تواجه ليبيا الجديدة بعد الثورة العديد من الجبهات، فما بين الصراع الداخلي مع المسلحين ومحاصرة عدد من الوزارات بالآونة الأخيرة، وما تشهده الحدود من تهريب مخدرات وأسلحة واختراق، كما تواجه اتهامات تشادية بإيواء معارضين لزعزعة استقرارها . ولكن وسط هذه الأزمات يقف أعضاء الحكومة وجميع المسئولين بليبيا صامدون مدافعون عن سيادة دلوتهم، مؤكدين أن ليبيا الجديدة تختلف عن السابق، حيث جدد علي زيدان رئيس الوزراء الليبى لجميع الدول المجاورة التزام بلاده بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى معتبرا أن سياسة التدخل في شئون الآخرين انتهت مع انهيار النظام السابق. وأكد زيدان لجميع الدول المجاورة، أن بلاده تحترم القوانين الدولية وحق الجوار بين الدول، وأنه لا وجود لمن يعملون ضد الدول المجاورة وأن ليبيا الجديدة لا تسمح لنفسها بالتدخل فى الشأن الداخلى للدول المجاورة وبيننا تعاون دائم فى تبادل المعلومات وفى إلقاء القبض على المجرمين وتبادل وفود بينه شخصياً وبين القيادات الحدودية للدول المجاورة. وأضاف زيدان أن ليبيا لم تعد دولة تصدر القلاقل للدول الأخرى، وستواجه بكل قوة أي مجموعة خارجة عن القانون، تمارس من داخل ليبيا أي أعمال عدائية ضد دولة مجاورة بهدف زعزعة استقرارها. وجاء ذلك كرد منه على اتهامات الرئيس التشادي لليبيا بتدريب وإيواء معارضين لزعزعة الاستقرار في بلاده، وقال: "لقد تم استدعاء القائم بالأعمال التشادي، وأكدنا له أن ليبيا لم ولن تخطط للاعتداء على بلاده كما اتصلنا بالرئيس إدريس ديبي وأكدنا له هذا الأمر". وأشار زيدان إلى أن وفدا ليبيا سيتوجه إلى "إنجامينا" لتوضيح موقف بلاده في هذا الشأن. التشاد وليبيا وعلى الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الليبي ونفيه لهذه الاتهامات، ترددت أنباء عن حول توغل قوات عسكرية تشادية داخل الحدود الجنوبية الليبية، وهو ما نفاه الحاكم العسكرى الليبى للمنطقة الجنوبية رمضان البرعصى بمدينة سبها بالجنوب. وقال الحاكم العسكرى فى تصريح للإعلام الليبى: "إن التصريحات الأخيرة من بعض المسئولين يشيرون فيها إلى دخول قوات تشادية إلى الأراضى الليبية غير صحيحة، وأن هؤلاء الأشخاص ليس لهم دراية تامة بالأراضى والصحراء الليبية، لأن من يفكر بالدخول إليها يحتاج إلى إمكانيات كبيرة من آليات وإعاشة ومعدات". وأكد أن هذه الأنباء ليس لها أى أساس من الصحة فالأراضى الواقعة بين ليبيا وتشاد أكثر من 800 كيلو متر، فمن يفكر فى ذلك سيفكر كثيراً قبل القيام بمثل هذا الموضوع، ويحتاج إلى وقت كثير إلى دراسة هذه الصحراء . وطالب الحاكم العسكرى الليبى المسئولين عندما ينقلون أى أخبار فى هذا الشأن التأكد، للوقوف على مدى صحة المعلومات من عدمها. واتفق مع في الرأس عضو اللجنة البرلمانية للأمن القومي في البرلمان الليبي سليمان الحاج، حيث نفى أيضاً أن تكون هناك أي معسكرات في ليبيا تشرف على تدريب تشاديين لقلب نظام الحكم في تشاد، وقال: "إن الرئيس التشادي ربما استند في قوله على تصريح لابن عمه مؤخرا، الذي أعلن أنه سيسعى لقلب نظام حكم ديبي من الحدود الليبية". وشدد العضو البرلماني على أن