قامت وكالة "الاسوشييتد برس" بفتح ملف الفلسطينيين المُقيمين بمصر، وقامت باستعراض رحيل "سليمان محمودي" فلسطيني الجنسية في عام 1948، مع والديه واسر فلسطينية أخرى سيراً على الأقدام، وكان يبلغ من العمر حينها 28 عاماً، حيث قاموا بالسير من قرية بئر السبع الفلسطينية، عابرين شبه جزيرة سيناء إلى أن استقروا في محافظة الشرقية. وأشارت الوكالة أنهم لم يعتزموا على البقاء فترة طويلة في مصر، إلا بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على العودة إلى ديارهم بعد استيلاء اليهود عليها، وقد نوهت الوكالة أن "محمودي" الآن يبلغ من العمر 93 عام، هو من بين حوالي 3000 فلسطيني يعيشون في قرية فقيرة تدعى "جزيرة فاضل"، وهو يمضي أيامه جالسا على وسادة على الأرض خارج منزله المصنوع من الطوب الطيني والمكون من غرفتي نوم، كما أن الطرق الممتلئة بالتراب تجعل من الصعب عليه أن يمشي بعصاه وهو يعيش مع أبناءه ال13، وأحفاده ال 28وينامون على الحصير. وأكدت الوكالة أن "محمودي" شهد ثلاثة أجيال من الفلسطينيين من بئر السبع، ولدوا في هذه الجزيرة دون الحصول على حق التعليم المجاني والرعاية الصحية الذي يحصل عليه المصريون، زاعما أن معاناتهم والمنطقة التي يعيشون تحظى تجاهل. ويقول اللاجئون الفلسطينيون في جزيرة فاضل، أن أحوالهم أسوأ من ملايين الفلسطينيين الذين فروا إلى مخيمات اللاجئين في الأردن و سوريا و لبنان، كما أن مصر لا تملك مكتب لوكالة الأممالمتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الأمر الذي يعوق مساعدة الفلسطينيين في مصر ، موضحين أن الغالبية العظمى من البالغين والأطفال من الأميين غير قادرين على الالتحاق بالمدارس الحكومية المنخفضة التكلفة، والكثير من الأطفال حفاة بملابس ممزقة، ويقضون أيامهم في مساعدة البالغين في البحث في القمامة للعثور على ما يمكن إعادة تدويره، وهذه واحدة من الطرق القليلة لكسب لقمة العيش الشحيحة في هذه القرية الصغيرة ويعمل آخرون في المزارع القريبة حيث تعمل النساء في نخل القمح وطحنه باليد لصنع الخبز فهم مضطرون لإعالة أنفسهم، في الوقت الذي لا يسمح لهم بشغل وظائف القطاع العام. وتابع اللاجئون: "إن المنازل في قرية فاضل" يتم تغطية أسقفها بالقش أو ورق النخل، وبعض العائلات لديها ثلاجة قديمة والبعض الأخر ليس لديهم، كما لا يوجد مطابخ لذلك تطهى المرأة الأكل على موقد غاز صغير وينام الأطفال الصغار في بطانية مربوطة من جميع الزوايا الأربعة بواسطة حبل متدلي من السقف . وأكملت الوكالة: "الفلسطينيون في تلك الجزيرة عبارة عن مجتمع ضيق ومتماسك ومنتشر فيه الزواج من الأقارب من الدرجة الأولى، مما يؤدي إلى تشوهات خلقية لدى كثير من الأطفال في القرية، فمن الممكن أن تكون عائلة لديها واحد وأثنين من الأطفال الصم، لكنهم ليس لديهم الأموال الكافية لتوفير الرعاية الخاصة التي يحتاجون إليها". ويؤكد الفلسطينيون في الجزيرة المصرية "فاضل"، أنهم يحلمون بالعودة إلى أراضيهم والعيش حياة أكثر كرامة وترك هذا "الركن المصري المنسي" !.