أصاب فيرس «كورونا» المواطنون السعوديون بحالة من الخوف الهلع، وعلى وجه الخصوص المنطقة الشرقية من السعودية، حيث رصدت وزارة الصحة السعودية 4 حالات إصابة جديدة بالفيروس. تزامن انتشار فيرس «كورونا» مع موسم العمرة، آثار قلق البعض، حيث أعرب الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب «الحرية و العدالة» في مصر عن حزنه بسبب الكشف عن فيروس «كورونا» في المملكة العربية السعودية. كما طالب العريان من خلال تدوينه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بووك»، من المؤسسات الحكومية و النقابية و الدينية و الشعبية المصرية بالتحرك و مناقشة تنظيم رحلات العمرة، مشيرا إلي زيادة رحلات العمرة في هذا الوقت من العام. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن متحدث باسم الوزارة قوله، أمس، إن إحدى الحالات تماثلت للشفاء وخرجت من المستشفى ، بينما لا تزال 3 حالات تتلقى العلاج وتخضع للرعاية الطبية. واستعانت الوزارة باستشاريين متخصصين في مجال مكافحة الأمراض المعدية من جامعات في الولاياتالمتحدة وكندا في محاولة للحد من انتشار الفيروس. وكانت السلطات الصحية أعلنت، يوم الأحد، أنها سجلت ما مجموعه 24 حالة إصابة مؤكدة منذ اكتشاف المرض العام الماضي توفي 15 منهم. وفي الانتشار الأخير للفيروس في المنطقة الشرقية، قالت السلطات إنها سجلت 15 حالة إصابة مؤكدة توفي 9 منهم. طوارئ وهلع في غضون ذلك، بدأ الهلع ينتشر بين سكان المنطقة الشرقية في السعودية خصوصا في محافظة الأحساء التي سجل فيه قسم كبير من الإصابات بالفيروس القاتل والشبيه بالسارس. ولجأ العديد من سكان الأحساء إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بعد تسجيلهم ارتفاعا ولو محدود في درجة الحرارة. وقال أحد سكان الأحساء ل«فرانس برس»:"لقد أصبت بحرارة ولجأت على الفور إلى المستشفى للتأكد من عدم إصابتي بفيروس كورونا. لقد تم وضعي في العزل". وأصابت حالات الهلع خصوصا أهالي أطفال المدارس، فيما خصصت المستشفيات في الأحساء غرف عزل مجهزة في أقسام الطوارئ ليتم التعامل مع الحالات المشتبه بها. يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية لا تملك معلومات كافية عن طرق انتقال المرض بين البشر، كما أوصت بتوخي الحذر إزاء هذا الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي. وسجلت إصابات في قطر والإمارات العربية المتحدة والأردن وفرنسا وبريطانيا بهذا المرض القريب من "السارس" الذي أثار بدوره الرعب قبل 10 سنوات عندما انتشر في شرق آسيا وأدى إلى وفاة 800 شخص. أمر جدي ونحو هذا الصدد أكدت منظمة الصحة العالمية أن الحكومة السعودية أخذت فيروس كورونا الجديد على محمل الجد، وأن وزارة الصحة قد شرعت فعلياً في اتخاذ العديد من الخطى الحثيثة والفعالة تجاه تعزيز الصحة العامة، منها تكثيف إجراءات الترصد الوبائي، والبدء في التحري حول هذا المرض، وتفعيل النشاط البحثي في هذا الشأن وكذلك اتخاذ تدابير الوقاية والمكافحة. وشددت المنظمة في بيان صحافي أصدرته أمس حول الفيروس أن "ظهور هذا الفيروس الجديد "كورونا" يلقى اهتماما عالمياً، كونه أحد التحديات الرئيسية التي تواجه كل الدول المتأثرة به، فضلاً عن سائر الدول في جميع أنحاء العالم، وهو الأمر الذي دعا وزارة الصحة بالمملكة إلى الاعتراف بخطورة هذا التحدي، وطلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية لتقييم الوضع وتقديم المشورة والتوصيات التي من شأنها الإسهام في التصدي لهذا الفيروس، وإنه ليسعد المنظمة أن تأتي إلى هنا للتعاون مع السعودية".. وأضافت "لا ينبغي أن ننسى أنه مرض جديد وأن ثمة فراغات في معرفتنا بطبيعة المرض تستلزم حتما بعض الوقت ليتسنى لنا ملؤها". وقالت المنظمة في بيانها: "لقد شاهدنا بأنفسنا، في السعودية، أهمية الترصد الدقيق للأمراض. فعند ظهور حالات جديدة - كما يحدث غالبا - يجب على جميع البلدان الإبلاغ عنها فورا". وأكدت المنظمة في بيانها بالتأكيد على أن هناك أسباباً تكمن وراء اكتشاف حالات إصابة جديدة في السعودية، لعل أهمها المضي في تعزيز نظام الترصد الصحي والقدرات المعملية، وكذلك الشبكة التي تربط المعامل الصحية بعضها ببعض. وبينت المنظمة أنه لم يكن خافيا عليها وقوع إصابات منذ عام 2012، وإن لم تكن تعلم على وجه اليقين أين يعيش هذا الفيروس، وأن الإصابة به قد تؤدي لدى الكثيرين إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي لكنها لا تعلم نسبة الإصابة بمرض بسيط جراء الإصابة بالفيروس، ولوحظ أن أكثر الذين تعرضوا للإصابة حتى وقتنا هذا هم من الرجال المسنين، وغالبيتهم يعانون بعض الاضطرابات الصحية، لكن لم يتسنَ لها تفسير ذلك. مخاوف من كورونا وعلى جانب أخر قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك احتمالات متزايدة عن انتقال فيروس الجديد كورونا بين البشر إذا حدث بينهم اتصال مباشر. وجاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن إصابة شخص ثان بالفيروس جراء انتقال العدوى من شخص مصاب. ويعرف الفيروس الجديد "كورونا" بأنه يؤدي إلى الاصابة بالالتهاب الرئوي وأحياناً الفشل الكلوي، وهو من فصيلة فيروسات كبيرة، معروفة بأنها تسبب أمراضاً للإنسان والحيوان، على أن هذه السلالة المستجدة منها لم يُكشف عنها من قبل، لا لدى البشر ولا الحيوانات. وعبر المسئولون في منظمة الصحة العالمية عن مخاوفهم من ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس الجديد وإمكانية انتشاره. وأكدت منظمة الصحة أن 33 شخصاً أصيب بهذا الفيروس في أوروبا والشرق الأوسط في عام 2012 ، توفي منهم 18 شخصاً. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة السعودية في بيان لها عن ظهور 24 حالة مؤكدة منذ الصيف الماضي توفي منهم 15. وفي فبراير، توفي مريض مصاب بالفيروس الجديد في برمنغهام في انجلترا، بعدما أصيب ثلاثة أفراد من نفس العائلة بهذا الفيروس، ويعتقد أن المتوفى زار منطقة الشرق الأوسط وباكستان قبيل إصابته بالمرض.