ليبيا لن تسمح أن تكون مصدر زعزعة وعدم استقرار لأي بلد مجاور. وكان الرئيس التشادي قد وجه اتهاماته هذه في مقابلة خاصة أجرتها معه "الجزيرة"، حيث قال: "إن السلطات الليبية الجديدة فتحت معسكرات لإيواء وتدريب المعارضين التشاديين الذين سماهم بالمرتزقة، وطالب السلطات الليبية باتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف هذا النشاط، "حتى لا تقع تشاد ضحية مغامرات جديدة مصدرها ليبيا". وقال ديبي: "كثير من المرتزقة يتجولون في ليبيا، وقد فتحت لهم معسكرات في بنغازي". وفي إشارة إلى السلطات الليبية أضاف "وبدؤوا في تجميع التشاديين في هذه المواقع. أعرف من يوجه ويدير هؤلاء المرتزقة". وأكد ديبي أن نظام العقيد الراحل معمر القذافي زرع أكثر من مليون لغم في أراضي شمالي تشاد، وأنه سيأتي اليوم الذي يطالب فيه التشاديون ليبيا بالتعويض عما لحق بهم من أضرار. وإثر هذه التصريحات، أعلن البرلماني الليبي التواتي حمد العيضة عضو لجنة الأمن والقومي بالبرلمان الاسبوع الماضي، أن الجيش التشادي قام بالتوغل أكثر من 100 كيلومتر داخل الأراضي الليبية من دون أي مقاومة تذكر وفي غياب تام للجيش الليبي. وأضاف التواتي، أن هذا التوغل يأتي إضافة إلي وجود ميليشيات تشادية مسلحة في مدن الجنوب الليبي بدعم وتمويل مباشر من الدولة التشادية، موضحا أن هناك عصابات قامت مؤخرا باختيار رئيس أركان لها وهو سوداني الجنسيه وتابع لعصابات المقاتلين بدارفور. وأوضح البرلماني الليبي، أن هذا التوغل للجيش التشادي والعصابات المسلحه التشادية وتصريحات وزير خارجية النيجر الأخيرة، يحدث في الوقت الذي تقوم فيه الميليشيات المسلحه الليبية وبكامل أسلحتها الثقيلة والخفيفة بحصار مقرات الوزارات الحكومية في ليبيا. وأكد عضو لجنة الأمن والقومي بالبرلمان الليبي، أن التصريح الأخير الذي أطلقته حكومه النيجر ودعوتها العاجلة للتدخل الأجنبي في ليبيا بحجة أن الجنوب الليبي خارج عن سيطره الدولة الليبية يكشف جانبا مريعا من حقيقه ما يحدث في كواليس الاقتتال السياسي الليبي - الليبي آلذي تقوده اطراف دولية خارجية. إثارة الفتنة ولم تكن هذه الأنباء فقط التي ترددت عن المشاكل التي تواجهها الحدود الليبية مع جيرانها، بل واجهت الحدود أيضاً ترددت أنباء امس الجمعة، بأن الطيران الليبي يقصف الحدود مع مصر وقتلى ومصابين بالمئات من مجموعة من المهاجرين الغير شرعيين على الحدود المصرية الليبية، ولكن على الفور خرجت السلطات الليبيه لتنفى تنفيذ اى قصف جوى على الحدود مع مصر وجاء النفى من قوات حرس الحدود الليبيه والقوات الجويه الليبيه، فنفى الناطق الرسمى باسم قوات حرس الحدود الليبية المقدم مفتاح عمر حمزة وقائد الكتيبة 71 المرابطة بمنفذ السلوم البرى تلك الأنباء. وأوضح القائد الليبي ان قوات حرس الحدود الليبية متمركزة فى نقاط امنية بطول 1000 كم بامتداد الحدود مع مصر، مضيفاً ان القوات المتمركزة بالحدود مزودة باحدث وسائل الاتصال واكد ان نقاط الحدود لم تلحظ او تبلغ اى قصف بالطائرات او معارك مع مهربين استخدم فيها الطائرات. كمان نفى قائد قاعدة طبرق الجوية العقيد ابراهيم عبدربه، القصه تماما وكشف عن نجاح