بعد حالة الحرب الأهلية التي تعاني منها سوريا، والهجوم الاسرائيلي على أراضيها، تواجه أخيراً الانعزال عن العالم، حيث توقف فجأة أمس وقبيل الساعة 1900 بتوقيت جرينتش، جميع وسائل الاتصالات بسوريا، فشهدت سوريا انقطاع كامل للانترنت والكهرباء وشبكات الاتصال الخلوي . ومع هذا الانعزال توالت المخاوف من أن يكون النظام يخطط لارتكاب مذبحة جديدة ويستبقها بمحاولة عزل دمشق عن العالم وقطع وسائل الاتصال، ولمنع العديد من النشطاء من بث مقاطع فيديو للأحداث التي يواجهها السوريين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. سوريا تنعزل وبدأت حالة الانعزال التي يعيشها السوريون، منذ أن أكدت شركات عالمية لمراقبة خدمات الإنترنت حول العالم أن دمشق وريفها تشهد حالة من الانقطاع شبه الكامل للإنترنت والكهرباء، وكذلك انقطاع شبكات الاتصال الخلوي. وذكر بعض النشطاء أن انقطاع خدمات الاتصالات الأرضية والخليوية كانت بشكل متفاوت في البلاد، وأشاروا إلى عودة بعض خدمات الهاتف الأرضي والمحمول للعمل في عدد من المدن صباح هذا اليوم. وأظهر تقرير "جوجل" للشفافية أن استخدام صفحات خدمات "جوجل" من سوريا، التي تعاني حرباً أهلية مستمرة منذ أكثر من عامين، توقف فجأة الثلاثاء، قبيل الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش. واستمرت تقارير "جوجل" عن استخدام الخدمة في إظهار عدم وجود أي نشاط بعد حوالي أربع ساعات من انقطاع الخدمة. وقالت كريستين تشن مديرة حرية التعبير في "جوجل": "رأينا ذلك مرتين من قبل.. حدث هذا في سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفى مصر أثناء الربيع العربي"، بحسب ما نقلت عنها وكالة "رويترز". وقال خبراء: "إنه من المستحيل تقريباً تحديد سبب مثل هذا الانقطاع للخدمة ما لم يعلن أحد المسئولية، وفي السابق تبادلت الحكومة السورية وقوات المعارضة الاتهامات". وأظهرت بيانات "جوجل" أن تعطل خدمة الإنترنت لا يقتصر على سوريا ويشمل البلد كلها، وتعطيل خدمة الإنترنت عن البلاد بأكملها ممكن، لأن عناوين برتوكول الإنترنت محددة جغرافياً وتسيطر الحكومة على مقدمي خدمات الإنترنت في البلاد. وقال خبراء آخرون إن الغالبية العظمى من مواقع الإنترنت داخل سوريا لا يمكن الوصول إليها أيضاً مع عزل البلاد نفسها فيما يبدو عن شبكة المعلومات العالمية. تصريح رسمي وفي أول تصريح رسمي حول هذا الانقطاع، أعلنت وزارة الاتصالات السورية مساء الثلاثاء، عن انقطاع خدمة الإنترنت بين المحافظات السورية لعطل في الكابل الضوئي ولم تفصح الوزارة عن سبب العطل، ولم تفسر الوزارة سبب العطل، سواء كان نتيجة أعمال عنف أم عطل تقني، حيث تقع مراكز الاتصالات في ريف دمشق التي تشهد مواجهات بين الجيش الحكومي ومسلحي المعارضة. ويذكر أن محافظات الرقة ودير الزور والحسكة مقطوعة الاتصالات فيها منذ عدة أشهر، لدواعي أمنية من قبل الحكومة السورية. وتعاني شبكة الإنترنت في سوريا من بطء شديد في معظم المحافظات، ما دفع البعض إلى استخدام الإنترنت الفضائي في بعض المناطق خصوصا الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية نظير دولار أو أقل من ذلك في الساعة، بينما اعتمد آخرون في المناطق الحدودية على شبكات دول الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن. ويقدر عدد خطوط الهواتف الجوالة في سوريا ب7 ملايين خط، وعدد خطوط الهواتف الأرضية يقدر بحوالي 4 مليون خط، وأن عدد المشتركين في خدمة الإنترنت يقدروا ب 280 ألف مشترك. ويذكر أن شبكة الإنترنت بسوريا كانت تعاني في السابق نتيجة للأعطال التي شهدها الكابل البحري الذي يربط بين سوريا ومصر وأوروبا، وتعتبر المرة الثانية التي ينقطع الاتصال بالإنترنت بشكل كامل عن سوريا، ففي أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر من العام الماضي اختفت سوريا من الشبكة العالمية لعدة أيام. "تويتر" لم يستسلم ولكن على الرغم من هذا الانقطاع والمحاولات الحكومية لعزل السوريين عن العالم، لم يقف النشطاء مكتوفي الايدي، وتداولوا على موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت ''تويتر'' مجموعة من الصور التي تؤكد وجود صور مذابح تحدث اليوم الأربعاء، في سوريا. وقام النشطاء بتخصيص هاشتاق #MassacreOfBaniyas والذي ينشر مجموعة من الهواتف وأرقام المرور التي يمكن عن طريقها الدخول على شبكة الإنترنت اللاسلكية، والستالايت، إضافة إلى الكابلات الأرضية وأشهر التعليقات. ووصل هاشتاج ''مجزرة بانياس'' للترند العالمي، وتزايدت أعداد التغريدات حول سوريا لتتجاوز ال 20 ألف تغريدة للساعة، ومن أشهر المنادين لحماية السوريين الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي، عبر موقع الرسمي ب ''تويتر''. «جوجل» تتحايل ولم تقتصر مساعي التواصل الاجتماعي على هذا بل، أعلنت شركة جوجل عبر مدوّنتها باللغة العربية أيضاً، عن تفعيلها لخدمة للمواطنين من داخل الأراضي السورية والتي تسمح بإرسال التغريدات إلى شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» صوتياً عبر الهاتف، وذلك لمواجهة انقطاع الإنترنت الشامل الذي تعاني منه سوريا منذ أمس الثلاثاء. وأتاحت جوجل مجموعة من الأرقام الدولية التي يمكن للمستخدمين من داخل سوريا الاتصال بها من خلال أي هاتف أرضي أو محمول، حيث يستطيع المستخدم بعد إجراء الاتصال الضغط على الرقم 1 لتسجيل رسالته الصوتية ثم رمز # كي يتم تغريد الرسالة على الحساب twitter.com/speak2tweet. كما يمكن الاستماع إلى الرسائل المسجلة عبر الإنترنت من خلال نفس الحساب أو هاتفياً عبر الاتصال بنفس الأرقام.