هناك العديد من قصص التراث العربى والأمثال الشعبية التى تدعوا الى الوحدة ولقد تربى المواطن العربى وتعلم هذه القصص والأمثال منذ نعومة أظفاره ولكنه عندما يكبر يجد الواقع مؤلم ومرير ولا يجد خطوات حقيقية فى طريق تغيير هذا الواقع المؤلم من التشتت والفرقة العربية الى الوحدة والتكتل برغم ما تربى عليه الشعوب العربية من التراث الثقافى العربى والأمثال الشعبية التى تدعوا الى الوحدة وبرغم الأتجاه العالمى الى التكتلات . ومن أبرز قصص التراث العربى التى تدعو الى الوحدة قصة الرجل العربى الذى جمع أولاده قبل وفاته وطريقة شرحه لهم أهمية الوحدة عن طريق حزمة من الحطب بأن أى منهم يستطيع أن يكسر عود واحد من الحطب ولكنه لا يستطيع أن يكسر حزمة الحطب مجتمعة . وكذلك المثل الشعبى (أكلت يوم أن أكل الثور الأبيض )وهو يدعوا أيضا الى الوحدة بأن من يسكت على أكل أخيه اليوم سوف يأتى عليه الدور غدا . وقبل كل ذلك دعانا الأسلام الى الوحدة فى آيات الذكر الحكيم ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ). ولقد شهد تاريخنا العربى بعض الصفحات المضيئة من الوحدة كان جانب منها هو الوحدة بين مصر وسوريا أثناء حروبنا مع اسرائيل وكذلك مشهد الأتحاد العربى أثناء حرب أكتوبر المجيدة وظهور الوحدة العربية والأرادة فى وجه القوى العظمى المساندة لأسرائيل ومنع البترول عنها وأستعمال سلاح النفط كسلاح استراتيجى . ان النظر الى الأتحاد الأوروبى وتكتل الدول الأوروبية برغم الأختلاف بينها فى كل شىء من لغة وديانات وبرغم ما كان بينهم من تاريخ من الحروب العالمية وتركهم لنقط الأختلاف وتوحدهم يظهر الى أى مدى قصر العرب فى حق أنفسهم . فلقد أعطاهم الله كل نقاط القوة التى تجعلهم قوة لا يستهان بها وبرغم ذلك هم فى آخر الصفوف. فلقد أدرك جميع دول العالم أهمية العمل الجماعى بينما العرب فقط لا يجيدون الا العمل منفردا . فمنذ عشرات السنين والعرب يتحدثون عن السوق العربية المشتركة والى الآن لا تزال مجرد فكرة. كما أن هناك أتفاقية دفاع مشترك بينما دولة عربية بعد أخرى يعتدى عليها وباقى الدول العربية تكتفى بالتنديد والشجب . ودائما نذكر لفظ (الوطن العربى ) بينما لا يستطيع أى مواطن عربى التنقل داخل وطنه العربى الا بقيود وتأشيرة . فلقد نجح الغرب فى تفريقنا واضعافنا ونحن ساعدناه على ذلك شعوبا وحكومات بينما أتجه الغرب الى التكتل والوحدة . فهل يفيق العرب قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم ؟