سفير الهند : صممنا على إقامة المهرجان لنقف بجوار مصر جوكالى : نهتم بنقل ثقافة الهند الحقيقية و لا يهمنا كيف يرانا الغرب أنيش : مصر و الهند دول شابة .. و التغيير له إيجابياته و سلبياته أنيش : كتبت رواية عن مصر القديمة و أنوى ترجمتها للعربية كتاب الهند يتسائلون : هل هناك محاولات لإسلمة الثقافة بمصر ؟ قال السفير الهندى " نفديب سورى " أن المهرجان الهندى الثقافى بمصر هو أكبر مهرجان أقيم خارج الهند ، و عندما سئل لماذا فى مصر تحديدا رغم ما تمر به من أحداث ؟ أجاب أن المهرجان بدء منذ 7 أشهر ، و أنهم ملتزمون بموعده ، حتى رغم علمهم أن الانتخابات البرلمانية كانت ستعقد فى نفس شهر المهرجان أبريل . و قال سورى أن التصميم على إقامة المهرجان يرجع إلى أن الاصدقاء يحتاجون بعضهم فى هذة الاوقات العصيبة ، و أنهم أرادوا الوقوف بجانب مصر . و إرسال رسالة إيجابية للعالم فى الوقت الذى يتحاشى السياح مصر ، أحضروا كوكبة من كتاب الهند و أدبائها و مغنيين و راقصيين ، مؤكدا أن كل فرد شارك بالمهرجان عندما يعود للهند سيكون كل منهم سفيرا لمصر . كان ذلك خلال اجتماع عقده اتحاد الكتاب المصرى مع عدد من الكتاب الهنود ، ضمن التظاهرة الثقافية الهندية التي تشهدها مصر الآن، و شارك فيه أنيش تريباتي الذي يوصف بأنه بولو كويللو الهند، حيث تباع رواياته بمئات الآلاف، ونانيتا جوكالي، وهي من أشهر الروائيات في الهند، بالإضافة لكونها مديرة لإحدى دور النشر الكبرى. و دار النقاش في لقاء كتاب الهند حول وسائل تشجيع الترجمة ما بين الكتاب الهنود والمصريين . و قال السفير الهندى أن الثقافة الشعبية الهندية لم تعد حاضرة فى مصر كالسابق ، خاصة بعد ميل مصر للافلام الغربية ، و أنه الان يحاول تشجيع من يعملون فى دور السينما لعرض الافلام الهندية بدور السينما المصرية ، و أكد أن البرنامج الثقافى بين الهند و مصر نشط جدا . و عبرت " نانيتا جوكالي " ، وهي من أشهر الروائيات في الهند، بالإضافة لكونها مديرة لإحدى دور النشر الكبرى ، عن سعادتها لزيارة هذا البلد الساحر ، قائلة رغم أننى هندية و لكنى أنتمى لدول أخرى لإن هذا شأن الأدباء ، نجتمع جميعا فى عالمنا الافتراضى مهما كان ما نكتب من فنون الأدب . و قالت أنها على الرغم من أنها و الكاتب الهندى " أنيش تريباتي " ، يؤلفان رواياتهم باللغة الإنجليزية ، لكنهم يظلوا يؤلفون أيضا بالهندية ، على الرغم من تعدد لغاتها . و أوضحت أن الهند لديها 22 لغة رسمية ، و 122 لغة إقليمية ، و 4 لغات قديمة ، و أن شعارهم " لغات متعددة و أدب واحد " . و لذلك فمهمة إيصال الكتابات الهندية للعالم صعبة جدا ، لذا دعت الجانب المصرى لنشر كتاب يتضمن نماذج من الأدب الهندى ، و لامتلاكها دور نشر كبرى بالهند فهى على استعداد بفعل المثل و نشر كتاب يحتوى نماذج من الأدب العربى . و قالت جوكالى أنه بالفعل تم ترجمة العديد من الاعمال الأدبية المصرية الى اللغة الأوردية ، و بعد نجاح مهرجان " جايكور الأدبى " الذى وصل لعامه السابع و هو اكبر مهرجان فى العالم ، أملت جوكالى أن يزداد التعاون ، و دعت الأدباء المصريين للمشاركة فى المهرجانات الأخرى بالهند . و تابعت أن أحد أفضل وسائل التعارف بين الكتاب هو " المعايشة " ، و قامت بدعوة الأدباء المصريين لاستضافاتهم بالهند لتعميق العلاقات ، و ليتعرفوا عن قرب على ثقافة الهند و شعبها . و قالت كيجالى أن كتاب الهند كمصر كانوا يهتم بالكتابة عن الجنس و الدين و التابوهات ، حتى تذيع كتاباتهم بالغرب ، و لكن منذ خمس سنوات تحول الأمر ، و كان لمهرجان جيكول عامل كبير فى ذلك ، قائلة أن المهرجان قائم على ان ننظر فى مرآتنا نحن ، و ليس مرآة الغرب و كيف يرانا . و ذلك لم ينعكس فقط على كتاب الهند بل أيضا شرق آسيا و نجح هذا الأدب فى ان ينتشر بالعالم ليعبر عن الثقافة الهندية الحقيقية . و تحدث " أنيش " أن أهم شئ الثقة بالنفس ، و لا نهتم كيف يرانا الغرب ، و قد فرض الأدب الهندى نفسه بهذا الشكل . من جانبه عبر نائب