ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الاتحاد الأوروبي - على ما يبدو - فشل في توحيد موقفه من الصراع الدائر في سوريا، لاسيما في ظل صدامه مع سلبية ألمانيا إزاء هذا الصراع الدامي. ولفتت الصحيفة البريطانية - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين - إلى أن زيارة رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس إلى بروكسل الشهر الجاري، إنما تعد بمثابة تذكير بأنه قادم من حرب حقيقية، وليس من صراع بشأن أزمة مالية كالتي تحدث في الاتحاد الأوروبي.
وأضافت الصحيفة أن مهمة إدريس كانت دعوة الاتحاد الأوروبي إلى رفع حظر الأسلحة، وذلك لتتمكن إحدى هذه الدول من مد قوات المعارضة السورية بالسلاح، لافتة إلى أنه وبغض النظر عن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة اليوم والذي يتمثل في ما إذا كان سيحدث هذا الأمر أم لا، فإن الصراع السوري قد يقوض الجهود الرامية للتوصل إلى سياسة خارجية موحدة للاتحاد الأوربي.
وأوضحت أنه بالرغم من أن فكرة الاتحاد الأوروبي هي أن يكون له موقف موحد من القضايا الخارجية ليسمع صوت أوروبا على الساحة الدولية، الممتلئة بالدول الصاعدة كالبرازيل والصين والهند، إلا أنه يبدو ممزقا بين غرائز التدخل البريطاني والفرنسي، حيث لا تزال كل من الدولتين تعتبر نفسها من القوى العالمية، والسلبية الداخلية الألمانية، والتي تحجم عن عرض دبلوماسيتها.
وأكدت أن الجدل الدائر حول سوريا ليس مسألة بسيطة بين صقور وحمائم، فهناك مخاوف لها ما يبررها من تزويد المعارضة السورية بالسلاح وتداعيات ذلك، ومن إمكانية تأجيج الصراع القائم في البلاد والذي راح ضحيته حوالي 70 ألف سوري حتى اليوم، أو إمكانية أن تقع هذه الأسلحة في يد الجماعات الإسلامية المتطرفة، فضلا عن إمكانية امتداد هذه الأزمة إلى لبنان.
ومع ذلك، أشارت "فاينانشيال تايمز" إلى وجود توافق متزايد في بعض العواصم الأوروبية من أن الحصار وفرض العقوبات على سوريا قد يأتي بنتائج عكسية، لاسيما وأنه يقوض من قدرة المعارضة للحصول على السلاح، في الوقت الذي تواصل فيه روسيا وإيران إرسال إمدادتهما العسكرية إلى النظام الحاكم.
وخلصت الصحيفة ختاما أنه سيكون من الأفضل للاتحاد الأوروبي إذا نجح الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في كسب تأييد الاتحاد الأوروبي لموقفهما كما تعهدا بمحاولة ذلك.