«جوبالاند» أحدث ولاية إقليمية في الصومال بعد أن تم الاعلان عن فوز الشيخ أحمد محمد إسلان "أحمد مدوبي" برئاسة جوبالاند الصومالية بعد حصوله على أغلبية أصوات المجلس التأسيسي. وحصد مدوبي 485 صوتا من أصل 500 صوت في المجلس وسط غياب المنافسة بعد أن أعلن اثنان من المرشحين عن تنازلهما وغاب أربعة آخرون، وقالت لجنة الانتخابات إنهم تنازلوا بدورهم عن المنافسة. إلا أنه عقب فوز مدوبي تباينت ردود الافعال بين التأييد والرفض كما تصاعدت الخلافات السياسية بين مقديشو وكيسمايو خلال اليومين الماضيين نتيجة انتخاب أول رئيس لدولة جوبالاند التي تقع في منطقة استراتيجية جنوب الصومال . رئيسين وبعد ساعات من اعلان مدوبي رئيسا أعلن برى آدم هيرالى وهو زعيم حرب سابق، أنه الرئيس الشرعى لجوبا لاند ، وأنه تم انتخابه في مؤتمر آخر بكيسمايو انعقد خلال الأيام الماضية لتشكيل إدارة مستقلة لمحافظات جوبا الثلاثة تحت اسم دولة جوبا لاند. وصرح هيرالي امام صحفيين قائلا :"لقد عينني الاعيان رئيسا لجوبالاند وادعو الشعب الى دعمي من اجل اعادة احلال السلام". وكان هيرالي يتولى قيادة ميليشيا قوية من عشيرة ماريهان المحلية. ونفى هيرالي الذي يحظى بدعم اثيوبيا منذ سنوات ضد حركة الشباب شرعية انتخاب منافسه ، إلا أن الحكومة المركزية في مقديشو لم تعلق على الفور على المسألة. وبرز اسم أحمد مدوبي منتصف 2006 عندما أصبح حاكم مدينة كيسمايو ممثلا للمحاكم الإسلامية، وكان من مؤسسي حركة الشباب المجاهدين. وعقب انهيار المحاكم نجا بأعجوبة من غارة جوية أميركية في ولاية جوبا السفلى في يناير/كانون 2007، واعتقلته القوات الإثيوبية حيث نقل إلى أديس أبابا، وعاد إلى مدينة كيسمايو في مارس/آذار 2009. وانسحب أحمد مدوبي من المدينة في أكتوبر/تشرين الأول 2009 إثر مواجهات مسلحة خاضها مع قوات حركة الشباب المجاهدين نتيجة خلافات إدارية، وفكرية، وسياسية، ومالية، وبعدها قاد عمليات عسكرية شرسة ضد الحركة بالتعاون مع القوات الكينية. وعاد مرة ثانية إلى كيسمايو في أكتوبر/تشرين الأول 2012 برفقة القوات الكينية. ويعتقد كثيرون أن «هيرالي» هو مشروع مقديشو وهدفه تمييع المحاولة الكينية والإثيوبية - وبغطاء تجمع مؤتمر جوبالاندالإقليمي - بتأسيس إدارة حليفة لكينيا في المناطق المجاورة لكينيا التي تضررت كثيراً من تسلل مقاتلي «حركة الشباب المجاهدين» إلى حدودها. عدم الاعتراف ولا تعترف الحكومة الصومالية بأي انتخابات من هذا النوع اذ ان منطقة جوبالاند لا وجود لها اداريا ولا تعترف بها الحكومة المركزية التي تتخذ من مقديشو مركزا لها ولا تتمتع باي تأثير على سائر البلاد. وأعرب وزير الداخلية الصومالى عبدالكريم حسين جوليد عن أسفه لما يجري في مدينة كيسمايو، مؤكدا قلق الحكومة من تدهور الأوضاع الأمنية إثر اندلاع قتال في مناطق جوبا بين القبائل الصومالية. وأكد جوليد - في تصريح أوردته قناة «الجزيرة» الإخبارية أمس الجمعة - عدم اعتراف الحكومة الصومالية بنتائج مؤتمر جوبالاند، وبإنشاء إدارة جوبالاندالإقليمية بالطريقة الحالية، مشيرا أنها تتعارض مع الدستور. من جانبه، أيد رئيس إدارة غلمدغ الصومالية عبدي حسن عوالي موقف الحكومة الصومالية، وأعلن معارضته انتخاب أحمد مدوبي رئيسا لدولة جوبالاند. وكان لرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد أعلن في بداية الشهر الحالي رفضه تشكيل إدارة من طرف واحد في مدينة كيسمايو، ودعا إلى مصالحة شاملة في المنطقة أولا. وقال الرئيس الصومالي في كلمة ألقاها أمام البرلمان الصومالي إن الحكومة لن تقبل أصلا قرارا من طرف واحد لتشكل إدارة جوبا لاند التي تضم محافظات جوبا السفلى وجوبا الوسطى وجدو. وشدد على ضرورة عقد مصالحة شاملة لسكان تلك المناطق والسعي لتقريب وجهات النظر بينهم، للوصول