أثارت واقعة اختطاف 7 جنود مصريين من شبه جزيرة سيناء، التساؤلات حول مدى نجاح عملية «سيناء أو عملية نسر» التي قامت به القوات المسلحة العام الماضي، بعد أن أسُشتهد 16 عشر من جنود القوات المسلحة أثناء إفطارهم في رمضان. حيث أستيقظ المصريون صباح اليوم علي خبر اختطاف 7 أفراد من الجيش والشرطة في شمال سيناء على ايدى مسلحين، أثناء عودتهم من الخدمة على طريق العريش الشيخ زويد الدولي، وذلك في استهداف جديد للعسكريين واستمراراً للمسلسل الاختطاف الذي تعيشه مصر متسائلاين: «هل أصبح الوضع في سيناء خارج عن السيطرة ؟». رداً علي كشف «الخلية الإرهابية» لم يستبعد اللواء حسام سويلم، الخبير الأمني الاستراتيجي، ضلوع «مجلس شورى المجاهدين»، والذي يأخذ من شبه جزيرة سيناء قاعدة له، في القيام بمحاولة لاختطاف الجنود المصريين في سيناء، وذلك بعدأيام من كشف وزارة الداخلية ل «خلية إرهابية» كانت تستعد للقيام بأعمال تخريبية في مصر. وأضاف سويلم خلال تصريح خاص ل «محيط» أن هدم الأنفاق في رفح، والتي تشرف عليها الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، هي أيضاً من ضمن العوامل التي جعلت المختطفين يقومون بذلك، لأن «الأنفاق» كالنت مصدر الأسلحة والمتفجرات، بالإضافة إلي أن بعض المنتمين ل «تنظيم القاعدة» كانوا يتخذون من الأنفاق معبر لهم من أجل التدريب علي العمليات القتالية وتنفيذها. وتابع الخبير الأمني حديثه أن توقيت «اختطاف الجنود»، يهدف إلي احراج المؤسسة العسكرية، بعد أن أستطاعت خلال شهور قليلة أن تُطهر سيناء من العديد من البؤر الإجرامية والجنائية، ووقف تجارة المخدرات والسلاح من وإلي سيناء. تحدي للدولة المصرية يرى اللواء طلعت أبو مسلم، الخبير العسكرى، أن عملية «اختطاف الجنود» التي حدثت في سيناء، هو تحد ل «الإرادة المصرية»، متوقعاً بأن تكون العملية ناجمة عن «الأحكام الجنائية» التي حصل عليها بعض أهالي سيناء، فأرادوا أن يقومون بلوي ذراع الدولة لكي يتم الإفراج عنهم. وأستبعد خلال تصريح خاص ل «محيط»، أن تكون عملية الخطف جاءت بعد أن أعلنت الحكومة عن مشروع تنمية «محور قناة السويس»، مؤكداً على أن المشروع سوف يقوم بخدمة أهالي القنال وسيناء، لكن ربما يريد البعض أن يوصل رسالة يقول فيها أن الوضع الأمني في مصر، لايزال غير مستقر. تشكيك في قدرة الجيش أكد اللواء سامح سيف اليزل، وكيل الجهاز العام للمخابرات المصرية الأسبق، أن العديد من الجهات الداخلية والخارجية لا تُريد للقوات المسلحة أن تفُرض سيطرتها الكاملة علي شبه جزيرة سيناء، وذلك بإشغالها في أمور تشكيك في قدراتها على فرض هيبتها هناك، بالإضافة الحديث عن موعد نزولها للشارع مره اخرى. وأضاف خلال تصريحه أن عمليات الهدم التي تقوم بها القوت المسلحة في رفح، جاءت باثر سئ على المهربين، سواء كان تهريب سلاح أو مخدرات، أو تهريب أفراد منتمية ل «جماعات مسلحة» تقوم بالتدرُب في سيناء، كاشفاً أيضاً أن هناك بعض البؤر الإرهابية الخطرة، لازالت تتجول في سيناء، لكن القوات المسلحة علي علم بها وتقم بتصفيتها وفق خطة زمنية محددة. ولم يستبعد مدير مركز الجمهورية للأبحاث السياسية والأمنية، تورط بعض من المنتمين ل ««مجلس شورى المجاهدين»، وبعض المنظمات الإرهابية الاخرى، في عملية الاختطاف، كاشفاً بأن «المخابرات العامة المصرية» قامت مع شيوخ بعض القبائل في سيناء بمعرفة أماكن الجنود المختطفين. قال مصدر عسكري رفيع المستوب ب «الجيش الثاني الميداني» خلال تصريح خاص ل «محيط»، أن منطقة رفح والشيخ زويد بشمال سيناء، وصلت إليها بعض من عناصر «القوات الخاصة» التابعة للقوات المسلحة، وذلك تميهداً لعملية تحريرالجنود من الخاطفين. وأضاف خلال تصريح ل «محيط» أن دوريات المراقبة تقوم بتمشيط الشريط الحدودي مع قطاع غزة وإسرائيل، وذلك لمنع أي محاولة لتهريب المجندين المختطفين إلى خارج البلاد، موضحاً أن قوات الامن قد استعانت بخبراء تقفي الاثر للوصول للاتجاه الذي سلكه الخاطفين بعد احتجاز الجنود الرهائن.