"مسحراتي .. منقراتي .. اصحى يا نايم .. وحد الدايم .. وقول نويت بكره ان حييت الشهر صايم ..والفجر قايم ..اصحى يا نايم ..وحد الرزاق ..رمضان كريم " كلمات إعتدنا سماعها بإيقاع متناغم مع طبلة المسحراتي في سكون الليل بشهر رمضان الكريم من كل عام وبالرغم من تغير الزمن والأيام وكثرة الأحداث السياسية التي ظهرت علي الساحة خاصة بعد إندلاع ثورة يناير إلا ان شخصية المسحراتي مازالت عالقة بالنفوس لاسيما الأطفال الصغار وخاصة بالقري والمدن الصغيرة . ويذكر المؤرخون أن بداية ظهوره كان على يد والى مصر "عنتبه ابن اسحاق" الذي قام بهذه المهمة بنفسه عام 238هجرية وفى السنوات الأخيرة أخدت ظاهرة المسحراتي فى التراجع بسبب كثرة وسائل الإتصالات التى ظهرت كبديل لها . طبلة الحاجة "جمالات" ومن المتعارف عليه انه مهنة المسحراتي امتهنها الرجال إلا ان النساء كان لهن نصيبا منها بمحافظة الدقهلية فهناك اماكن ومناطق إرتبطت واشتهرت بصوت وطبلة "المسحراتية" كمنطقة الجامعة بمدينة المنصورة والتي إرتبطت بطبلة الحاجة "جمالات" والتي تخرج بها قبل اذان الفجر منادية " إصحي يا نايم .. وحد الدايم " لتوقظ اهالي المنطقة لتناول طعام السحور بالشهر الكريم . وللنساء صغيرات السن نصيبا ايضا كالمسحراتية "ايمان شعبان" ذات الثانية والثلاثون عاما والتي ورثت المهنة عن والدتها التي ظلت تعمل بها لاكثر من 25 عاما فقررت استكمال مسيرة والدتها احياء لذكراها . وعادة ما يجني " المسحراتية " ثمرة عملهم طيلة الثلاثون ليلة في اليوم الأول لعيد الفطر المبارك فهناك من يمنحهم الاموال ويعتبرها جزء من الصدقة والبعض الاخر يمنحهم الأطعمة . جزء من الثرات المصري الاصيل يقول احمد عباس موظف ان الزمن تغير ووسائل الإتصالات اصبحت مهيمنة بشكل كبير علي الحياة اليومية إلا ان المسحراتي جزء من الثرات المصري الاصيل فدورة لايقتصر علي ايقاظ المواطنين فقط بل انه يمثل احد الطقوس الرمضانية التي تعطي مذاقا خاصا للشهر الكريم . ولم يختلف راي اميرة ماهر ربة منزل كثيرا فهي تري ان للمسحراتي طعم ومذاق خاص ولكنه بدأ في الإنقراض وليس هو فحسب فأشياء اخري ذهبت معه كمدفع الإفطار والزينة التي تزين الشوارع في الشهر الكريم متمنية ان تعود تلك الأيام مرة اخري وتشكل مخرجا للواقع السياسي الاليم التي تحياه مصر علي حد وصفها.