عمرو عصفور : بقال التموين ليس سببا في الأزمة والتفسير عند الوزارة عماد عابدين : استبدال الزيت المخلوط بعباد الشمس أثر على حصة المواطن بنسبة 35% محمد حسن : الأزمة ظهرت في القاهرةوالقليوبيةوالجيزة تداركت الموقف غرفة الجيزة : تراجع الكميات المعروضة من الزيوت في الأسواق بسبب التخبط في عمليات الاستيراد شعر المواطنون خلال الفترة الماضية وتحديدا منذ بداية شهر رمضان بنقص ملحوظ في زيت التموين ، حيث كان يتوجه المستحق للدعم إلى بقال التموين فيصرف له كافة السلع التموينية المقررة بالبطاقة إلا الزيت ، مبررا ذلك بوجود عجز في الكميات التي يتم توريدها لهم من الوزارة ، ويقوم بقال التموين بالتدوين في الدفتر بالكميات المستحقة للمواطنين ...ما السبب وراء أزمة الزيت وهل ستستمر هذه الأزمة طويلا ؟ وهل توجد علاقة بين هذه الأزمة والتجربة التي طبقها الدكتور باسم عودة وزير التموين السابق باستبدال الزيت المخلوط بعباد الشمس ؟. شكاوى ومشاجرات يقول عمرو عصفور ، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية للقاهرة ، أن مشكلة نقص الزيت بالفعل موجودة من قبل شهر رمضان ، وصدرت العديد من الشكاوى من بقالي التموين ، حيث أن المستهلك يعتقد أن المشكلة في منفذ التموين نفسه وأن صاحب المنفذ هو المتحكم في الصرف وبالتالي حدثت العديد من المشاجرات بين المواطنين وبقالي التموين ، موضحا أن التفسير الوحيد لهذه الأزمة يوجد لدى وزارة التموين.وأضاف عصفور أن اللواء محمد أبو شادى، وزير التموين والتجارة الداخلية ، قد أوضح في أكثر من تصريح أن تجربة استبدال الزيت المخلوط بزيت عباد الشمس غير ناجحة ، حيث أن المصانع بمصر غير مستعدة لإنتاج زيت عباد الشمس وبالتالي يتم استيراده من الخارج بالكامل ، وهنا تكمن المشكلة ، لذا فمن المتوقع أن يعود العمل بالزيت المخلوط من جديد . تخفيض حصة الزيت ومن جانبه أوضح عماد عابدين ، سكرتير عام شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن الدكتور باسم عودة ، وزير التموين السابق قد أصدر قرارا رقم 187 لسنة 2013 بتخفيض حصة زيت الطعام التمويني لكيلو واحد بدلا من كيلو ونصف من الزيت عباد الشمس أي أن الأسرة المكونة من أربع أفراد بدلا من أن تحصل على 6 كيلو انخفضت حصتها إلى 4 كيلو أي انخفاض قدره 2 كيلو ، مما يمثل زيادة في الأعباء على الأسرة المصرية ، ويطبق ذلك في محافظات ( القاهرة ، القليوبية ، الشرقية ، المنوفية ، الغربية ، البحيرة ، كفر الشيخ ، دمياط ، شمال وجنوب سيناء ، البحر الأحمر ، الإسكندرية ، وزيت مخلوط لباقي المحافظات متمثلة في ؛ الدقهلية ، الجيزة ، بني سويف ، الفيوم ، المنيا ، أسيوط ، الوادي الجديد ، قنا ، أسوان ، الأقصر ، موضحا أن هذا القرار قد أثر على المواطن بنسبة 35% من حصة الزيت على مستوى محافظات الجمهورية ، وبالتالي أصبح المواطن مضغوط . ويشير إلى أن سبب انخفاض حصة المواطن من الزيت المدعوم هو تعويضه سعر زيت عباد الشمس ، لافتا إلى أن زيت عباد الشمس لا يصلح للقلية ، وبالتالي سيلجأ المواطن إلى شراء زيت للقلي غير مدعوم من المحلات لسد احتياجاته ، وبالتالي سيكون المواطن قد تكلف عبئا إضافيا هو في غنى عنه في ظل تردي الحالة الاقتصادية وعدم ارتفاع الأجور وارتفاع الأسعار . ويضيف أنه