طالب الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس المجلس الأعلى للآثار سابقاً، بتغليظ العقوبة على سارقى الآثار ليعاقبوا بجريمة الخيانة العظمى، لأن ذلك سيؤدى إلى ضياع تاريخ الأمة. وقال نور الدين، خلال كلمته أمام لجنة الثقافة والسياحة والآثار بمجلس الشورى اليوم، الاثنين، برئاسة المهندس فتحى شهاب الدين، إن وزارة الآثار ليس لديها إستراتيجية على المديين الطويل والقصير للحفاظ على الآثار، مبدياً تخوفه من أن يكون أحد صناع القرار فى النظام الحالى يعتقد بحرمانية الآثار. كما لفت إلى أن القضاء والنيابة تغافلا عن متابعة 19 قضية خاصة بسرقة الآثار فى مصر، وأولها المتحف المصرى، محذراً من غيبة التأمين، ومؤكداً أنه من حق أى مواطن إخراج أى أثر طالما أنه ليس مسجلاً. وأشار إلى أن أهم المعوقات التى تواجهها الآثار تتمثل فى عدم وجود نظم تهوية مما يؤدى إلى تدميرها، مطالباً بضرورة أن يكون هناك نظام تهوية للمقابر وإدخال هواء لها عندما ترتفع درجة الحرارة والرطوبة، منبها إلى وجود أكثر من 200 بعثة للتنقيب عن الآثار فى مصر 90% منها أجنبية، مؤكداً أنه لم يدخل سيناء بعثات إسرائيلية ولكن هناك بعثات أمريكية تتضمن أشخاصا قد يدينون باليهودية. طالب عبد الحليم بتشديد الرقابة على منافذ الخروج فى المطارات والموانئ والطرق البرية، مشيراً إلى أنه تم ضبط عدد من الحالات التى تغلف الأثر بالجبس ويخرج فى هدوء، داعيا إلى ضرورة تفعيل الضبطية القضائية. وقال الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس المجلس الأعلى للآثار سابقاً، إنه ليس هناك تسليح لحراسة تأمين الآثار، وليس هناك أية سيطرة على المحافظات الصحراوية ..مطالبا بطائرات هيلكوبتر مدنية تتابع المهربين، ولافتاً إلى أن تجارة الآثار أصبحت أكثر انتشارا من المخدرات، خاصة فى أوروبا والمزادات تعمل بشكل فعال. وحذر من كثرة الزيارات للمقابر، مؤكداً أن ذلك يدمر الآثار سواء كانت كنيسة أو جامع أو قصر يونانى أو قصر محمد على لأن الأنفاس والبخر تؤدى إلى ضياع النقوش، مطالباً بترتيب عدد الزائرين وفقا للمواعيد مع قياس درجات الحرارة والرطوبة. ونبه إلى أن هناك 441 مقبرة توجد فى غرب الأقصر سوف يتم تدميرها جراء الزيارات المتكررة..مشددا على ضرورة معالجة الأمر ذاته فى محافظات بكر مثل سيناء والوادى الجديد. وقال إن الوعى الأثرى عامل مهم ويجب تعديل المناهج والمعلومات الأثرية فى التعليم ما قبل الجامعى، منتقداً الإهمال المتفشى فى شارع المعز الذى وصفه بأنه "أغنى" شارع فى العالم. وانتقد غياب التنسيق بين الوزارات المعنية بأمر الآثار، ومنها السياحة والبيئة والحكم المحلى والتعليم والإعلام، مطالباً فى الوقت ذاته بضرورة التنسيق مع المؤسسات العربية والعالمية المعنية بأمر التراث منها (اليونسكو والإيكو والإيكومس) بهدف الإطلاع على الآراء والأبحاث الجديدة والاستفادة من خبراتهم. أما فيما يتعلق بنقل تمثال رمسيس من الميدان، قال نور الدين إن إسرائيل كانت تتمنى أن ينقل هذا التمثال من حضن مصر إلى الخارج، لأن لديهم قناعة بأن (فرعون الخروج) هو رمسيس الثانى، مشيراً إلى أن النقل الثقيل والخفيف يدمر الآثار مثلما حدث فى مناطق بالدرب الأحمر والسيدة زينب. و أضاف "نحن ضيعنا الإمام الشافعى والإسكندرية حيث تم هدم 158 فيلا تاريخية أثرية والعديد من القصور فى المنيا وطنطا وأسيوط"، مطالبا بانتزاع كل القصور التاريخية من الهيئات التى تقطن فيها حتى لا تهن علينا آثارنا، مؤكداً أن أجمل قصور المنيا تم الاستيلاء عليها من الحزب الوطنى وكل قصور محمد على الكبير أسىء استغلالها. كما طالب بتولى الشباب من سن 35 وحتى 40 عاما المناصب القيادية فى الآثار، مشدداً على ضرورة التدريب على إدارة المواقع ونشر الوعى الأثرى فى المدارس والجامعات وتشجيع جمعيات المجتمع المدنى والمساعدة فى إنشاء نقابة للأثريين.