نفى نائب وزير خارجية سوريا فيصل المقداد أن تكون دمشق قد استخدمت أية أسلحة كيماوية خلال الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر عامين، محذرا واشنطن من مغبة استغلال الحجة نفسها لتكرار السيناريو العراقي في سوريا. وقال فيصل المقداد، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" في دمشق، إن "قوات الجيش السوري لم تستخدم إطلاقا أي أسلحة كيميائية"، مجددا نفي دمشق لوجود مثل هذه الأسلحة، ورافضا الاتهامات الموجهة لدمشق بأنها لا تريد مجيء اللجنة الخاصة المكلفة بالتحقيق في استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في خان العسل بحلب شمالي سوريا في مارس الماضي، واصفا تلك الاتهامات بأنها "ادعاء كاذب". وأضاف المقداد أن سوريا تريد لهذه اللجنة أن تأتي اليوم قبل غدا، متهما الأممالمتحدة بأنها "هي من لا تريد إرسال هذه اللجنة إلى سوريا بضغوط غربية .. مشيرا إلى أن "الحكومة السورية هي التي بادرت إلى طلب لجنة تحقيق بما حصل في خان العسل من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة، التي قمنا بموافاتها بتفاصيل كثيرة وعندما اقترح الأمين العام تشكيل لجنة وافقنا على ذلك فورا لان الاقتراح أصلا كان من قبلنا". وحول عينات التربة التي قدمتها المعارضة للأمم المتحدة لإثبات أن النظام استخدم هذا النوع من السلاح في ريف دمشق، قال المقداد "هناك انتهاك مباشر من قبل الدول الغربية لسيادة سوريا، وهناك ادعاءات بأنهم حصلوا على نوعيات من التربة .. متسائلا كيف دخلوا الى سوريا؟ وكيف حصلوا على ذلك؟" واستطرد بالقول "يمكن لأي كان من كان أن يدعي ذلك". وأضاف أن "هذه العينات قد تكون من بلد آخر أو قد تكون مفتعلة أو أن جهة إرهابية معينة قامت بفبركة هذه المعلومات بدعم فرنسي وبريطاني .. مجددا تأكيده أن "ما تثق به سوريا هو أن هذه ادعاءات تقوم بها الحكومتان الفرنسية والبريطانية دعما للإرهابيين وحماية لهم بغية النيل من صمود سوريا ومن مواقفها إقليميا ودوليا". وكرر المقداد تحذيره للولايات المتحدةالأمريكية من مغبة إعادة السيناريو العراقي في سوريا بنفس حجة السلاح الكيميائي، معربا عن أمله في تعمل واشنطن باتجاه حل سلمي للازمة من خلال المبادرة والبرنامج السياسي الذي طرحه الرئيس بشار الأسد بداية يناير الماضي . واعتبر المقداد أن ما يتردد عن سيطرة المعارضة على 60 إلى 70 في المائة من أراضي سوريا ، "ادعاءات تندرج في إطار الحرب النفسية" ضد سوريا .. مشيرا إلى أن بعض المجموعات المسلحة تسيطر بشكل مؤقت على بعض المناطق ريثما يتسنى للجيش السوري إحكام السيطرة عليها لاحقا وفق خطط مدروسة. وأضاف المقداد متسائلا " لو كانوا يسيطرون على هذه الأراضي فعلا فلماذا لا يقيمون فيها؟ ولماذا يقيمون في القاهرة؟ ولماذا يعقدون مؤتمراتهم في اسطنبول وأماكن أخرى في العالم؟، ووصف ذلك بأنها " أكاذيب وحرب نفسية موجهة ضد سوريا، مؤكدا أن الجيش السوري قادر على أن يهزم هؤلاء في كل المناطق. ونفى فيصل المقداد ما يقال عن وجود عناصر من (حزب الله) اللبناني تقاتل إلى جانب الجيش السوري ، وقال ان "هذه الأخبار تدعو إلى السخرية ولا أساس لها على الإطلاق"، مؤكدا أن سوريا "ليست بحاجة إلى من يدافع عنها، وهنالك ملايين السوريين يدافعون عن بلدهم الآن ويقفون إلى جانب الجيش السوري .. معتبرا أن "مثل هذه الدعايات تظهر بين فترة وأخرى عندما تتعرض المجموعات المسلحة لهزائم في مختلف أنحاء سوريا، ولتبرير ذلك يدعون بأن هذه القوة وهذا البلد يقف ويقدم أشخاصا ودعما إلى الجيش السوري". وتطرق نائب وزير الخارجية السوري إلى ما يحدث على الحدود اللبنانية السورية معربا عن اعتقاده بأن ما يحدث هو "اعتداءات تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة، وقال "نحن لا نريد للبنان إلا الاستقرار وان يكون مستقلا وان يقف ضد الإرهاب في لبنان وفي سوريا". وحول الأردن وموقفه من الأزمة في سوريا وما تردد عن اعتزامه فتح مطاراته أمام الطائرات الإسرائيلية لشن هجوم ضد دمشق، قال المقداد "هناك كلام كثير في الإعلام حول هذه الجوانب، ومسئولون أردنيون ينفون ذلك، وبعض الإعلام الغربي يؤكده .. مضيفا "نحن من حقنا عندما يتعرض بلدنا لاعتداء خارجي أن ندافع عن أنفسنا وهذا حق يضمنه القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة"، مطالبا الدول الإقليمية ب"عدم التورط في مثل هذه الأعمال لان النار ستنتقل من سوريا وتشتعل في بيوتهم وفي مكاتبهم". وحول اتفاق حكومات الاتحاد الأوروبي على شراء النفط الخام من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في خطوة استنكرتها دمشق واعتبرتها ترقى الى صفة "العمل العدواني، وصف المقداد هذا القرار بمثابة " تدخل سافر من قبل الدول الغربية ضد بلد ذي سيادة ومستقل، وتعاون مباشر مع "الإرهابيين والمسلحين .. منتقدا ما وصفه ب"التفاف وازدواجية" المعايير الغربية تجاه ما تمر به سوريا . وقال نائب وزير الخارجية السوري أنهم سيفعلون ذلك تجاه كل البلدان النامية، معربا عن ثقته "أن هذا الأمر سيفشل" وأنهم اذا ما قاموا بنهب ثروات سوريا ونفطها فهذا يدل مرة أخرى على وجود استعمار جديد لاستغلال ثروات العالم .. متهما "مجموعة أصدقاء سوريا" بالتآمر على بلاده لإطالة أمد الأزمة فيها. وأضاف"عندما تقوم بعض هذه الدول بتسليح وتمويل المعارضة فهم يرتكبون عدة أخطاء، وهم يقتلون المواطنين السوريين ، ويتدخلون بشكل غير مشروع في الشؤون الداخلية لسوريا .. موضحا أن بلاده تؤيد الجهود التي تبذلها روسيا والصين باستقبالهما للمعارضة السورية في الداخل لإقناعهم بالحوار الوطني والاتصالات التي تقوم بها روسيا مع الدول الغربية بما ذلك مع أمريكا من اجل حل المشكلة في سوريا حلا سياسيا". وتواجه جهود الدول والمنظمات الدولية بالمجتمع الدولي تعثرا في سبيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا فيما يحتدم القتال في أنحاء متفرقة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة الذين يقولون أنهم يسيطرون على مناطق متفرقة خاصة في شمالي سوريا، حيث تتهم دمشق دولا غربية وخاصة فرنسا وبريطانيا إضافة إلى تركيا والسعودية وقطر بدعم من تصفهم "المسلحين" الذين يقاتلون داخل سوريا.