يحيي الفلسطينيون غدا الأربعاء ذكرى "يوم الأسير" وسط تدهور متواصل لأوضاع أسراهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ووفاة اثنين منهم " عرفات جردات وميسرة ابوحمدية" جراء الإهمال الطبي والتعذيب خلال فترة متقاربة منذ بداية العام ، ومخاوف من وفاة وشيكة لثالث "سامر العيساوى" المضرب منذ 9 أشهر متواصلة بخلاف تواصل الاعتقالات. وتعود ذكرى هذا اليوم إلى 17 ابريل من عام 1974 وفيه أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني "محمود بكر حجازي " في أول عملية لتبادل الأسرى مع إسرائيل.
ويعد السعي لإطلاق سراح الأسري في مقدمة أولويات الشعب الفلسطيني الذي بات متيقنا بأن إخراجهم من الزنازين لن يكون إلا عبر صفقات تبادل جديدة مع الاحتلال ،وتؤيد الصفقة الأحدث "جلعاد شاليط" التي يمر عليها اليوم عاما ونصف ذلك ،اذ تم بمقتضاها الإفراج عن 1027 أسيرا وأسيرة من بينهم قادة عسكريين كبار في فصائل مسلحة
وأكد وزير الأسرى بغزة عطا الله أبو السبح في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط أن سبب تمادي الاحتلال في جرائمه ضد الأسرى هو الصمت العربي والتواطؤ الدولي تجاه هذه القضية الإنسانية، مشددا على أن أسر جنود إسرائيليين ومبادلتهم أثبت انه الطريق الأسرع لتحرير الأسرى.
وطالب أبو السبح في تصريحه أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بضرورة إطلاق يد المقاومة لأسر جنود لانجاز صفقة تبادل جديدة .
4900 معتقل وقدرت وزارة الأسرى عدد الأسرى حاليا في سجون الاحتلال، بنحو 4900 معتقل، بينهم14 نائبا في المجلس التشريعي، فيما بلغ عدد المعتقلين الإداريين 168 معتقلا إداريا دون تهمة أو محاكمة، و عدد الأسيرات 14 أسيرة أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948، المعتقلة منذ عام 2002، وتقضي فترة حكم 17 عاما.
ونوه تقرير وزارة الأسرى بارتفاع أعداد المعتقلين الأطفال الذي وصل إلى 235 طفلا، لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر، من بينهم 35 طفلا تقل أعمارهم عن 16 عاما، مشيرا إلى وجود 523 معتقلا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد .
ومن جانبه أكد الدكتور فيصل أبوشهلا عضو المجلس الثوري لحركة فتح بغزة على أن وضع الأسرى في سجون الاحتلال يزداد سوءا يوما بعد الآخر في ظل استمرار الاعتداء عليهم من قبل مصلحة السجون .
وأضاف أبو شهلا في تصريح له "وضع الأسرى سيء للغاية لأن مصلحة السجون تنكرت للاتفاقيات بعد إضراب الكرامة في مايو الماضي ، إذ تراجعت عن كل الوعود التي قطعتها وسحبت الإنجازات والمكتسبات من الأسرى.
وتابع "حالة الأسرى تحتاج إلى وقفة جادة من كل الشعب الفلسطيني وتوجهات حقيقية من الفصائل حتى يدعموا الأسرى في مطالبهم وتحسين ظروف حياتهم، وعلاج الملفات التي تتنصل منها ما تسمى بمصلحة السجون مثل الإداري والمرضى والمضربين والقدامى .
سياسة موحدة أما عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي فطالب بوضع سياسة موحدة تعمل عليها كافة فصائل المقاومة الفلسطينية ومؤسسات الأسرى لتحرير الأسرى من سجون إسرائيل ودعم صمودهم في معركة الأمعاء الخاوية.
ودعا الدكتور الهندي إلى اعتبار قضية الأسرى داخل سجون الاحتلال مركزية ويومية للشعب الفلسطيني مضيفا "لا نريد إدانات وشجب واستنكارات، و آن الأوان لنضع سياسة واضحة نصرة للأسرى بالتزامن مع استمرار الفعاليات اليومية تضامنا ًودعما لهم .
من جانبه، قال عبد الناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ مطلع العام الجاري 1070 فلسطينيا بزيادة 8 % عن عام 2012.
وأكد أن الاعتقالات لم تكن يوما ممارسة عفوية أو استثنائية، إنما مورست كسياسة ثابتة بهدف الإذلال، و الإهانة، والانتقام، وارتفع بصورة ملحوظة عدد حالات الاعتقال، فخلال العام المنصرم اعتقلت قوات الاحتلال 3848 مواطنا، بمعدل 11 حالة اعتقال يوميا .
وتابع "من بين الأسرى يوجد 533 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد "مدى الحياة" لمرة واحدة أو لمرات عدة .