طرابلس: أكد عبد الحكيم بلحاج قائد الثوارالليبيين في طرابلس أن الدولة الليبية الجديدة التى تتأسس بعد الاطاحة بجماهيرية العقيد معمر القذافى ستكون دولة مدنية تتسع للإسلاميين وغيرهم. ودافع بلحاج عن حق الشيخ علي الصلابي، المقيم في قطر، في التعبير عن رأيه بتوجيه انتقادات شديدة إلى رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل ومطالبته بالاستقالة ، لكن بلحاج لم يُعلن صراحة تأييده أو رفضه موقف الصلابي الذي أثار جدلاً في ليبيا وجاء في ظل مخاوف من هيمنة طرف من الأطراف المشاركة في الثورة على مقاليد الحكم الجديد. وياتى كلام بلحاج خلال حديث لصحيفة "الحياة" الذي نشرته في عددها الصادر اليوم الأحد ، مجددا اتهامه للاستخبارات الأمريكية بخطفه وتعذيبه بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية، قبل تسليمه إلى حكومته بلاده عام 2004. واشاد بتعاون الثوار مع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"،مؤكدا إن تدخل المجتمع الدولي أنقذ ليبيا من كتائب القذافي. وعلّق على قول سيف الإسلام القذافي بأنه هو من أفرج عنه في إطار الحوارات التي جرت مع قادة الجماعة الإسلامية المقاتلة في السجون الليبية، بالقول "إن الثوار سيعاملون نجل القذافي وفق القانون الليبي عندما يعتقلونه". وعلى جانب اخر ، قال "ان المجتمع الليبي له خصوصيات تتعلق بتقاليده وعاداته كما أن الشعب الليبي كله مسلم، وإسلام الليبيين إسلام معتدل". وتابع قائلا : "فما كانت عليه الجماعة الاسلامية المقاتلة سابقاً من منهج تغيير نظام القذافي هو المنهج الذي يمثّل رغبات الليبيين وطموحاتهم ، حتى اجتمعت الجماعة الإسلامية المقاتلة من أجل تخليص الشعب الليبي من نظام الظلم والقهر وبالتالي فإن إنطلاقة ثورة 17 فبراير واهدافها مثّلت اهداف الشعب الليبي". ومن الأهداف الرئيسية للثورة الليبية كما قال بلحاج أن ينعم الليبيون بدولة مدنية ذات قانون تنشد الحرية والعدل والمساواة ولذلك شدد على ضرورة ان يعيش الليبيون جميعا في وطن يحويهم ويبنوه جميعاً وتتكاتف فيه الجهود الوطنية المخلصة وتتضافر. واشار بلحاج الى ان الاسلاميين جزء رئيسي من مكونات الشعب الليبي ولهم دور، وأبلوا بلاء حسناً في سبيل إنقاذ ليبيا مما عانى منه المواطنون ولا يعني هذا عدم وجود غيرهم ممن قاموا بمجهودات وطنية في سبيل إنقاذ ليبيا. وأكد ايضا ان العلمانيين لهم وجود داخل المجتمع الليبي، وان الجميع يناشدون الحرية التى حرموا منها كثيرا، اما فيما يتعلق باختيار شكل الحكم وكيفية الوصول إلى تحديده ومن يتولى الحكم قال بلحاج انها أمور يجب ان ندرك قبلها مدى التحديات التى تواجه ليبيا وعلى رأسها تحرير البلاد التي لم تتحرر بعد كلها. وثانيا تأمين المدن المحررة وعلى رأسها العاصمة، ثم هناك تحدي بناء الدولة ومؤسساتها كذلك إعادة توظيف جزء كبير من البناء هو البناء السياسي، وهو امر يرجع الى الليبيون. واوضح بلحاج من جانبه انه لا تعارض بين العلمانيين والاسلاميين فى ظل الحرية الجديدة وجميع التصرفات ستكون لصالح البلاد أولاً واستقرار الإقليم ثانياً وستكون علاقاتنا مع الجميع على قدم المساواة اصلها وقاعدتها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. اما بشان الانتخابات المقبلة ، قال بلحاج ان ليبيا مازالت فى مرحلة التفكير في طريقة المشاركة السياسية ولم نصل إليها بعد. ما زلنا نخوض حرب تحرير وتأمين، ولكن من يحكم ليبيا لابد ان يتمتع بالنزاهة والأمانة والحرص على المقدرات ومكتسبات البلاد وعلى خدمة الناس. وفي ما يتعلق بدعم الناتو وتحالف الأشقاء أو الأصدقاء إزاء قضية الليبيين، اكد بلحاج انه كان قرار الأسرة الدولية مساندة للشعب الليبي، ونظام القذافى الطاغى هو الذى دفع بهم الى التعاون مع الشعب الليبى.