عملية اعاصير الصحراء ضد مافيا التهريب وقال: "لم تقلع أي طائرة عمودية مقاتلة باتجاه الحدود المصرية او باتجاه الصحراء الجنوبية حتي الآن وذلك لعدم الحاجة لتدخلها بعد توقف اعمال التهريب والهجرة غير الشرعية تماما منذ بداية حملة اعاصير الصحراء والتى دخلت اسبوعها الثانى وحتى الآن". ومن جانبها، نفت مصر على لسان المتحدث العسكري الرسمي العقيد أحمد على والخارجيه المصريه، تلك الأنباء وأكد المتحدث العسكري أنه لم يقع أي قصف من الجانب الليبي على الحدود المصرية الليبية. وأوضح علي أن ما تردد عن مقتل مصريين فى هجوم جوى ليبي عار تمامًا عن الصحة، مشيرًا أن ما يحدث داخل الاراضى الليبيه شأن ليبي لا تتدخل مصر فيه سواء بالجيش او غيره طالما لم يحدث اى اختراق للحدود او عدوان عليها وهو ما لم يحدث. ومن جانبه، وصف نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المغرب العربي وليبيا السفير يوسف الشرقاوي ما نسب لقتل مصريين بان الهدف من وراءه إثارة الفتنة بين الجانبين المصري والليبي ولفت الى اثر نلك المزاعم على العلاقات بين البلدين. والجدير بالذكر أن الحدود المصرية الليبية شهدت في الآونة الأخيرة نوع من التوتر الحاد بسبب التهريب وتكرار عناصر الهجرة غير الشرعية، مما أدى إلى غلق المنطقة الحدودية لفترة زمنية. «ضباط الجيش الأحرار» ولمواجهة محاولات التهريب التي تشهدها المناطق الحدودية بليبيا، أعلنت مجموعة من العسكريين الليبيين الحاليين والسابقين تأسيس «تجمع ضباط الجيش الأحرار» الشهر الماضي، ودعوا إلى حل أركان الجيش الليبي الجديد وتنظيم مؤتمر خاص بهم، فيما شهدت المنطقة الشرقية استنفارا عسكريا قالت السلطات إن هدفه مواجهة التهريب . وأكد المنتسبون ل «تجمع ضباط الجيش الأحرار» في بيان اللجنة التحضيرية لمؤتمرهم، أمس الجمعة، أنهم سينظمون وقفة احتجاجية بمنطقة الأربعين بين مدينتي البريقة وأجدابيا بالشرق الليبي للمطالبة بإلغاء رئاسة الأركان الليبية وتعيين هيئة مستقلة تدير المؤسسة العسكرية في ليبيا. ويقام مؤتمر إنقاذ الجيش الليبي تحت شعار «معاً من أجل بناء المؤسسة العسكرية» بحضور قادة من الجيش الليبي وعدد من أعضاء المؤتمر الوطني الليبي «البرلمان» وممثلين عن المؤسسات المجتمعية والعسكرية في ليبيا، بهدف إعادة بناء الجيش الليبي وتعيين هيئة أركان مكونة من مجموعة من الضباط الوطنيين الليبيين المشهود لهم بكفاءتهم وقدرتهم على تنظيم الجيش. ومن جانبها، قامت سرايا حرس الحدود بالمنطقة الشرقية الليبية بعمليات انتشار واسعة وتسيير دوريات على طول الخط الحدودي الشرقي الممتد من الساحل الشمالي إلى واحة الجغبوب بحدود بحر الرمال لإيقاف عمليات الاختراق للحدود الليبية والتهريب. ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن العقيد صلاح إعبودة رئيس عمليات حرس الحدود بالمنطقة الشرقية – طبرق: "إن سرايا حرس الحدود قامت بتحريك أكثر من 120 سيارة عسكرية مجهزة ومسلحة في عملية انتشار واسعة وتسيير دوريات مستمرة على طول الخط الحدودي الشرقي بطول أكثر من 350 كم بهدف تأمين الحدود الليبية التي شهدت في الآونة الأخيرة تزايد عمليات الاختراق والتهريب".