طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، الأمة الإسلامية بإتباع الطريق العلمي المتدرج لتحقيق الوحدة الإسلامية الحقيقية بين دول وشعوب الأمة الإسلامية وصولا إلى الوحدة السياسية التي تحقق وحدة المصير المشترك .. مستبعدا أن يتم ذلك قبل تحقيق الوحدة الروحية والأخلاقية والثقافية ثم الوحدة الاقتصادية لتحقيق المصالح المشتركة ليتحقق في النهاية الوحدة السياسية الإسلامية سواء كانت خلافة إسلامية أو وحدة إسلامية. جاء ذلك في الكلمة التي وجهها شيخ الأزهر إلى المؤتمر الدولي لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية من خلال فكر الإمام بديع الزمان النورسى التركي الجنسية ، والذي تنظمه مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم وألقاها نيابة عنه الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية وبمشاركة علماء ومفكرين إسلاميين من مصر وتركيا و40 دولة إسلامية وعربية.
وأكد شيخ الأزهر أن وحدة العقيدة والدين ومحبة رسول الله تحقق للأمة الإسلامية وحدتها الروحية، مؤكدا دور العلماء والمؤسسات العلمية ومنها الأزهر الشريف بفكره الوسطى لنشر الوعي الديني الصحيح بين الشعوب الإسلامية.
وأكد ضرورة تحقيق الوحدة الاقتصادية الإسلامية باستثمار إمكانات الدول الإسلامية .وتشجيع التجارة البينية وإقامة تجمع اقتصادي إسلامي على غرار التكتلات الأخرى التي لا يجمعها عوامل وحدة كالتي تجمع الأمة الإسلامية .
من جانبه ، طالب مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة - في كلمته خلال المؤتمر- ضرورة التمسك بالإحسان والإيمان والاجتهاد والرجوع إلى الله بالذكر والفكر لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية وهو ما دعا إليه الإمام النورسى قبل مئات السنين .. محذرا من تفتيت الدول وتحولها إلى دويلات صغيرة وفق مخطط يستهدف تقسيم كل دولة إلى أربع دول ، مطالبا بتحقيق وحدة الأمة الإسلامية.
بدوره، أكد وزير الأوقاف طلعت عفيفى حاجة الأمة الإسلامية إلى الوحدة والتماسك والتعاون كفريضة فرعية وضرورة اجتماعية .. محذرا من مساوئ التفرق التي تضر بمصالح الدول الإسلامية.
وأشار - في كلمته إلى المؤتمر والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور عبده مقلد وكيل أول الوزارة - إلى أهمية التعاون الثقافي بين مصر وتركيا من خلال الأزهر الشريف الذي يقدم خدماته العلمية والدينية للطلاب الوافدين من أكثر من 106 دول في العالم .. مشيرا إلى دور وزارة الأوقاف في إشاعة ثقافة الوحدة والائتلاف من خلال خطاب دعوى يقوم على فكر الأزهر، مشددا على دور العلماء والمفكرين لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية.
ولفت الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر في المؤتمر إلى حاجة الأمة الإسلامية الآن لفكر الإمام النورسى لتحقيق التوافق بين الدول والشعوب الإسلامية من خلال مؤلفاته التي تم ترجمتها لأكثر من 50 لغة.
كما طالب الدكتور صلاح سلطان الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتحقيق التعاون الثقافي وإحياء فكر الوحدة والائتلاف والبعد عن العصبية ونشر مفاهيم الاعتدال والتعايش السلمي ونبذ العنف بين الشعوب الإسلامية وفق منهج الإمام النورس.
وكشف الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي عن الانتشار الكبير للعلماء المسلمين فى روسيا وأوروبا وفق المنهج الإسلامي المعتدل ، متوقعا أن يكون للمسلمين الأغلبية بين الشعب الروسي خلال عام 2050 وأن يحكموا روسيا كما حكمها التتار والمسلمون من قبل .
وأوضح أن فكر الإمام النورسى تنبأ قبل سنوات عديدة بأن ينتشر الإسلام فى أوروبا من خلال العلماء المسلمين المعتدلين.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين سبل تحقيق الوحدة الإسلامية والمشاكل التي تعترضها ودور المفكرين والعلماء في ذلك وفكر الإمام النورسى في تحقيق وحدة الأمة الإسلامية وحمايتها من الغزو الثقافي.
يشار إلى أن الإمام بديع الزمان سعيد النورسي ولد في قرية (نورس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294 ه - 1877م) ويعد واحدا من كبار الأمة الإسلامية وأحد مجدديها الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل إحياء اليقظة الإسلامية ، ونشر مبادئ الإسلام ومواجهة موجات التغريب التي تعرض لها العالم الإسلامي خلال النصف الأول من القرن العشرين.