نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن إدارة أوباما تخشى على نحو متزايد أن يتجاهل الجيش المصري النداءات الأمريكية، من شأنه تعميق الانقسامات بين المواطنين، وإطالة فترة الفوضى وعدم الاستقرار، وتزايد فرص حمل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين للسلاح، حسبما قالت. وأشارت الصحيفة في مقال نشر بها، إلى تحذيرات الإدارة الأمريكية للجيش بشأن الحملة الشرسة على جماعة "الإخوان" التي قد تقود البلاد لمزيد من العنف، مستنكرة أنه بالرغم من تلك التحذيرات قام الفريق أول عبدالفتاح سيسي بالدعوة لتظاهرات حاشدة يوم الجمعة لتفويضه من أجل مواجهة الإرهاب، والتي شهدت حوادث أليمة لم تمر بها مصر منذ قيام الثورة، بحسب وصفها. وذكرت الصحيفة أن دبلوماسيين غربيين أعربوا عن أملهم في جهود وفد الاتحاد الأوروبي، برئاسة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية كاثرين أشتون، في زيارته الأولى منذ إلقاء القبض على مرسي، أن تنجح في تقريب الأطراف المتنافسة وأن تدعو الجنرال السيسي للرد على المطالب الأمريكية والدولية. وأضافت الصحيفة أن العنف الذي حدث في نهاية الأسبوع أدى إلى انقسام بين واشنطن والقاهرة حول كيفية التعامل مع أنصار جماعة الإخوان المسلمين، مضيفة أن التطورات الأخيرة أدت إلى انعكاس الحد من نفوذ الولاياتالمتحدة على مصر بالرغم من المساعدات السنوية المقدرة ب 1و3 مليار دولار وعقود من بناء العلاقات العسكرية مع الجيش. من جهة أخرى، أبدى العديد من المسئولين في إدارة أوباما دهشتهم من موقف السيسي ضد الإخوان، مضيفة أن أمس الأحد منحت الحكومة الجنود الحق في اعتقال المدنيين، وإحياء أجزاء من قانون الطوارئ كما حدث في عهد مبارك، وقبل ذلك بيوم، قال وزير الداخلية محمد إبراهيم انه يعتزم إعادة تشكيل وحدة الشرطة السرية التي كانت مسئولة عن عقود من القمع في عهد مبارك. وأعلنت الصحيفة أن السيسي أبدى قلقه قبل الأحداث الأخيرة خلال مناقشات مع مسئولين أمريكيين بشأن احتمالات حدوث مواجهة عنيفة بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، وفقا لمسئولين شاركوا في المناقشات. وأشار مسئولون أمريكيون ومصريون، إلى وجود طوفان من الأسلحة قادمة من ليبيا والتي أدت إلى حالة من عدم الاستقرار، خاصة في سيناء. وأشارت الصحيفة إلى أقوال المسئولين الأمريكيين اللذين يعتقدون أن الخطر الأكبر الآن هو أن التكتيكات العسكرية لقمع أعضاء جماعة الإخوان وعن طريق حرمانها من دور حقيقي في الحياة السياسية في البلاد. وأفاد مسئول أمريكي كبير أن الولاياتالمتحدة لا تعرف ما إذا كان الإخوان تستعد للمعركة المسلحة لكنه أضاف: "هذا لا يقلل من قيمة الاحتمال." وأشارت الصحيفة إلى الرسالة الأمريكية لجماعة الإخوان، التي نقلها المسئولون الأميركيون، أنه يمكن أن يشارك الإخوان في المستقبل السياسي في مصر على الرغم من الانقلاب، وينبغي أن تشارك الجماعة في المصالحة مع المؤسسات العسكرية والعلمانية. وقال مسئول كبير في إدارة أوباما "إن الإخوان يحتاجوا إلى معرفة ذلك، بغض النظر عن ما حدث في 3 يوليو، أن هناك مكان لهم في المستقبل السياسي لمصر".