مصطفى محمود: هل السنة النبوية أن نربى لحية أو نقصر ثوبا ؟! - رغم أن قرآننا علمنا..إلا اننا لا نعرف كيف نتعامل مع خصومنا! - كيف خرجت منا كتائب التفجير ورسل الخراب! "تعالوا نصحح إسلامنا" دعوة كررها كثيرا الراحل المفكر د. مصطفى محمود، قائلا : لسنا أبرياء ولسنا مسلمين كما أرادنا الله و رسوله، ونحن نحمل أوزار ما حدث و ما يحدث و ما سوف يحدث . و يقول المفكر الكبير فى كتابه " علم نفس قرآنى جديد " أنه لابد علينا كمسلمين الاعتراف بأننا كنا أسوأ دعاية للإسلام فى العالم وأسوأ صورة للمسلم، و برغم كنوز الطاقة و الثراء الذى أنعم الله بها على المنطقة العربية والإسلامية، ولكننا تخلفنا فى العلوم و الاقتصاد والسياسة والديمقراطية، ولم نتعلم من قرآننا كيفية التعامل مع الأعداء و الخصوم . ودلل مصطفى محمود على ذلك بأن الله سبحانه و تعالى رغم أنه ليس هناك من هو ألد من الشيطان عداوة لله، حاوره وأمهله إلى يوم القيامة كما طلب، بعد أن حذره من سوء العاقبة . وحينما ذهب النبى موسى عليه السلام إلى فرعون المتجبر أوصاه الله أن يقول له قولا لينا لعله يذكر أو يخشى، مما يعد أمر صريح بالرفق و المعاملة الحسنة لكافر متجبر متكبر، و هذا هو درس القرآن فى الدعوة لله، فلم يأمر بالعدوان أو التكفير أو التخوين. ويتساءل مصطفى محمود: كيف خرجت منا كتائب التفجير ورسل الخراب لتشوه وجه الإسلام الجميل؟ ، بوهم أنها تنشر الدين و تعاقب الكافرين! و يتعجب من أن أول آية نزلت من القرآن " أقرأ " و نحن أكثر الأمم جهلا و أمية، رغم أن الله و رسوله وصوا بالعلم و التعليم و التأمل و التفكر فى شئون الكون، فى قوله تعالى " قل انظروا ماذا فى السموات و الأرض " . و استنكر ممن يكفرون الاجتهاد فى تفسير الدين رغم أن الله أمر به، مدللا بتفسير عقاب الرجم للزانيات فى القرآن " فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب " متسائلا و هل هناك نصف رجم أو نصف قتل، قائلا أن التفسير الطبيعى هنا هو الجلد ، أما الرجم فلم يرد بالقرآن أصلا. كما استنكر اتجاه البعض إلى التطرف و التشدد عكس ما أمر الرسول صلى الله عليه و سلم من اعتدال و رأفة . وتساءل مصطفى محمود : هل السنة النبوية أن نربى لحية أو نقصر ثوبا ؟!، مشيراً إلى أن القرآن طلب منا أن نتأسى بالرسول كقدوة فى أخلاقه و إيمانه لا فى مأكله و ملبسه و لا ما يركبه ، فالإسلام فقه و علم و مكارم أخلاق . أما عن خطيئتنا الكبرى برأيه فهي التفرق و عدم الاتحاد ، فهى التى أفقدتنا الإحساس بالأمة و روح الجماعة، و إذا أردنا أن يبدل الله من حالنا، فعلينا بإصلاح أنفسنا أولاً، فلن تنفعنا معونات أمريكية و لا صواريخ روسية، فالإنسان العربى هو المفتاح و الحل . و يختم متسائلا: لماذا لا نتخلى عن الطفولة السياسية و الشخصنة؟ ، فالخراب الداخلى هو سبب الكارثة، و من يصلح خراب نفسه، سيكون هو البطل الذى يغير الله على يديه الأحوال.