إلى تشكل إدارة موحدة تضم جميع أطياف المجتمع هناك وتحظي بتأييدهم. وصرح أن الحكومة تدعم نشر النظام الفيدرالي في البلاد، إلا أنه أشار إلى أنه لابد من تشكيل الإدارات ضمن النظام الفيدرالي وفق الدستور الصومالي منوها بأنه "يجب على الحكومة مراعاة الدستور". وذكر أن الحكومة الصومالية بذلت جهدا كبيرا في حل قضية مدينة كيسمايو، وأكد أن وفدا حكوميا رفيع المستوى تباحث مؤخرا مع مسئولي الإدارة المؤقتة في كيسمايو فيما يتعلق بشأن تشكيل إدارة «جوبا لاند». وجاءت تصريحات الرئيس الصومالي في وقت كان يجري في مدينة كيسمايو مؤتمر يهدف إلى تشيكل إدارة «جوبا لاند». توتر ومخاوف وكانت كيسمايو قد شهدت في 4 أبريل / نيسان الجاري رفع علم دولة جوبالاند، وذلك في أعقاب المصادقة على دستور الدولة بالإجماع من قبل المشاركين في مؤتمر تأسيس دولة جوبالاند والبالغ عددهم 870 مؤتمرا ينتمون لولايات جوبالاند الثلاث، جوبا السفلى وجوبا الوسطى وجدو. وبعد الاعلان عن انتخاب رئيسين لإدارة جوبالاند من طرفين في مدينة كيسمايو، وهما أحمد مدوبي زعيم معسكر رأس كمبوني والعقيد بري هيرالي ، يخشى المراقبون من احتمال وقوع أعمال عنف في المدينة التي تعتبر منطقة استراتيجية في جنوب الصومال. وتعزز هذه الادعاءات مخاطر حصول مواجهات بين مختلف الفصائل بينما تشهد كيسمايو كبرى مدن جنوب الصومال ومعقل حركة الشباب الاسلامية سابقا توترا شديدا. ومنذ شهور اندلعت خلافات علنية بين رؤساء إدارة مدينة كيسمايو الساحلية، التي قادها مدوبي منذ إخراج «الشباب» من المدينة في شهر أيلول / سبتمبر الماضي، وبين الحكومة في مقديشو ، ويتمحور خلاف الطرفين حول كيفية تعيين إدارة لهذه المدينة التي أضحت، في نظر البعض، «كركوك الصومال» نظراً إلى حدة الخلافات حولها. فوز تاريخي وفي الوقت الذي لم تعترف فيه الحكومة الصومالية بهذه الانتخابات ، أعلنت إدارة بونتلاند ترحيبها بانتخاب أحمد مدوبي رئيسا لإدارة جوبالاند في ظل الصراع السياسي المتصاعد الذي تشهده المنطقة. وهنأ رئيس إدارة بوتنلاند عبد الرحمن فرولي زعيم معسكر رأسكمبوني على انتخابه رئيسا لإدارة جوبالاند التي تضم محافظات جوبا السفلى وجوبا الوسطى وجدو. ووصف فرولي في تصريح له تناقلته وسائل الإعلام المحلية انتخاب أحمد مدوبي رئيسا لإدارة جوبا لاند بأنه فوز تاريخي - على حد تعبيره. ودعا المجتمع الدولي والمنظمة الحكومية للتنمية (إيجاد) بشكل خاص إلى الاعتراف بإدارة جوبالاند الطرف الذي يتزعمه أحمد مدوبي، كما طالب المجتمع الدولي بمساعدة الصومال في نشر النظام الفيدرالي في البلاد. وحث الحكومة الصومالية على مساندة انتخاب أحمد مدوبي رئيسا لإدارة جوبا لاند. من جانبه قال محمد شيخ أبو بكر أحمد لموقع «الجزيرة نت» :"نؤيد الرئيس الجديد، ونقف خلفه، ونرجو تحقيق التنمية، والرفاهية عبر مشاريع مفيدة للمنطقة، وعودة النظام، وتحقيق العدالة". أما سلطان آدم محمد أحمد فربط حل مشكلة إقليمجوبالاند بالإدارة الجديدة وتوقع مستقبلا أفضل للمنطقة على مستوى جمهورية الصومال الفدرالية. ورحّب الناطق باسم الجيش الكيني سيرس أوغونا، في تصريح لصحيفة «الحياة» اللندنية بالعملية التي أدت إلى انتخاب مدوبي ، قائلاً: "أعتقد أنه شيء يستحق التصفيق" لأن ذلك نتاج جهود الشعب الصومالي. إلا أن الحكومة الصومالية "تأسفت بشدة لكيفية تضليل مصير ساكني مناطق جوبا وكيسمايو"، مضيفة في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء عبد فارح شيردون: لا يمكن للحكومة الصومالية أن تعترف برئيسين لإدارة جوبا. وجاب أنصار أحمد مدوبي في الشوارع الرئيسية لمدينة كيسمايو، مرددين شعارات مؤيدة له وملوحين بصوره وبعلم جوبالاند. كما أطلقت القوات الصومالية المتمركزة في المدينة الرصاص في الهواء ترحيبا بفوز أحمد مدوبي.