ذكر الكاتب "إفرايم كارش" - أستاذ بحوث دراسات الشرق الأوسط والبحر المتوسط في جامعة كينجز كوليدج بلندن، ومدير منتدى الشرق الأوسط بفيلادلفيا - على مجلة " ذا ديلي بيست الأمريكية" أن السلطة الفلسطينية بعد أن فشلت في إرساء الأسس اللازمة لإقامة وطن قابل للحياة، بدئت تضليل شعبها مرةً أخرى. وأوضح أن الأممالمتحدة تستعد الأسبوع المقبل للتصويت على قضية إقامة الدولة الفلسطينية، وستكون النتيجة بالتأكيد عدم الموافقة على قيام دولة فلسطينية، وحذر من تمسك إسرائيل والولايات قرار تقسيم عام 1947 والذي ساعد في حتمية خلق الدولة اليهودية. وتابع الكاتب أنه في عام 1948 جاءت دولة إسرائيل إلى حيز الوجود نتيجة لتماسك المجتمع الاستثنائي اليهودي في فلسطين آنذاك بقيادة الحركة الصهيونية ومؤسساتها الواسعة الانتشار والتي ساعدت في تذليل كافة العقبات الدولية ودرء كافة المحاولات العربية لتدمير قيام الدولة الإسرائيلية. وأوضح أن الطائفية الفلسطينية واهتمام الفلسطينيين بالمصالح الشخصية شكلت انهيار وتشتت المجتمع الفلسطيني. وأشار إلى أن المجتمع الفلسطيني بعد أربعة وستون عاماً لا يبدوا له أنه على استعداد لإقامة الدولة الفلسطينية ورأى أن الأممالمتحدة ستفتعل خطأ جسيم وبالغاً في حالة قبول سلطة فلسطينية فاسدة بأن تكون أحد أعضائها. وتابع أن قيام الدولة اليهودية بدأ في مدينة بال السويسرية عام 1889 في المؤتمر الصهيوني الأول الذي حدد الهدف الصهيوني بأن إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين يجب أن يضمنه القانون العام، وقد أنشأت كافة المؤسسات اللازمة للترويج لهذا الهدف في الوقت الذي قامت عصبة الأممالمتحدة بتعيين بريطانيا منتدبة على فلسطين بعد 23 عام. بعدها تحولت الحركة الصهيونية إلى مجتمع وطني متماسك قدم معظم اليهود إلى فلسطين من خلال الحماية النقابية وكذلك التعليم والرعاية الصحية والدفاع. ومن جانبه ذكر الوزير الإسرائيلي السابق وعضو لجنة الخارجية والدفاع عن حزب العمل الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" على مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن إسرائيل ترى في محاولة اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين تهديداً خطيراً لمصالح إسرائيل. وذكر هرتسوج أن السلطة الوطنية الفلسطينية ستطلب من الأممالمتحدة ضرورة التصويت لصالح قيام دولة فلسطينية خلال الدورة السنوية للجمعية العامة مما يمثل تحدياً كبيراً لإسرائيل وعلى الرغم من وعود الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدام حق النقض ضد مشروع القرار، وتابع أنه من المرجح أن تصوت أكثر من 140 دولة لصالح الفلسطينيين.
وأكد أن قبول الأممالمتحدة بقرار إقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لحدود عام 1967 واتخاذ القدسالشرقية عاصمةً لها يجعل أي تواجد إسرائيلي داخل هذه الخطوط غير مشروع في حد ذاته، وبالتالي يضع الإسرائيليين أمام صعوبة الاحتفاظ بالسيطرة على الأماكن اليهودية المقدسة مثل "حائط المبكى"، والكتل الاستيطانية الكبرى التي تعزز الأمن الإسرائيلي بشكل عام. كما توقع أن يؤدي رفض إسرائيل لقرار قيام الدولة الفلسطينية إلى المزيد من أعمال العنف من الفلسطينيين مما قد يجعل الجانب الإسرائيلي يضطر إلى الرد، الأمر الذي قد يزيد من عزلة إسرائيل الدولية ويمهد الطريق أمام زيادة الدعوات إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية والشركات لفرض عقوبات على إسرائيل.