"يا علاء يا همام بعت دم جيكا بكام"، "يسقط يسقط حكم المرشد"، "عيش حرية إسقاط الإخوانجية" "مصر مصرية رغم أنف الإخوان"، "لا لقتل عقل الأمة"، "يا نهار أسود على التغيير جي بفضيحة ويبقى وزير" هتافات رددها المثقفون في المسيرة التي انطلقت من أمام دار الأوبرا المصرية إلى مقر وزارة الثقافة، للمطالبة بإقالة وزير الثقافة د.علاء عبدالعزيز، والتنديد بأخونة الوزارة، وهي المسيرة التي دعت إليها ونظمتها جبهة الإبداع المصري. قالت الجبهة فى بيان لها أن مصر مصرية، وهي وطن يتجاوز حدود الأطماع الحزبية الضيقة و طموح التنظيمات الانتهازية، ولأن كل مخاوف المبدعين المصريين التي أعلنوها في مؤتمر تأسيس الجبهة في يناير 2012 قد تحولت إلى واقع في ظل حكم تيارات الإسلام السياسي لمصر بل و وفاقت في حدود تهديداتها و مخاطرها كل عقل و خيال، أعلنت جبهة الإبداع المصري، عدم الاعتراف ب ممارسات حكم الدكتور محمد مرسي لأنه حنث بما أقسم عليه أمام الله و الشعب و أخلف ما وعد به بعض النخبة و القوى السياسية و خان أمانة وطن ومواطن حين انحاز لأجندة تنظيميه على أولويات الوطن والثورة . تعتبر الجبهة بكل كياناتها و مكوناتها و أعضاءها أن اختيار وزيراً للثقافة الحالي لا يرقى لمستوى التعليق ولا يستحق حتى الرفض لأنه اختيار يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام جماعة حكم لا تدرك حجم الوطن الذي تحاول السيطرة عليه، ولا تعي قدر الثقافة المصرية و لا يدل اختيارها إلا على أنها تسعى لوأد الحياة الثقافية المصرية بإسناد الأمر إلى غير المؤهل وعياً وسيرة و مسيرة. أيضاً أعلنت الجبهة عن تدشين حملة تتخذ من شعار الجبهة "مصر مصرية" عنوان انتفاضة العقل المصري في مواجهة سالبي هويته ومشوهي تراثه. في تصريحات خاصة ل"محيط" قال الناشر محمد هاشم صاحب دار "ميريت" من أمام مكتب وزير الثقافة بالزمالك، أن المسيرة تهدف لإقالة وزير الثقافة، وأن هناك دعاوى للاعتصام أمام الوزارة حتى يرحل الوزير، مؤكداً أن الأمن لم يتعرض للمثقفين أو يسبب لهم مضايقات قائلاً: "لن يستطع أحد فعل ذلك مع مثقفين سلميين". وطالب هاشم ب"خلع" وزير الثقافة وتعيين مثقف مؤهل لتطوير أداء الوزارة. من جانبه قال الشاعر السماح عبدالله المشارك في مسيرة جبهة الإبداع أن المطلب الوحيد الذي تنادي به المسيرة هو تغيير وزير الثقافة، الذي أتى من خلفية إخوانية لينفذ مخطط إخواني، رغم أن وزارة الثقافة تقوم على التنوع والتعدد ووجهات النظر المتباينة، لافتاً إلى أن إقالة د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب أولى الخطوات لتنفيذ هذا المخطط، وهي خطوة ستتلوها خطوات أخرى بنفس المنهج الذي لا يعتمد على تجديد قيادات الثقافة بل إقصاء جميع المثقفين واستبدالهم بكوادر أخرى إخوانية، لا علاقة لها بالثقافة المصرية التي تقوم على التنوع. أكد المفكر والكاتب والناقد د.علاء عبدالهادي الذي شارك في مسيرة جبهة الإبداع أن تعيين وزير الثقافة علاء عبدالعزيز هو مؤشر سئ للغاية على التوجهات القادمة لحكومة هشام قنديل، فلم تكتفِ مؤسسة الرئاسة بإهمال المثقفين في لقاءات رئيس الجمهورية أو تمثيلهم في لجنة الدستور، أو في لقاءات الرئاسة مع كل فصائل الشعب عدا المثقفين، بل جاوز ذلك إلى المحفاظة على جميع القيادات السابقة التي كانت في عهد حسني مبارك من لجنة الجوائز إلى لجان المجلس الأعلى، إلى تصعيد قيادات ثقافية تعاني ضعفاً كبيراًعلى مستويي الرؤية والممارسة؛ وغير ذلك كثير. والآن يأتي وزير ثقافة من خارج الجماعة الثقافية لا خبرة له أو رؤية ويبدأ بوضع سياسات وتغيير أشكال مؤسسية قائمة دون أن يجتمع بالمثقفين أو يستشيرهم وكأننا حقل تجارب له ولمن عينه، وهذا مرفوض ولن يسمح به المثقفون، حتى لو بدأوا عبر نقاباتهم بسحب الثقة من رئيس الجمهورية نفسه، والآن بدأت الدعوة إلى جمعية عمومية طارئة في اتحاد كتاب مصر لمناقشة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة ائتلاف وطني والمطالبة بحق الشهداء. ويرى عبدالهادي هو قيادة نقابية في اتحاد كتاب مصر أننا أصبحنا نشهد عصر الفلول التلامذة بدلاً من الأساتذة، لأن السابقين كانوا يعرفون مراتب المثقفين ومنازلهم، على عكس القائمين حالياً في كل وزارات الثقافة، وأقصد الثقافة، والإعلام، والتربية والتعليم، والأوقاف، والتعليم العالي، ووزارة الشباب. وحول الاعتصام أمام مكتب الوزير حتى رحيله، أكد عبدالهادي أنه يفضل الاعتصام النقابي، وأن يمارس المثقفون اعتصامهم من داخل نقابتهم لأنه لا ولاية للسلطة التنفيذية على النقابات بحكم القانون، ومن ثم أدعو أن يعتصموا في نقابة الصحفيين أو نقابة اتحاد الكتاب، أو نقابة المهن التمثيلية، بل في كافة نقابات الفكر.