في ظل الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وتعويم الجنيه أمام الدولار ، أثر على أسعار السلع الأساسية التي يتم استيرادها من الخارج مثل زيت الطعام الذي ارتفع سعره بسبب ارتفاع سعر الدولار . الزيت المخلوط ومن جانبه يقول محمد حسن ، مدير عام التفتيش بمديرية التموين بالجيزة ، أن السبب في نقص كمية الزيت لدى منافذ التموين هو اختلاف نوعية الزيت واستبدال المخلوط بعباد الشمس ، موضحا أن الزيت المخلوط هو عبارة عن خليط من زيت عباد الشمس وزيت الصويا الذي يتوافر منه كميات كبيرة بمصر ويتم استيراد جزء بسيط منه ، في حين أن زيت عباد الشمس يتم استيراده بالكامل من الخارج ، ولأن الظروف التي تمر بها البلاد حاليا سواء اقتصاديا أو سياسيا لا تسمح بأن يتم الاعتماد على الاستيراد بشكل كامل فمن المرجح أن يعود الزيت المخلوط من جديد . وأضاف أن مشكلة نقص الزيت ظهرت في محافظة القاهرةوالقليوبية فقط ، في حين أن محافظة الجيزة لم تظهر بها بشكل كبير ، وتفسير ذلك هو أن محافظتي القاهرةوالقليوبية طبقتا تجربة زيت عباد الشمس قبل الجيزة بشهرين فظهر العجز بوضوح ، أما بالنسبة للجيزة فبمجرد أن حدثت الأزمة تم تدارك الموقف سريعا وسد العجز بالزيت المخلوط حتى لا تتفاقم الأزمة . وأشار حسن إلى أنه يوجد محافظات يحصل فيها الفرد الواحد على كيلو من الزيت عباد الشمس ، وهي محافظات الوجه البحري بالإضافة إلى الجيزة ، بينما يحصل الفرد في محافظات الوجه القبلي بالإضافة إلى محافظة الدقهلية على كيلو ونصف من الزيت المخلوط ، ولهذا السبب من المتوقع أن يتم توحيد هذا الخلاف على جميع المحافظات ، وذلك بأن يحصل الجميع على زيت مخلوط كما كان الوضع من قبل . تخبط الاستيراد جدير بالذكر أنه قد أصدرت الغرفة التجارية بالجيزة في تقريرها الاقتصادي لشهر يونيو الماضي أنه قد استقرت أسعار الزيوت عند مستوياتها المرتفعة خلال شهر يونيو 2013 م وهي نفس مستويات أسعار الأشهر الثلاثة الماضية ، وذلك علي الرغم من تراجع الأسعار العالمية للزيوت في البورصات الدولية بسبب قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بطرح كميات كبيرة من الزيوت في الأسواق العالمية وخاصة الزيت الصويا مما ساهم في تراجع الأسعار العالمية للزيوت . كما أوضح التقرير أنه قد تراجعت الكميات المعروضة من الزيوت في الأسواق بسبب التخبط في عمليات الاستيراد ، حيث أنه من المعلوم أن مصر تستورد حوالي 80% من احتياجات الزيوت من العالم الخارجي وعلية استمرت الأسعار عند المستويات المرتفعة لها . صرف المقررات الجديدة جدير بالذكر أنه قد قرر اللواء محمد أبو شادى، وزير التموين والتجارة الداخلية، إلغاء قرار الدكتور باسم عودة، وزير التموين السابق، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بشأن تخفيض حصص 65 مليون مواطن من الزيت التمويني من 1500 جم إلى 920 جم من زيت عباد شمس.وفي تصريحات صحفية أدلى بها مؤخرا أكد أنه سيتم العمل بالقرار فورا وصرف المقررات الجديدة للمواطنين عن شهر أغسطس الجاري ، مؤكدا التزام الوزارة بصرف كامل العجز في المقررات عن الشهور الماضية مع حصص الشهر المقبل، لافتا إلى أن الحكومة كانت لديها عجزا في مقررات الزيت بلغ 20 % بسبب قرار "عودة" بتوحيد منشأ الاستيراد .