قال مساعد الأمين العام للجامعة العربية لشئون فلسطين السفير محمد صبيح إن الوفد الوزاري العربي بحضور الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي سيستمع اليوم الأربعاء، في عمّان إلى جديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جولاته المكوكية المتوالية على مدى الأشهر الماضية لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف صبيح، في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية، أن الوفد ينتظر من الوزير الأمريكي طرح خلاصة تحركاته على مدى الأشهر الأربعة الماضية لاستئناف المفاوضات المتزامنة مع تصعيد وتيرة الاستيطان والحصار والعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. واعتبر صبيح أن المسئولية تقع على عاتق الإدارة الأمريكية في تقديم موقف جاد لتحريك الجمود الراهن والضغط على الاحتلال لإحياء العملية السلمية، موضحا أن الدول العربية في إطار الجامعة قدمت كل الخطوات الإيجابية والتسهيلات لدعم عملية السلام على قاعدة الحقوق الوطنية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية 2002، لكنها كانت تصطدم بالتعنت الإسرائيلي. ورأى صبيح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية بعيدة عن العملية السلمية في ظل رفض ثلاثة أرباع أعضائها لحل الدولتين فضلا عن التوسع الاستيطاني الذي لم يبق أرضا للدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال إن الاحتلال يتحدث عن عملية السلام والمفاوضات ذريعة لاستمرار الاستيطان، متوقفا عند "الخطة الاقتصادية" لكيري التي تعاكس الواقع إزاء استمرار الحواجز العسكرية وعرقلة الحركة والتنقل في أراضي الضفة الغربيةالمحتلة، وتشديد الخناق حول غزة. ويلتقي الوفد الوزاري العربي المعني بعملية السلام في عمان اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ويضم الوفد الذي جاء تشكيله بقرار من القمة العربية بالدوحة كلا من مصر والأردن والسعودية وقطر وفلسطين والمغرب بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي . وكان الوفد الوزاري العربي المنبثق عن لجنة مبادرة السلام العربية قد زار العاصمة الأمريكية "واشنطن" في 29 إبريل الماضي والتقى كبار المسئولين الامريكيين في إطار تنفيذ قرارات القمة العربية بالدوحة لاعادة إحياء عملية السلام. ويلتقي وزير الخارجية الأمريكي اليوم مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعد أن التقى أمس مع وزير الخارجية وشئون المغتربين ناصر جوده . عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبومازن" اجتماعا مطولا الليلة الماضية في عمان مع كيري تم خلاله مناقشة كافة القضايا التي يمكن أن تساهم في خلق المناخ المناسب للعودة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردنية في تصريح صحفي إن الرئيس أبومازن أكد خلال الاجتماع على ثوابت الموقف الفلسطيني والعربي المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..مشيرا إلى أن الوزير كيري أكد التزام رئيسه الأمريكي باراك أوباما بإقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين. وقال أبو ردينة إنه من المتوقع أن يعرض الرئيس عباس على القيادة الفلسطينية غدا" الخميس" ما تم مناقشته واستعراضه مع الوزير كيري. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد وصل إلى عمان أمس"الثلاثاء" في سادس زيارة له للمنطقة لاستئناف محادثات السلام المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ومنذ الإعلان عن جولة جديدة لكيري نشطت الصحف الإسرائيلية عبر مواقعها الإلكترونية، لنشر ما زعمت أنها مقترحات قيد البحث خلال زيارة كيري للمنطقة. وتدور الأفكار الإسرائيلية حول تجميد جزئي للاستيطان خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، وإطلاق سراح أسرى معتقلين قبل اتفاق أوسلو 1993 ضمن دفعات، وبحث حدود الدولة الفلسطينية وفق ما رسمه الجدار العنصري من حقائق مغايرة لعام 1967، بيد أن الفلسطينيين يتمسكون بوقف الاستيطان والإفراج عن 103 أسرى في سجون الاحتلال دفعة واحدة، والالتزام بمرجعية محددة بحدود عام 1967، لأجل العودة للتفاوض. وكان كيري قد بدأ جهوده لعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عقب زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى شهر مارس الماضى إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن. وأجرى وزير الخارجية الأمريكي في الشهور الأخيرة عدة جولات من المباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو سعيا لتقريب المواقف بينهما فيما يتعلق باستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ شهر أكتوبر 2010 جراء رفض نتنياهو تجميد الأنشطة الاستيطانية غير أنها لم تثمر عن نتائج ملموسة.