كتب – عمرو عبدالمنعم وشيماء عيسى قال الباحث التركي الدكتور علي باكير أن تجربة الإسلاميين في بلاده بدأت مع البروفيسور نجم الدين أربكان منذ السبعينيات، وقد صعد حزب "العدالة والتنمية" بتركيا فجرت تحولات تعدت حتى خارج تركيا، وجذبت تلك التجربة اهتمام المتخصصين والإعلاميين والحركات الإسلامية حول الكيفية التي استطاع ذلك الحزب أن يصنع ذلك التحول في بلاده . يرى باكير الذي شارك بمنتدى المفكرين المسلمين أن نجاح "العدالة والتنمية" نابع من قراءة الوضع داخل تركيا بشكل واقعي، والاستفادة من التجارب السابقة ووضع برنامجا محددا لتحقيق الأفكار على أرض الواقع . وعندما جاء الحزب لتركيا وجد أن الجيش هو اللاعب الرئيسي بالبلاد، حيث يقوم بقمع أي تجربة لا تتماشى مع منطقه، وقد وجد الحزب أن هناك أحزابا راديكالية متربصة بكل ما هو إسلامي، ولم يكن الحزب يملك أغلبية بالشارع تمكنه من كسب مقاعد كبيرة بالبرلمان. يضاف لذلك أن تركيا آنذاك كانت تعاني من الترهل الاقتصادي والاختناق بالحريات وحرية التعبير بالأخص، ورأى الحزب أن الظروف غير مواتية لتكرار تجربة أربكان بالحكم بسبب الأحزاب القومية والعلمانية وأيضا بسبب سيطرة الجيش ، ووجد حزب العدالة والتنمية أن الدمج بين الديني والسياسي سيؤدي بالسلب للعلاقة بين الديني والسياسي، ونحن نتحدث عن التمييز وليس الفصل . ووجد الحزب أن اعتماد خطاب واحد موجه لشريحة واحدة سيؤدي لمكاسب محدودة وهو لا يريد مخاطبة شريحة واحدة . رأى الحزب أيضا أهمية وجود أهداف واقعية تتعلق بالإنسان على الأرض، دون أن يخوض نزاعا أيديولوجيا أو فكريا، لأن الناس يعوقها ذلك عن الحياة الصحيحة . والحزب يتمتع بالبراجماتية العملية وهي الليونة دون التخلي عن المباديء والقيم وهي من أهم سماته. وفي الجلسة التي أدارها الباحث عبدالوهاب الحميقاني من اليمن حول تجارب الحكم الإسلامي، والتي جاءت ضمن أعمال المنتدى ، انتقد الباحث التركي تركيز الإسلاميين العرب على الشعارات دون دراية كاملة بتطبيقها على الأرض وهو ما يعطي خللا في مصداقيتهم لدى الرأي العام، وهناك نقطة ثانية تعد اختلافا بينهم وبين الإسلاميين الأتراك وهو أنهم يوجهون خطابهم لأتباعهم وليس للمجتمع ككل على خلاف توجهاته .