قال الكاتب البريطاني "جوناثان ستيل"، إن الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة أمس، وعلى مدار اليومين الماضيين تصل إلى حد التدخل المدمر في سياسات دولة تنفست هواء الديمقراطية، لأول مرة منذ عقود. وفي مقالة نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، أكد "ستيل" على أن رفض نتائج انتخابات حرة ونزيهة ونقض القانون الأساسي للبلاد، خطوة يجب ألا يقوم بها أي جيش إطلاقَا، مشيرًا إلى أن حقيقة ترحيب العديد من الثوار - الذين أطاحوا بالرئيس الأسبق حسني مبارك – بحركة الجيش هي تعليق يائس على السذاجة السياسية، وقصر النظر. ونوه الكاتب، إلى أن هذا لا يعني أن الرئيس السابق محمد مرسي لا يقع عليه اللوم، وأن لائحة الاتهام السياسية ضده طويلة ومفصلة، ولكن من "السخف" توجيه كافة المسئولية له على إحباط العامين الماضيين، موجهًا اللوم على المحكمة الإدارية العليا لحل البرلمان، وعلى قادة المعارضة لتشكيل حكومة، هيمنت عليها جماعة الإخوان المسلمين، نتاج رفضهم المشاركة فيها. واعترف "ستيل" أن جماعة الإخوان، ومؤيديها محافظون اجتماعيون، ربما يشكلون تهديدًا لبعض الحقوق المدنية، ولكن الخطر الأكبر والأكثر إلحاحًا للبلاد هي الحقوق السياسية التي فاز بها جميع المصريين عند الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدًا أن الذين يؤمنون أن الهدف الرئيسي للجيش، هو الحفاظ على الحريات الجديدة، سوف يشعرون بخيبة الأمل قريبًا.