أكد حمدي زاهر، رئيس المجلس التصديري للتعدين، أن ثروات مصر التعدينية يمكنها أن تكون قاطرة التنمية الاقتصادية لمصر للسنوات ال100 المقبلة، مشيرًا إلى أن صادراته سجلت العام الماضي 24 مليار جنيه، وتلك الأرقام مرشحة للتضاعف مع دخول الشركة القابضة للاستثمار التعديني، التي تم تأسيسها مؤخرًا برأسمال مليار جنيه. جاء ذلك خلال افتتاح المهندس أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم الخميس، لأعمال مؤتمر نحو رؤية قومية لتعظيم الثروات والصناعات التعدينية، الذي نظمه المجلس التصديري للصناعات التعدينية، بالتعاون مع جمعية نهضة وتعدين، وشارك في فعالياته ممثلون عن وزراء الصناعة والاستثمار والتنمية المحلية والبحث العلمي والبيئة والإسكان والتعاون الدولي، وأكثر من 250 من كبار العلماء والمستثمرين والمصدرين العاملين بقطاع الخامات التعدينية وصناعاتها المختلفة، بالإضافة لعدد من رؤساء الهيئات العامة المعنية بمجالات البحث العلمي وتنمية الصناعة.
ووفقا للأهرام، قال زاهر إن الأشهر الأخيرة شهدت عدة إنجازات حققها العاملون بالقطاع من أهمها انتهاء معهد بحوث وتطوير الفلزات من الدراسة الفنية الخاصة بمشروع استخلاص السيلكون من الكوارتز المصرى لإنتاج معدن السيلكون، بنقاء 98.03% وجار حاليا رفعها إلى 98.5% وهى إحدى درجات النقاء العالمية، مما سيرفع من القيمة المضافة للكوارتز، حيث تبلغ قيمة الطن من معدن السيليكون نحو 2200 دولار، وهو يستخدم في الكثير من الصناعات مثل صناعة الشرائح الإلكترونية وأشباه الموصلات، والسبائك الحديدية والخلايا الشمسية.
وأضاف زاهر أن المعهد انتهى أيضا من الدراسة الفنية لمشروع رفع جودة الفوسفات من 24% نسبة تركيز المادة الفعالة إلى 30%، مما سيعمل على رفع قيمة طن الفوسفات من 35 دولارًا للطن حاليًا إلى نحو 120 دولارًا، موضحًاأن نتائج الدراستين الاقتصادية تظهران حجم العائد الكبير الذي ستحققه مصر من التعاون بين البحث العلمي والصناعة، حيث ينتظر أن تؤسس الشركة القابضة للاستثمار في التعدين عدة مشروعات للاستفادة من نتائج الدراستين وبحيث تكون هناك ترجمة حقيقية لنتائج البحث العلمي.
وكشف زاهر عن إجراء معهد بحوث الفلزات ل 3 دراسات بحثية أخري لصالح القطاع التعديني وهي دراسة حول انتاج اكسيد التيتانيوم من خام الالمينيت والثانية رفع جودة خام الكاولين بمنطقة التيه والعسيلة بجنوب سيناء والثالثة فصل الملح من الرخام المصرى وهو ما سيعمل علي خدمة قطاع الرخام بالكامل، وأشاد بأكاديمية البحث العلمي، التي تكفلت بتمويل هذه الدراسات بالكامل إيمانا منها بأهمية دور البحث العلمي في تنمية الاقتصاد الوطني وخدمة الصناعة.
وقال إن هذا التعاون من وزارة البحث العلمي في دعم القطاع التعديني، نجده أيضا من الأمانة العامة للقوات المسلحة، التي تبنت توصيات المؤتمر الأول للتعدين، وحرصت علي المشاركة في مؤتمر الثاني أيضا، مؤكدا ترحيب المجلس التصديري وجمعية نهضة وتعدين بالتعاون مع الأمانة العامة للقوات المسلحة، لما فيه صالح الوطن.
علي هامش المؤتمر، أعلن زاهر عن إقامة أول مشروع لتنمية المشروعات الصغيرة بنظام المجمعات التعدينية المتكاملة يستهدف تنمية المنشآت العاملة بأنشطة التعدين والصناعة والزراعة وتطوير البيئة وبالمجال الخدمي لتحقيق سياسات التنمية الشاملة.
وكشف عن استهداف المشروع لإنشاء 600 مشروع صغير تشمل 400 مصنع لتدوير مخلفات الرخام بمنطقتي الشيخ فضل في محافظة البحر الأحمر وجبل الجلالة بمحافظة السويس، بجانب 100 مصنع لتكسير وطحن الحجر الجيري أو كربونات الكالسيوم بمنطقة سمالوط بالمنيا و100 ملاحة بمنطقة منخفض القطارة بمحافظة مرسي مطروح، الي جانب إنشاء معرض دائم للرخام المنتج من مصانع شق الثعبان بالقاهرة ومشروعات أخرى لتدوير مياه السحالة الناتجة من جلي مسطحات الرخام بالمنطقة واستخدامها في إنتاج بويات ودهانات منخفضة التكلفة ومنتجات مواد بناء أخري.