رئيس المجلس الأعلى للثقافة بالهند و نائب رئيس جامعة هندية ، أنشأوا بها قسم للدراسات الهندية العربية ، أن العلاقة بين مثقفى مصر و الهند قديمة جدا . و أن محمد عبده كان له أثر كبير فى الهند ، و من أنشأ المركز الثقافى الهندى فى مصر كان متأثرا جدا بفكر محمد عبده . أما فى العصر الحديث قال أنه لم يجد نماذج كثيرة من الأدب العربى مترجمة للإنجليزية ، فى حين أن هناك العديد من الكتب العربية تم ترجمتها للأوردية ، كعمارة يعقوبيان لعلاء السوانى ، و كتاب محمد صلى الله عليه و سلم . و أن مشروع " كلمة " بأبوظبى ترجم حوالى 20 كتاب هندى من اللغة الانجليزية الى العربية ، متسائلا اذا كان بالهند من يستطيع أن يترجم من العربية للهندية ، قائلا أنه يجب البحث عن هؤلاء . و اقترح محمد سلماوى أنه يستطيع أن يقدم لهم قائمة بأفضل المترجمين المصريين ، للترجمة من الإنجليزية إلى العربية ،و هم بمصر. و رحب الجانب الهندى بذلك ، قائلين أنه ليس هناك مشكلة فى ايجاد من يترجم من الانجليزية للعربية ،و لكن المشكلة فى الترجمة من العربى للأوردى ، و أن المركز القومى للترجمة بمصر لا يقبل إلا بالترجمة من اللغة الاصلية و اللغة الانجليزية تعد لغة وسيطة و هذة مشكلة . و أكدت جوكالى ان هذا ما يحدث بالهند أيضا لان الترجمة عن لغة وسيطة يضيع الكثير من جمال العمل ، و قالت جوكالى ان السفير الهندى مترجم بارع ، و جده كان احد اكبر كتاب بنجاب ، و كتب اكثر من 50 عملا روائيا ، و قام السفير بترجمة عملين منهم للإنجليزية ، و يفكر بترجمة أحداهم للعربية . فيما بدء " أنيش " حديثه ، أن هناك عوامل مشتركة بين مصر و الهند و أننا نعد دول شابة ، بينما فى اوروبا و اليابان متوسط معدلات العمر مرتفع ، فيعدون دول عواجيز ، و هذا يعنى ان لدينا طاقة كبيرة جدا . كما عبر عن إندهاشه بشباب التحرير و ثورتهم السلمية ، قائلا أن كل تغيير فى العالم له ايجابيات و سلبيات ، و لكن السؤال الحقيقى كيف سنتعامل مع هذا التغيير . و ان ما نحتاجه هو التعرف على الثقافة الشعبية لكل من البلدين ، و أن من خلال زيارته الاولى ، عرف من حكاوى مصر ، ينوى أن ينقلها للهند فور عودته . و قال أنه كتب بالفعل قصة تقع أحداثها فى مصر القديمة ، فى عصر اخناتون تحديدا ، و هى رواية تقع فى أكثر من جزء ، ينوى ترجمتها للعربية إن أتيحت الفرصة . فيما عبر الكاتب الهندى " كى راى " أن الهدف الاساسى من المهرجان ان نقيم علاقة بين الشعبين و التواصل بين المؤسسات الثقافية و الأدباء و المبدعين و إحداث التقارب بينهم . و حذر راى أن البحث عن الاستقرار و الأمن هام جدا ، و أنهم يشعرون بذلك فى الهند أيضا ، و لكنه يخشى أن مصر كى تحقق ذلك كى تلجأ لليمين المتطرف ، مما يجعل البعض يقول للأسف أن الوضع كان أفضل فى النظام السابق ، و سأل راى الأدباء المصريين عن كيفية رؤيتهم للوضع الحالى بمصر . و تسائل نائب رئيس المجلس الثقافى بالهند عن إذا كان هناك محاولات فى مصر لإسلمة الدولة كما حدث مع بعض الدول ؟ فأكد الكتاب أن المثقفين لن ينحازوا الا للثورة ، و لن يتم أسلمة الثقافة ، فالثقافة للانسانية جمعاء ، و أن " الابداع ليس له دين و لا وطن " . و قال سعيد الكفراوى ان الشباب ثاروا على كل قيم الماضى من أجل الحرية و العدالة الاجتماعية و انتهى الأمر أن الجيش سلم الثورة للإسلام السياسى ، و هو الآن من يحكم ، و انتهت الثورات العربية للعودة مرة أخرى لمحاربة كل قيم الماضى من اجل الحرية و العدالة الاجتماعية . و علق أحد الأدباء اننا مسلمين حتى قبل ان يأتوا الأخوان فقال نائب رئيس المجلس الثقافى الهندى ممازحا " الأهم أن تظلوا مسلمين بعد مجئ الأخوان " . وتلاه لقاء آخر مع وفد من كتاب السويد برئاسة الرئيس السابق لاتحاد الكتاب بيتر كورمان، ويشارك فيه الكاتب الكبير بيتر أندرتش . و تركز لقاء كتاب السويد حول تبادل الزيارات بين أدباء البلدين، واستضافة اتحاد كتاب السويد للكتاب المصريين في بيت الأدباء بجزيرة جوتلاند السويدية.