تباينت ارآء المراقبين حول قدرة جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها في جبهة تحالف دعم الشرعية في تنظيم مظاهرات حاشدة بعد تضائل اعداد مناصريهم في "جمعة الشهداء" التي انطلقت من 28 مسجداً بعد صلاة الجمعة أمس احتجاجا على الحملة الأمنية التي تشنها السلطات على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.لإختبار لقدرة قواعدها الشعبية على الصمود. ويؤكد الخبراء على تأثر قوى الإسلام السياسي بحملة الاعتقالات التي شنتها الأجهزة الأمنية مؤخرا، ويدعم هذا الرأي الخبير يسري العزباوي من مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية السياسية، حيث يؤكد: "أن مسيرات تيارات الاسلام السياسي الجمعة أثبتت تأثرها بحملة الاعتقالات التي دشنتها الاجهزة الأمنية بفرض قبضتها علي قيادات جماعة الاخوان المسلمين". يشير العزباوي الى حقيقة أن "المرشد العام للاخوان تم القبض عليه مرتين في ظل تاريخ الجماعة ممايضعفها ويفقد مصداقيتها الشعبية بارتكابها جرائم العنف والارهاب المتوالية في تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد". وفي المقابل أكد مصطفي زهران باحث حركات الاسلام السياسي أن "مسيرات اليوم التي دعت لها تيارات الاسلام السياسي المعارضة للسلطة الحاكمة شهدت حشد هائل غير متوقع ينبئ بأن مليونيات 30اغسطس تشهد حشود كبيرة غير مسبوقة في تاريخ الثورات العالمية". وحول المواقف الغربية المؤيدة ل"الإخوان" في بداية الأزمة، يشدد العزباوي بأن "الدعم الدولي لجماعة لاخوان المسلمين قل بشكل ملحوظ والدليل تحول الموقف الاوروبي والامريكي لمساندة القوات المسلحة في محاربة جماعات الارهاب والتطرف". وبحسب الغرباوي فإن استمرار الاعتصامات والمناوشات بين "الإخوان" والجيش يؤدي الي عزلهم سياسيا ومجتمعيا، ويؤكد: "الملاحقات الامنية كان لها دور بارز في اضعاف الجماعة لفترة معينة متوقعا عودتها مرة اخري الي المشهد السياسي بقوة جبارة ". كما تحدث عن محاولات الجماعة لحشد مناصريها يوم 30 اغسطس الجاري بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة من "خلال استخدام الدين والشريعة" مرة اخري لكسب تعاطف الشعب. وتوقع أن لا يتجازو عدد المشاركين اعضاء التنظيمين للجماعة والحركات الجهادية والتكفيرية. ويختلف زهران مع ما ذهب اليه الغرباوي ويؤكد أن "حملة الاعتقالات المكثفة ضد قيادات تيار الاسلام السياسي فتحت نقاط جديدة امام الاخوان المسلمين بالتمركز في مناطق متفرقة يصعب للاجهزة الامنية اختراقها منها "ناهيه 'كرداسة'صفط'اطفيح'المعادي 'المهندسين"، قائلا:"لكل فعل رد فعل بعد الملاحقة الامنية لقيادات الاسلام السياسي جعلتهم يغيروا تكتيك التظاهر والانتقال الي الاحياء الشعبية التي يصعب للعسكر دخولها ." وبما أن البلاد لاتزال تشهد حالة من الاحتقان السياسي وعدم الاستقرار، يطالب الغرباوي مؤسسة الرئاسة والحكومة الانتقالية باتخاذ مسار ديمقراطي صحيح وتحسين الاداء الامني والاقتصادي خلال المرحلة الانتقالية بالاعلان عن خارطة طريق توافقيةللنهوض بالبلاد من هذا المأزق المتردي من ناحيته يؤكد جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية أن "مسيرات الاخوان اليوم تأثرت بشكل كبير بالملاحقات الامنية لمعظم قيادات الجماعة مما أضعف المشهد علي الساحة السياسية"، مضيفا أن "قضية مبارك اربكت الجميع وخاصة أن القوي الثورية والسياسية لها موقف قوي من الرئيس المخلوع وتتجنب أي محاولة لاستغلال الاخوان لقضيتهم ف الصراع مع السلطة الحاكمة. ويشدد أن "الاخوان يتمتعون بقدرة كبيرة علي تجميع المؤيدين للرئيس المعزول في المحافظات وخاصة في المنيا وأسوان كنوع من الانتقال التكتيكي للارتقاء بخطط التظاهرات والاعتصامات في المرحلة الفادمة بعد حملة الاعتقالات وذلك بعد أن أصبحت القاهرة مكان غير ملائم لممارسة الاحتجاج السياسي". ويكشف عبد الجواد أن رغبة الاخوان في اعادة تأسيس صفوفهم يتوقف علي الوضع السياسي من خلال الاخطاء أو الانجازات التي تمارسها الحكومة ومؤسسة الرئاسة خلال المرحلة الانتقالية. ويحذر زهران من أن "الافراج عن الرئيس المخلوع (حسني مبارك) ساهم في اكتساب الاسلاميين للتعاطف الشعبي بعد فقدانهم للمصداقية في الاونة الاخيرة". مؤكدا أن مشاركة الاسلاميين في الثورات والمليونيات المنددة بحكم الافراج عن مبارك خطوة جدية وموقف ايجابي قائلا:"تحول المسار من مشهد تنظيمي لجماعات تنظيم دولي الي مشهد شعبي ". ويناشد زهران "المسئولين عن القرارات السيادية في الدولة باللجوء الي مائدة مفاوضات لبحث حل سياسي مرضي لكل الاطياف السياسية بدون اقصاء اي حزب اوتيار يتمثل في الافراج عن المعتقلين من قيادات الجماعة واحتواء القوي الاسلامية وادماج الاخوان في الحياة السياسية مرة اخري كنوع من المصالحة الوطنية للم الشمل وحقن الدماء المراقة في كل ربوع مصر". وكانت جماعة الإخوان المسلمين وجبهة تحالف دعم الشرعية المؤيدين لشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، قد دعت لتنظيم مسيرات اليوم الجمعة تنطلق من 28 مسجداً بعد صلاة الجمعة في القاهرة اختبار لقدرة قواعدها الشعبية على الصمود. وبدت الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوات الجيش والشرطة محدودة نسبيا حتى بالقرب من مسجد الفتح وسط العاصمة، ووقع تبادل لإطلاق النار يومي الجمعة والسبت الماضيين مما أسفر عن مقتل العشرات. وقامت قوات الأمن والجيش بإغلاق البوابات الحديدية للمسجد وبوابته الأمامية الضخمة بالسلاسل، وقال حارس أن صلاة الجمعة قد ألغيت اليوم وتمركزت مدرعتان في الشارع. وبحلول وقت الظهر لم تتبلور أي مظاهرات كبرى في القاهرة نتيجة لإلغاء الصلاة في بعض من هذه المساجد.