"مشاهد من الذاكرة المنسية" هو عنوان معرض الفنان د. أشرف عبد القادر المقام في قاعة "الشهيد أحمد بسيوني" بكلية "التربية الفنية"، والذي أفتتحه الفنان د. محمد أسحق عميد الكلية، بحضور عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بالكلية، والفنانين والطلبة.
يضم المعرض ما يربو عن واحد وعشرون لوحة، استخدم خلالها الفنان خامات مختلفة، مع استعانته بعناصر تمثيلية وهندسية ومجموعة من الرموز الشعبية التي تتخذ نسق التلخيص الهندسي، والتي يبدو أنها تسجل خواطر بمخيلة الفنان؛ حيث يعتبرها رمزا للإرث الثقافي المصري المتخم بالتجارب والعبر؛ لذا فهو يزاوج بين العناصر المرئية بدلالتها اللغوية واللامرئي الجمالي بدلالاته الفنية؛ لإرضاء كينونته الذاتية التي تسمو بتلك الأشكال والرموز عن شكلها الإشاري والدلالي لتأخذ بعدا دراميا يرتكز على البنية الجمالية.
ويغلب على الأعمال أسلوب التجريد التعبيري الأميل للفانتازيا الذي يوضح بعض السخرية من مواقف معينة,ويقصد الفنان بهذا التعبير أن يخلق معادل موضوعي للامرئي؛ ليشكل قاعدة تساعد المتلقي على التواصل، وتفهم البعد الجمالي لتشكيلات الرمز الصوري. كما أن الرموز والأشكال لا تخلو من مسحة أسطوريه، تعطى بعدا له إسقاطا واقعيا من عمليات التحول الجذري للمجتمع الآن, فالأعمال تحمل قدرا من وضوح الرؤية بقدر ما تختزن من إيحاءات للموروث الشعبي والتراث الحضاري القديم، الذي يتمتع بدلالات حية في الحاضر.
ويقول الفنان أشرف عبد القادر إنه لم يستخدم الخامات التقليدية التي يستخدمها المصورون، بل استخدم خامات خاصة أجرى عليها العديد من التجارب الفنية، وهي الألياف الصناعية مثل البوليستر والنايلون والأكريلك؛ حيث تعامل معها بأسلوب الكبس على البارد والساخن مع استخدام مواد للصق, فأمكن الحصول منها على تأثيرات ملمسية متنوعة تتداخل فيها الألوان، وتخلق فراغات متنوعة تظهر من خلالها أرضيات ملونة لامعة ومعتمة؛ لتعطى في النهاية تأثيرات جمالية متباينة، ولتتكامل التجربة.
كما أضاف الفنان بعض الخامات المكملة كبقايا الزجاج الملون والمرايا والخيوط والخرز والوحدات المعدنية، وذلك للتوصل لتأثيرات لونية وتدرجات تشبة ضربات الفرشاة بالألوان؛ لتؤثر على أحاسيس المشاهد بأسلوب آخر، يحمل قدرا من المتعة والدهشة.
بالإضافة إلى الصياغة الشكلية للأعمال التي تعتمد على اتحاد الفن والموروث. كما يناقش المعرض أيضا قضية الشكل والتقنية وتأثيرهم على التعبير.
وهذا المعرض يقدم رؤية فنية جديدة للمتلقي على اختلاف وعيه وثقافته ليضيف عنصرا جديدا للمعرفة البصرية، مبتعدا عن الاستهلاك التقليدي للفولكور في إطار يحمل قدرا كبيرا من الأصالة والمعاصرة.