والفضائية، كان سبباً في تراجع المعدلات السياحية بالاقصر، لخوف الدول الاجنبية علي رعاياها، وتحذيرهم من زيارة أماكن التوتر . الإعلام شوه الصورة لم ينتبه الإعلام إلى أن الأقصر خالية تماماً من أي شغب ولذلك تم رفع الحظر عنها باعتبارها منطقة أثرية في المقام الأول، ولكنه بعث الرعب في النفوس بطريقة غير مباشرة، وبعد قيام الإعلام المعادي بتشوية الصورة ووصف مصر بأنها "منطقة صفيح ساخن" وأنها مليئة بالاحداث والفتن مثلها مثل العراق و فلسطين وسوريا. ليست بمعزل يقول محمد الكحلاوي -أمين عام اتحاد الأثريين العرب واستاذ الاّثارالإسلامية- "أنه لا جدوى لاستثناء الدولة للأقصر كمنطقة سياحية من الحظر، لأن الاقصر ليست بمعزل عن مصر، ولكنها صلب الدولة المصرية، فعلى الرغم من رفع الحظرعنها إلا أن الدول تخوفت علي رعاياها ومنعتهم من زيارة مناطق الصراع بعض الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام عن سوء الأوضاع في مصر واستهداف الأجانب. وأكد أنه كان من المقرر عقد مؤتمر لإتحاد الأثريين العرب بدير سانت كاترين بسيناء، بهدف توصيل رسالة للعالم، أن "مصر خالية من الإرهاب" من أجل إعادة السياحة مرة أخرى، لكن الدولة رفضت بحجة أن الظروف لا تسمح بذلك في الوقت الراهن . المصالحة الوطنية وطالب استاذ الاّثار الإسلامية، الحكومة المصرية برئاسة الببلاوي، ووزارة الدفاع برئاسة الفريق عبد الفتاح السيسي، ووزارة الداخلية برئاسة اللواء محمد ابراهيم، برفع الحظر في أسرع وقت، وطالبهم بإعادة حساباتهم، وإعادة النظر في المنظومة الأمنية داخل مصر، حتى لا تلجأ بعض الجماعات إلى الانتقام، ودعا إلى المسارعة في عقد مصالحة وطنية حقيقية بين كافة القوى في مصر، من أجل تنشيط السياحة من جديد. وأضاف، من الضروري تعديل بعض مصطلحات الإعلام، ونقل صورة ذهنية جيدة عن مصر، وعن المناطق الأثرية بالأقصر ومحافظات الجمهورية، وأن تكون القنوات الخاصة والحكومية بالدولة هي المنوطة بنقل هذه الصورة الإيجابية للخارج عن المناطق السياحية، كما يجب علي الدولة صرف تعويضات فورية للعاملين في مجال السياحة، لتفادي المخاطر الاجتماعية الناتجة عن البطالة التي لحقت بكل الاسر التي كان يعمل ذويها بمجال السياحة، وحتى نضمن احترام الدولة للسياحة وعدم استهانتهم بمن يعملون فيها. من جهته أكد محمد جمال -المستشار السياحى بالسفارة المصرية- علي استقرار الحالة الأمنية للمقاصد السياحية فى مصر حالياً، مطالباً وزارة السياحة بوضع خطة للنهوض بالسياحة، لأنها تمثل مصدر رزق للعديد من الأهالي. الحصان بيموت وفي السياق ذاته يؤكد عم جميل -سائق حنطور- أن رزقه ورزق أولاده من الحصان والحنطور، والان الحصان يموت لأني لا أجد ما اطعمه له. شكر للسيسي وأكدت بثينة، أنها أقامت حفل زفافها في "الكرنك" حتي الواحدة صباحاً في بداية فرض الحظر، ووجهت كلمة شكر إلى الفريق عبد الفتاح السيسي -وزير الدفاع- لمعرفته مكانة الأقصر و تاريخها وسماحة أهلها، وأبى عليها أن تكون كباقي المحافظات. هروب جماعي وأوضح محمود عبدالله –أحد المرشدين السياحيين- أن رفع الأقصر كمنطقة سياحية من قائمة الحظر شئ جيد، لكن هذا لم يمنع هروب السائحين من "مدينة الشمس" بعد أن كانت محط وفود كل دول العالم. نحن نضيع أما عمدة - صاحب أحد أصحاب البازارات في المحافظة- فأكد أنه أغلق بازاره السياحي، لأنه لم يعد يجني من ورائه شيئاً، بعد إعلان حالة الطوارئ في أغلب الجمهورية، وهذا ما أثر بشكل عام علي السياحة، مضيفاً أرجو أن تنتهِ هذه الفترة بسرعة لإننا بنضيع، بحسب تعبيره.