أكد مدير المخابرات الأمريكية جيمس كلابر أمس الثلاثاء أن القوات التي تسعى إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد تكتسب قوة وتربح أرضا، لكن المعارضة السورية ما زالت مجزأة وتجد صعوبة في احتواء تدفق المقاتلين المتشددين الأجانب. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن كلابر في جلسة للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي عن المخاطر الأمنية العالمية ان أجهزة المخابرات الامريكية "لا تعرف الى متى سيستطيع الرئيس السوري بشار الأسد الاحتفاظ بسيطرته على الحكم في البلاد".
وأضاف أن الأسد ملتزم للغاية بالبقاء والاحتفاظ بسيطرته على النظام".
وتابع كلابر ان حكومة الاسد تخسر السيطرة على اراض وتعاني نقصا في الرجال وفي النقل والامداد.
لكن في الوقت نفسه هناك "المئات حرفيا" من خلايا مقاتلي المعارضة التي يجد القادة صعوبة بالغة في بسط مزيد من القيادة والسيطرة المركزيتين عليها.
وأشار كلابر إلى تزايد المقاتلين الأجانب بين معارضي الأسد وكثيرون منهم مرتبطون بجبهة النصرة المنبثقة عن القاعدة في العراق التي اكتسبت قوة في سوريا لاسباب من بينها تقديم خدمات للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب منذ عامين.
وقال كلابر "إنهم يقدمون حيثما أمكنهم المزيد والمزيد من الخدمات البلدية في وضع فظيع للغاية من الناحية الانسانية".
وأشار كلابر الى قلق وكالات المخابرات الأمريكية بخصوص احتمال ان تكون حكومة الاسد "مستعدة لاستخدام الاسلحة الكيماوية" ضد شعبها واحتمال سقوط هذه الاسلحة في أيدي مجموعات خارجية.
وأضاف أن إيران تفعل ما كل في وسعها لدعم حكومة الأسد من خلال المساعدات والتدريب برغم الضعف الذي لحق بها نتيحة للعقوبات الدولية المفروضة عليها سعيا لمنعها من اكتساب قدرات نووية.
وقال كلابر "ما زالت ايران قوة تزعزع الاستقرار في المنطقة وتقدم الاسلحة والتدريب للقوات السورية وتنشيء قوة ميليشيا هناك لقتال المعارضة السورية" بهدف الحصول على موطيء قدم على الاقل في سوريا حتى اذا سقط الاسد.
وصرح مسؤولون امريكيون واوروبيون في الاونة الاخيرة بأن حكوماتهم ستكثف جهودها لتقديم مساعدات "غير مميتة" وتدريبات للفصائل المعارضة غير الاسلامية التي تقاتل الاسد.
وأشار المسؤولون في تصريحات غير رسمية إلى إنه يجري تدريب بعض المعارضين بدعم وربما مشاركة محدودة من بعض الامريكيين في دول مجاورة.
لكن الافراد الأمريكيين والغربيين الاخرين في المنطقة نفسها مشغولون بالقدر نفسه بل وربما أكثر انشغالا بتتبع النفوذ المتزايد لجبهة النصرة وغيرها من المتشددين وأنشطتهم.
وهم يريدون ايضا ضمان ألا يضع هؤلاء أيديهم على اسلحة يمكن ان تهدد المصالح الغربية بما في ذلك الصواريخ ارض جو القادرة على اسقاط الطائرات والاسلحة الكيماوية التي يعتقد ان نظام الاسد جمع مخزونا منها.
وتحاول الولاياتالمتحدة وحلفاؤها تتبع مصير ترسانة الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي يعتقد انها موجودة في سوريا.