أعرب محمود درير السفير الأثيوبي لدى مصر، عن حرص بلاده على الحفاظ على العلاقات القوية مع القاهرة، مؤكدًا أن سد النهضة الأثيوبي لن يكون مصدرًا للاضطرابات في علاقة البلدين، موضحاً أن السد لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل وسوف يشكل نفعًا للبلدين، مشيرًا إلى أن المصالح المشترك بين البلدين تربط مستقبلهما ولن تنجح القضايا الثانوية في التأثير على هذه العلاقات، واصفًا العلاقات مع القاهرة ب «التاريخية والأبدية». وأضاف «درير» في حوار مع وكالة أنباء «شينخوا الصينية»، أن السد سوف يكون له تأثيرًا إيجابيًا في مجال التنمية وليس سلبيًا كما يزعم البعض، منوهًا أن أي مشروع من هذا النوع يتم إقامته في أفريقيا يهدف لخدمة التنمية الأفريقية عامة. وبالحديث عن تحويل مسار مجرى النيل أوضح: «كان خطوة تحضيرية طبيعية وليست مفاجأة للجانب المصري، وهو الأمر ذاته الذي قامت به القاهرة والخرطوم عندما قاما ببناء السدود الخاصة بهما في الماضي». كما أضاف درير أن تخفيض كميات كبيرة من تبخير مياه النيل يعد من بين مزايا السد، مشيرًا إلى أن الدراسات التي قام بها الخبراء الدوليين أوضحت أن السد ليس كارثيًا أو له أضرار جسيمة، وأن أثيوبيا قامت بتشكيل لجنة ثلاثية مع مصر والسودان بشأن هذه القضية. وتابع: «لدينا دراسات وتوصيات من اللجنة المختصة سيتم تناولها بجدية»، منوهًا إلى أن المطلوب فقط هو إجراء دراسات على آثار السد البيئية والاجتماعية وهو الأمر الذي يعمل عليه الخبراء الأثيوبيين بجدية. كما شدد السفير على أنه لا يوجد سببًا للقلق وذلك لوجود اتصالات جارية عالية المستوى بين وزراء الخارجية في كلا البلدين، مشيرًا أنه سوف يتم تحضير اجتماع لتناول توصيات اللجنة. وانتقد الدبلوماسي بعض وسائل الإعلام المصرية لتشويهها صورة السد وتصوير أديس أبابا بأنها «دولة منافسة» تبني سدًا بتمويل وإدارة إسرائيلية، مؤمنًا أن التطوير الدائم والشراكة الحقيقية بين مصر وأثيوبيا سوف تزيل مثل هذه الشكوك. ويرى درير أن السد من شأنه أن يكون وضعًا مربحًا للجانبين، خاتماً: «إن مستقبل ومصير مصر وأثيوبيا متشابك من خلال روابط قوية متلازمة وتاريخية».