استولت مجموعة مسلحة على مركبة بمنطقة "حاسي البكرة" الواقعة شرقي مدينة حاسي مسعود الغنية بالنفط بولاية ورقلة الواقعة على بعد 820 كيلو مترا جنوب شرق العاصمة بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أسابيع من حادث مقتل 37 أجنبيا من ثماني جنسيات عقب احتجازهم على يد مجموعة إرهابية داخل منشأة غازية بمدنية عين أمناس بولاية إليزى بجنوب شرق البلاد. وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة صباح اليوم السبت، أن المجموعة المسلحة أجبرت أمس الجمعة، العمال على النزول من المركبة وكبلتهم وجردتهم من هواتفهم النقالة قبل الفرار بالمركبة، مشيرة إلى أن هذه العملية تعد الثانية من نوعها بمدنية "حاسي مسعود" في أقل من أسبوع.
وفى ذات السياق، ذكرت صحيفة " النهار الجديد" الجزائرية الصادرة اليوم السبت، أن أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب اعتقلت جماعة دعم وإسناد تتكون من 10 عناصر كانت وراء الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المنشأة الغازية بمدنية عين أميناس يوم 16 يناير الماضي، مشيرة إلى أن أعضاء الجماعة يعملون بمختلف المصانع والفروع التابعة لشركة سوناطراك عملاق صناعة النفط الحكومية في البلاد.
وأضافت أن ثلاثة من أعضاء الجماعة يعملون بمدنية حاسي مسعود وستة يعملون بوسط ولاية ورفلة وآخر بمدينة زلفانة بولاية غرداية الواقعة غرب البلاد، موضحة أن التحريات لا تزال متواصلة من قبل الجهات المختصة للكشف عن متورطين آخرين في العملية بينهم عناصر دعم وإسناد ينحدرون من ولاية وادي سوف الواقعة شرقا كان لهم الدور الكبير في وصول العناصر الإرهابية إلى المنشأة الغازية.
وقالت الصحيفة: "إن أعضاء الجماعة المعتقلين كانت مهمتهم تكمن في جمع قاعدة بيانات وخرائط عن مداخل ومخارج الشركات النفطية والغازية التي تتواجد بالصحراء الجزائرية وتسليمها للجماعات الإرهابية بغرض تنفيذ مخططاتها الإجرامية".
وكان الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال أعلن أن 37 أجنبيا من ثماني جنسيات وجزائريا واحدا و29 إرهابيا قتلوا في الاعتداء على موقع لانتاج الغاز في مدينة عين اميناس يوم 16 يناير الماضي.
وأوضح سلال في مؤتمر صحفي عقده عقب الحادث انه تم القبض على ثلاثة مسلحين في حين لا يزال هناك خمسة أجانب مفقودين موضحا ان قائد المجموعة الخاطفة إرهابي معروف لدى أجهزة الأمن وهو جزائري يدعى محمد بالشنب وقتل في العملية، موضحا أن الكثير من الأجانب' قتلهم الخاطفون برصاصة في الرأس.
وتجدر الإشارة إلى أن تكهنات واسعة في الإعلام الغربي أشارت مؤخرا إلى أن الشركات الغربية ربما تقلل من استثماراتها في منطقة شمال أفريقيا وخاصة في الجزائر بسبب المخاطر الأمنية مما أثار مخاوف من تأثير ذلك على إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا التي تعتمد بنسبة 30 في المائة من إمداداتها على الغاز الجزائري.
ويذكر أن الجزائر تعتبر تاسع أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم وخامس أكبر مصدر للغاز الطبيعي حسب إحصاءات وكالة الطاقة الدولية وتنتج مدنية عين أميناس 9 مليارات متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي .
وكانت إيرادات الجزائر من المحروقات قد ارتفعت العام الماضي بنسبة 29 في المائة حيث وصلت إلى 72 مليار دولار .
ويذكر أن الجزائر تنتج حاليا 2ر1 مليون برميل من النفط يوميا و62 مليار متر مكعب من الغاز سنويا بما يعادل 206 ملايين طن من معادل بترول منها 147 مليون طن تنتجها شركة المحروقات "سوناطراك".