شهدت مصر مؤخراً سقوط بعض شركات النظام الهرمي أو ما يطلق عليه الخبراء"نظام الحيلة الهرمية" والذي انتشر مؤخرا بين فئات الشباب أو من يبحثون عن الثراء السريع بدون أى مجهود. وقد ابتكرت بعض الشركات أساليب عدة لبيع الوهم للشباب ولعل أحدها هى مشاهدة الاعلانات عبر الإنترنت وتسجيل كلمة إعجاب أو "لايك" على الاعلان وكلما زادت كلمات الاعجاب كلما زاد ربح المشترك في هذا النظام الهرمى، وفى ضوء ذلك يقوم الشباب باخطار أصدقائهم بتسجيل الإعجاب حتى تعتقد الشركة المعلنة أن الإعلان تم مشاهدته من آلاف الزوار ولاقى إعجاب كبير، وهذا يمثل خدعة كبيرة للشركات المعلنة والتى تعتقد أنها لاقت انتشاراً وقبولًا كبيراً لمنتجاتها. وحذر الخبراء من وقوع الشباب فريسة لهذا النوع من الأنظمة الهرمية والتي تحاول الشركات إلصاقها في التسويق الإلكتروني، حيث أن نظامها بعيد كل البعد عن نظام التسويق الشبكي المنتشر عالمياً والذي لاقى قبولاً شديداً من المواطنين بمختلف دول العالم، مؤكدين أن النظام الهرمي يعتمد بشكل أساسى على زيادة عدد المساهمين، دون أى مجهود. ويقول أحمد السيد أحد المنضمين لنظام التسويق الشبكي، أنه يعلم جيدا الفارق الكبير بين النظامين الهرمي والتسويق الشبكي، ورفض عروض كثيرة من اصدقائه للانضمام للنظام الهرمى، والذى يطلق عليه "الليكات" أو الاعجاب، موضحاً أن سبب رفضه أنه لا يوجد به مجهود حقيقي وأنه معرض للانهيار في أي وقت، وأنك تتعامل مع كيان هلامي لا وجود له، موضحاً أنه فى المقابل فإن التسويق الشبكى يعتمد على بيع منتجات حقيقية وخدمات مبتكرة، ذات جودة عالية وفائدة حقيقية للعملاء، أى أن العضو يدفع مبلغ من المال مقابل الحصول على سلعة أو خدمة، ومع بدء تكوين مجموعته فإنه يحصل على عمولة بسيطة من كل سلعة أو خدمة يقوم بشرائها أحد أعضاء مجموعته. وأوضح أنه حقق أرباحاً جيدة طوال العامين الماضيين، وإلى جانب ذلك هناك مصداقية عالية من الشركة التى يتعامل معها من حيث دورات التدريب واللقاءات والمنتجات المتعددة التى تقوم الشركة بطرحها بشكل حصرى لعملائها. وفند خبراء التسويق العالميين الفرق بين النظام الهرمي والتسويق الشبكي، وأكدوا أن هناك فرقاً شاسعاً بين النظامين، مؤكدين أن نموذج التسويق الشبكي هو في كثير من الاحيان يكون على شكل هرمي ولكنه على عكس كل الحيل الهرميه ، ففي النظام الهرمي يحصل الاشخاص فى المستويات العليا الارباح من مساهمات المنضمين أو الأعضاء الجدد فى قاع الهرم، وحتى يحصل العضو الجديد على أرباح عالية، عليه أن ينتظر حتى يصعد للمستوى الاعلى، وعليه أن يقوم بتسديد ارباح الاشخاص الذين في المستويات العليا ولابد من إيجاد المزيد والمزيد من المشتركين الجدد حتى يصعد لقمة الهرم. وأكدوا أنه بالنسبة لاعمال التسويق الشبكي الشرعي والقانونى، فالأعضاء لا يتقاضون أرباحهم عن طريق تجنيد آخرين، وإن كان لذلك دوراً مساعداً في تنمية الأرباح، ولكن فى الأساس تأتى الارباح من بيع المنتجات أو الخدمات التى يوفرها نظام التسويق الشبكى والعاملين عليه. وأشار خبراء التسويق إلى أنه من حيث الاستدامة، فإن شرعية وقانونية أعمال التسويق الشبكى لن تنهار وذلك لأن الأرباح المحققة، تأتى بواسطة ممثل مبيعات الشبكة، وتعتمد على على مقدار الجهد المبذول فى العمل، فإذا كان المشترك يريد تحقيق مبالغ مالية أو أرباح كبيرة، عليه أن يبيع منتجات أو خدمات أكثر ، أو تنمية فريق أكبر ليقوم بزيادة المبيعات ومن ثم زيادة الربح. ويرى الخبراء أن شركات التسويق الشبكى حقيقية ولها كيان ومقر إدارى، ولا تختلف كثيرا عن أى شركة أخرى تبيع منتجاتها او خدماتها للجمهور، ليس هذا فحسب وإنما تقوم بتسويق منتجات وخدمات مشروعة كما توفر نموذج أعمال مشروع وقانوني، يساهم فى توفير فرص عمل بشكل مستقل سواء من المنزل او من خلال أنشاء مشاريع خاصة. وبالرغم من كل ذلك والفرق الشاسع بين النظام الهرمى والتسويق المباشر، إلا أن البعض يصر ان التسويق الشبكى عملية احتيال ، موضحين أن هناك عناصر عديدة وراء هذه البلبلة، أهمها عندما تطور ونما نظام البيع المباشر، وأصبح أكثر شعبية ابتكر أشخاص وشركات طريقه غير شرعية، في محاولة لاظهار حيل النظم الهرمية بأنها اعمال غير شرعية ونتيجة لهذا فقد الكثير ممن جهدوا للحصول على اموالهم هذه الا ساءت سمعة هذه الصناعه. ثانياً نقص الوعى، ليس فقط فى الاوساط الجماهيرية بل ايضا بين مسوقى الشبكة، فعندما يحاول مجموعه من الناس تسويق منتج لا يدركوا قيمته فعليا مما يعطى ملايين الفرص للتشويش، بالإضافة إلى قلة او عدم وجود تنظيم وتشريع حكومى لهذه الصناعة . وقد عززت صناعة التسويق الشبكي مكانتها بانها مصدر صالح وواعد للدخل الاضافى، وهناك امثله مميزة وكثيرة للنجاح جاءت من خلال الاجتهاد والحماس للعمل والمنتج المناسب للاستثمار جنبا الى جنب مع التوقيت المناسب. ويقول روبيرت كوسكاى مؤلف كتاب رجال اعمال من القرن العشرين وكتاب الأب الثرى والاب الفقير:"اذا كان لى ان اقوم بكل ما قمت من جديد، فكنت ساستبدل النمط القديم للاعمال بنمط التسويق الشبكي في الأعمال التجارية، فالتسويق الشبكي هو لمن يريد الفوز لانه نموذج للأعمال التجارية في المستقبل".