القدس المحتلة : دعا اثنان من أحزاب المعارضة الرئيسية في إسرائيل الأحد إلى البدء بالعمل من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، مشددين على أهمية عدم الاكتفاء بالخطابات التي يلقيها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وعقبت تسيبي ليفني زعيمة حزب "كاديما" أكبر هذه الأحزاب في إسرائيل على خطاب نتنياهو الذي ألقاه الليلة قبل الماضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي سبقه بالقول "ان الاثنين ظهرا كما لو أنهما يقفان على حافتين منفصلتين لجبل من الجليد وكل منهما يصرخ على الأخر".
وعبرت ليفني، عبر صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن أملها في ألا يكون مزيد من الإسرائيليين قد فقدوا الأمل، مطالبة هؤلاء بألا يرفعوا أيديهم لأن هناك طريقا أخر يستطيعوا من خلاله أن يغيروا الاتجاه الذي تسير إسرائيل نحوه.
من جهته حذر عضو الكنيست من حزب "كاديما" شاؤول موفاز من أن ما تمر به إسرائيل الآن يؤكد الحاجة إلى العمل وليس الكلام، مشيرا إلى أن الفرصة باتت بين إجراء المفاوضات مع الفلسطينيين أو استمرار الصراع معهم. واعترف في تصريحات أدلى بها لصحيفة " يديعوت احرنوت " بأن إسرائيل نمر بأكثر الساعات صعوبة في هذه المرحلة على مستوى العالم وعلى قادتها العمل لتجاوز هذا الأمر.
وطالب موفاز رئيس الحكومة بالاستفادة مما اسماه بنافذ الفرص الضيقة القائمة الآن ومستوى الثقة الدولي المنخفضة نحو إسرائيل التي ما زالت موجودة لتبني خطة سياسية تدعو إلى ترتيبات أمنية وأخرى خاصة بالحدود.
ونبه إلى أن القدرة على إلقاء الخطابات غير كافية لتغيير الحقائق القائمة وهو الوضع الذي يشكل مسؤولية أمام أي قائد في إسرائيل الآن، موجها نداءه لنتنياهو " للعمل من اجل المستقبل ولتحقيق امن دولة إسرائيل".
من جانبها اعتبرت زعيمة حزب العمل الإسرائيلي شيلي يحيموفيتش التي انتخبت قبل أيام رئيسة لهذا الحزب أن خطاب الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان صعبا وقاسيا، فيما وصفت خطاب نتنياهو الذي تلاه في ذات المكان بأنه كان "بليغا".
واعترفت بأن الخطابات لا يمكنها أن تحل مكان العمل السياسي، مطالبة رئيس الحكومة نتنياهو بأن يدرك أن إسرائيل تواجه وضعا خطيرا يدفع إلى تبني مبادرة وليس فقط وصف الوضع السيئ القائم من خلال الخطابات.
ورأت أن دعوة نتنياهو للرئيس عباس لمقابلته من أجل استئناف المفاوضات أمر صحيح غير أنها شددت على أنه يتوجب عليهم الآن عدم الاكتفاء بالكلام لمواجهة ما يجري.
وشددت زعيمة حزب العمل وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت احرنوت" على أن يجعلوا حل الدولتين حقيقة واقعة من أجل منع إعلان أحادي الجانب عن دولة فلسطينية، وهو ما رأت أنها خطوة إذا ما حدثت فسوف تتسبب بالتأكيد في إضرار إسرائيل.