الرياض: كثيرة هي مخالفات الحروب وخاصة ما خلفته الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكان أخرها ما قامت به الهيئة العامة للسياحة والآثار من عمليات انتشال سفينة غارقة قبالة ميناء القنفذة بالمملكة العربية السعودية تعود إلى فترة الحرب العالمية الأولى، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها انتشال سفينة بهذا الحجم بالمملكة. وقام الدكتور علي بن إبراهيم الغبان نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بزيارة لميناء القنفذة، بهدف التأكد من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة السفينة العثمانية الغارقة التي يتم انتشالها بعد تقسيمها إلى أجزاء، حيث سيتم عرضها بالقرب من الأرض التي تملكها الهيئة في القنفذة، كما ورد بجريدة "الاقتصادية الالكترونية". ويأتي انتشال السفينة العثمانية الغارقة بعد اعتراضها تنفيذ مشروع مرسى محافظة القنفذة الذي تنفذه وزارة الزراعة حيث ترجع هذه السفينة إلى فترة الحرب العالمية الأولى، إذ شنت القوات الإيطالية غارات جوية أدت إلى تدمير مجموعة من السفن العثمانية في هذا الميناء ومن بينها هذه السفينة. وتعمل الشركة المنفذة لانتشال السفينة تحت إشراف عدد من الغواصين من منسوبي الهيئة المتخصصين في انتشال الآثار الغارقة، حيث تم تحديد السفينة المطلوب انتشالها ويبلغ طولها 56 مترا، وهي سفينة كبيرة سيتم انتشالها على شكل أجزاء. وسيتم وضع كل القطع الأثرية التي ستخرج من السفينة في مكان مناسب تعمل الهيئة على إنشائه حالياً، في محافظة القنفذة حتى يتمكن سكان القنفذة وزوارها من مشاهدة السفينة، وعرض قصة ما تم في هذا الموقع خلال الحرب العالمية الأولى، على اعتبار أن هذا الموقع هو الوحيد في المملكة الذي له ارتباط بأحداث الحرب العالمية الأولى، الذي بقيت فيه آثار ذات ارتباط. وفي نفس السياق، تعمل الهيئة على إعداد دراسة خاصة لتحويل موقع السفن الأخرى الغارقة في ميناء القنفذة، وهي بعيدة عن موقع مشروع المرسى، إلى متحف تحت الماء وتزويده بنفق زجاجي يمكن للزوار من خلاله الاطلاع على السفن الغارقة ومحتوياتها.