من المقرر أن تكون حزمة المعونة الأمريكية المثيرة للجدل المقدمة لمصر في أجندة « جون كيري » وزير الخارجية الأمريكي الذي سوف يلتقي مع القادة المصريين في القاهرة. ويؤمن الوزير أن الانفصال عن مصر سوف يكون خطأ ولكن سيكون عليه أن يكافح مع مطالبات أعلى تدعوا إلى إعادة النظر في سياسة ثابتة منذ عقود في سياق سياسي مختلف إلى حد كبير.
قالت صحيفة «واشنطن بوست» أن عدد متزايد من النواب في أمريكا يتحدون الحكومة لمنع تقديم 1.3 مليار دولار سنويًا إلى مصر، وذلك في إطار قلقهم من عدم الاستقرار السياسي وأزمة ميزانية الولاياتالمتحدة، نظراً لأن سخاء أمريكا قد يأتي بنتائج عكسية لعدم القدرة على التنبؤ بالحكومة التي يقودها الإسلاميين وعلاقتهم المشحونة مع إسرائيل.
يتساءل النائب «فيرن بوكانان» الذي قدم مشروع قانون يطالب بوقف المعونة العسكرية والمدنية لمصر, عن أسباب تقديم المليارات لمصر بينما ينظر لها على أنها ليست صديقة لأمريكا، مضيفًا أنهم ينفقون أموال كثيرة في جزء من العالم لا يحبهم، أما السيناتور «جيمس إنهوف» عضو لجنة التسليح بمجلس الشيوخ الأمريكي , أكد أن منع المعونة سوف يكون رسالة قوية للرئيس « محمد مرسي »، مشيرًا إلى « إن الجيش المصري صديقنا ولكن مرسي عدو ».
أشارت الصحيفة إلى أن بعض الديمقراطيين , من بينهم «جوان فارجاس» النائب في لجنة الشئون الخارجية, انضموا إلى الجهود التي يقودها الجمهوريين، وأعرب «فارجاس» عن كراهيته لرؤية الأسلحة الأمريكية – طائرات F-16S تستخدم ضد إسرائيل، مضيفًا « لقد رأيناه تاريخيًا ويمكن أن يحدث مرة أخرى، خاصة مع تطرف مصر».
أما «ديفيد أدمز»، مساعد وزير الخارجية للشؤون التشريعية الأمريكية , كتب رسالة ل «إنهوف» أوضح فيه أن المحافظة على هذه العلاقة والمساعدة في التأهيل المهني و بناء قدرات القوات المسلحة المصرية لتأمين حدودها واحدة من أهم المصالح الأمريكية في المنطقة، مشيرًا إلى أن « مصر تستمر في لعب دور هام في السلام والاستقرار الإقليمي »
إلا أن بعض النقاد للمعونة , من بينهم السيناتور « جون ماكين » اتخذوا وجهة نظر أكثر اعتدالا مطالبين أمريكا بعدم وقف المعونة وإنما تعديل دعمها لمصر، فاقترح « ماكين » وآخرون أنه بدلا من إرسال طائرات ودبابات إلى مصر سيتم خدمة القاهرة أفضل بأدوات معززة لمبادرات مكافحة التمرد والإرهاب.
قالت « ميشيل دن » , مديرة مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط , أن الإدارة الأمريكية حافظت على العلاقة العسكرية بشكل آلي ويستخدمون الدبلوماسية مع « مرسي » بالطريقة ذاتها التي استخدمتها مع الرئيس السابق « حسني مبارك « إن السياسة بها نوع من الفوضى ».
أضافت الصحيفة إلى أنه من الأمور التي تزيد من تعقيد الموقف هي حزمة معونة التنمية الأمريكية والتي تم تجميدها والتي تم تجميدها للجزء الأفضل من فترة ما بعد الثورة ربما لأن القاهرة قاومت الجهود التي تبذلها أمريكا للانخراط في مبادرات الإصلاح الديمقراطي.
جدير بالذكر أن مصر وإسرائيل من أكبر المتلقين للمعونة الأمريكية منذ 1979 عندما شاركت واشنطن في التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل، ولضمان استمرار القاهرة في الاتفاق تتحفز الإدارة الأمريكي لمواصلة تقديم المساعدات إلى جانب مصالح أمريكا الأخرى منها المرور عبر قناة السويس، بالإضافة إلى رغبتها في مساعدة مصر على استعادة النظام في شبه جزيرة سيناء.