لم يهدأ المشهد السياسي في مصر، فما إن تنتهي أزمة إلا وتولد معها أخرى، ويظل الشارع السياسي على صفيح ساخن، ويتصدر المشهد الآن الإخوان ومواجهتهم مع أبناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والحزب الناصري ، بشأن سحب مقتنيات ضريح الرئيس السابق بكوبري القبة. وتاهت الحقيقة ما بين التأكيد والنفي، أبناء الرئيس عبد الناصر يؤكدون سحب مقتنيات والدهم، وفي المقابل نفت القوات المسلحة عبر صفحتها على الفيس بوك ما تردد عن صدور قرار جمهوري بسحب مقتنيات ضريح الرئيس الراحل من قصر القبة، وأن جميع مقتنيات الضريح موجودة في أماكنها كما هي .
من جانبها قالت هدى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنه من خمسة أيام تلقت اتصالا من ضريح والدها قيل لها أن مؤسسة الرئاسة أرسلت أشخاص تابعين لها إلى الضريح وطلبوا رؤية عهدة الرئاسة في الضريح، وحددوا عهدة الرئاسة بمكتب ومكتبة، وبعض "النجف".
وأكدت ابنه عبد الناصر أن من حقهم أن يأخذوا ما يشاءون من عهدة الرئاسة، وأنها فوجئت اليوم باتصال من الضريح أكدوا لها أن سيارة جاءت من الرئاسة وأخذت المكتب والمكتبة وقالوا أنهم لا علاقة لهم بالنجف، وقالوا أنهم لا يريدون أن يكون لهم أية علاقة بضريح عبد الناصر.
مبارك وعبد الناصر وأشادت هدى عبد الناصر خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "آخر النهار" بموقف الرئيس السابق حسني مبارك بعدم مضايقة أسرة عبد الناصر وقيامه بوضع إكليل من الزهور كل عام على ضريح عبد الناصر، لافتة إلى أنها وإخوتها لا علاقة لهم بالرئاسة منذ وفاة والدتها، وأنها لم تكن تتذكر مسألة المكتب والمكتبة المتهالكتين، مشيرة إلى أن الشخص الموجود لرعاية الضريح ليس له أي علاقة بالدولة وأنه يحصل على أجره من أسرة الرئيس عبد الناصر.
وأشادت ابنة الرئيس الراحل في الوقت ذاته بموقف القوات المسلحة مع ضريح عبد الناصر، مؤكدة أنهم القوات المسلحة كانت تقوم بأعمال التجديدات للضريح بشكل مستمر على نفقتها الخاصة.
رفع الحراسة ونحو هذا الصدد أكد المهندس عبد الحكيم عبد الناصر خبر رفع الحراسة عن ضريح والده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضاف عبد الحكيم أنه قبل 10 أيام أبلغتنا الرئاسة عدم مسئوليتها عن ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقامت بإخلاء القبر من المكتب الموجود به ، وأسندت المهمة إلي القوات المسلحة والضريح أصبح تحت إشراف وزارة الدفاع وهذا شرف لنا لان عبد الناصر ابن هذه المؤسسة.
تصفية حسابات وأوضح نجل الرئيس الراحل، في مداخله هاتفية لبرنامج " مانشيت " على قناة on tv في حلقه أمس الأحد ، أن مشكله الإخوان مع عهد جمال عبد الناصر هو أن عبد الناصر لغي وجودهم تماما كما أن مشروع عبد الناصر انهي علي مشروع الإخوان، لأنه دفع البلاد نحو التنمية والتعليم والقضاء علي الجهل والفقر في الوقت الذي يقوم الإخوان باستخدام الجهل والفقر لنشر مشروعهم.
وقال إن الإخوان يصفون حساباتهم مع "جثة" والده، مضيفا "سأحمي الضريح بنفسي ومعي مجموعة من الحزب الناصري المحترمين، وسأعين حراسة أمنية من خلال التعاقد مع شركة حراسة خاصة لتأمين الضريح على نفقتي الخاصة".
وتابع "يبدو أن صورة جمال عبد الناصر التي رفعت في الميادين من الشعب للتعبير عن غضبهم من الفشل الذريع الذي تعيشه البلاد أوجعت الإخوان، لذلك قرروا الانتقام منه بعد مماته".
وأضاف عبد الحكيم عبد الناصر أن الإخوان يتجاهلون جرائمهم ويهاجمون عهد عبد الناصر وبرر عبد الحكيم هذا الهجوم بعدما قام المتظاهرين برفع صور للرئيس الراحل وترديد شعاراته وأوضح أن عدد كبير من المتظاهرين رفع صورا لعبد الناصر في جميع مدن مصر حتى أن عددهم هذه المرة فاق المرة الاولي ايام ثوره 25 يناير.
حرق الضريح
بدوره كشف مصطفى الكيلاني المتحدث الإعلامي باسم الحزب الناصري أمس الأحد، أن مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين تخطط لحرق ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد منتصف الليل، بعدما سحبت مؤسسة الرئاسة قوات تأمين الضريح، وأسندت مهمة التأمين للقوات المسلحة.
وقال الكيلاني، في تصريحات لصحيفة "الوطن"، "وصلتنا معلومات أن شباب الإخوان سيتجمعون مساء اليوم في منطقة كوبري القبة بشكل سري، ثم سيتوجهون إلى مقر الضريح لهدمه وإحراقه".
وأوضح الكيلاني أن الحزب استدعى مجموعة من شبابه لتأمين الضريح بشكل دوري، والتصدي لأي محاولة للاعتداء عليه من قبل أعضاء الإخوان، خاصة أن كل أبواب الضريح مفتوحة ولا توجد حراسة عليه.
حقد تاريخي
من جانبه وصف النائب البرلماني السابق مصطفى بكري أن السبب وراء قرار مؤسسة الرئاسة برفع الحراسة عن ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالحقد التاريخي تجاه الزعيم الراحل ، مطالبًا القوات المسلحة بمهمة تأمين الضريح.
وقال بكري - عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" - أكبر دليل على أن مؤسسة الرئاسة تصفي حساباتها وحسابات الجماعة مع الأحياء والأموات هو القرار الذي اتخذ بموافقة الرئيس مرسي بسحب المكتب الذي يتولى الإشراف على ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لم يفعلها السادات أو مبارك ولكن فعلها مرسي وتصرف كإخواني يعتلي كرسي الرئاسة، فظن بقراره أنه أهان عبد الناصر والحقيقة أنه بهذا القرار كشف عن الحقد التاريخي تجاه رجل أعطى كل حياته لمصر وللأمة.
وتابع :عبد الناصر ابن مصر وابن القوات المسلحة أدعو الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن يصدر تعليماته للقوات المسلحة لتولي هذه المهمة، وأثق أن جيشنا العظيم لن يتردد في تلك المهمة.