يشارك الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في مؤتمر المانحين الذي تنظمه الأممالمتحدة لمعالجة قضية النازحين السوريين يوم الأربعاء المقبل، في 30 يناير بالكويت التي تستعد لاستضافة المؤتمر تلبية لدعوة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي الأخير في البحرين بهدف تنسيق الجهود العربية والدولية لمساعدة الشعب السوري النازح الى الدول المجاورة لبلاده. وكان لبنان قد طالب مجلس وزراء الخارجية العرب بمعونة مالية عاجلة بقيمة 180 مليون دولار تخصص لتلبية متطلبات النازحين الاجتماعية في ظل عجزه المالي المتراكم فيما قرر المجلس الوزراء العربي تشكيل بعثة تضع اقتراحاتها بهذا الشأن بعد أن تتفقد أماكن نزوح اللاجئين في لبنان والأردن.
ووصلت أمس، إلى بيروت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية فاليري آموس قادمة من اسطنبول للقاء عدد من المسئولين اللبنانيين وبحث موضوع النازحين من سوريا.
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي: "إن لبنان معني بملف النازحين السوريين ببعديه الإنساني والأخلاقي وسيواصل الاهتمام بهذا الملف رعائيا وإغاثيا واقتصاديا ضمن الإمكانات المتاحة بالتعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية.
وأضاف ميقاتي في حوار عن "التحولات في الشرق الأوسط" الذي تم عقده ضمن منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس أمس السبت قبيل عودته إلى بيروت أن حكومته ملتزمة دعم العائلات السورية النازحة حتى عودتها إلى بلادها ضمن الإمكانات المتاحة خصوصا تقديم الخدمات الاجتماعية لها وهي لم تميز بين معارض للنظام السوري وموال له وتعاملت مع الملف من منطلق إنساني بحت وبما تمليه الأصول والأعراف الإنسانية.
ولفت إلى أن امكانات بلاده بهذا الشأن وصلت إلى حدودها القصوى وبات من الضروري إن يحصل لبنان على مساعدات عاجلة حتى يتمكن من القيام بالأعباء المترتبة على استضافة النازحين السوريين الذين يتزايد عددهم باستمرار وهذا العدد مرشح للارتفاع مع تصاعد وتيرة العنف.
من جهته، قال وزير الشئون الاجتماعية اللبناني وائل أبو فاعور الذي سيرافق الرئيس سليمان إلى مؤتمر الكويت إن وفد لبنان سيرفع الخطة التي اقترحتها الحكومة في مؤتمر وزراء الخارجية العرب وسيطرحها في أعمال مؤتمر الكويت التي على أساسها سيتم المطالبة بدعم لبنان لمساعدة النازحين السوريين إلى أراضيه وخصوصا أن عددهم في اتجاه تصاعدي.
وأشار إلى أن عملية نزوح السوريين إلى لبنان مستمرة لكن في غضون ذلك فان لبنان ينتظر مؤتمر الكويت الذي تم قطع الوعود بأنه ستقدم خلاله مبالغ كبيرة لمساعدة جميع النازحين من سوريا إلى المنطقة ولبنان جزء منها.
وتأخذ التقديرات الدولية لحجم النازحين السوريين إلى لبنان طابعا خطرا سواء في المفهوم الإنساني أو في المفهومين الديموجرافي والأمني بالنسبة إلى البلد المضيف.
ووفق المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة سيكون عدد النازحين السوريين إلى لبنان في شهر يونيو المقبل بحدود 600 الف نازح.
وفي تقريرها الاخير قالت المفوضية ان النازحين باتوا اليوم 212 ألفا ومعنى ذلك أن نسبة التدفق الى لبنان في حدود 40 الفا في الشهر وانهم سيزدادون بحجم 400 ألف إضافية إذا استمرت الأزمة في سوريا الى نهاية العام الجاري بحيث يبلغون قرابة المليون نسمة.
ويضاف إلى هؤلاء عدد غير محدد من النازحين الفلسطينيين الوافدين من سوريا علما أن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان داخل المخيمات وخارجها يقاربون أكثر من 300 ألف لاجئ.
وإذا ما تمت إضافة العمال السوريين الموجودين في لبنان وعائلاتهم الهاربة إلى لبنان حتى نهاية الأزمة في سوريا فيقارب المليون ونصف المليون نسمة من اللاجئين السوريين والفلسطينيين سيكونون مقيمين في لبنان حتى نهاية العام الجاري في بلد عدد سكانه نحو 4 ملايين نسمة فيصبح هذا الرقم ذا مغزى.
وحاول الرئيس اللبناني ميشال سليمان في لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة لموسكو التسويق لفكرة عقد مؤتمر دولي حول النازحين السوريين وسيقوم سليمان باتصالات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في هذا الشأن حيث يشرح الوضع اللبناني الصعب في مواجهة هذا الملف الشائك.
وسيطلب لبنان في مؤتمر الكويت مساعدة مادية للنازحين السوريين بقيمة 180 مليون دولار وهو المبلغ الذي كان قد طلبه من الجامعة العربية لدى انعقادها في القاهرة إضافة إلى مبلغ 190 مليون دولار للمنظمات الدولية العاملة فيه أي ما مجموعه 370 مليون دولار.
ويكفي هذا المبلغ لسد نفقات مائتي ألف نازح سوري لسنة واحدة رغم أن العدد بات أكثر من هذه التقديرات كما يناشد الدول العربية إمكان استضافة أعداد من النازحين.
ولم يتوافر حتى الآن سوى مبلغ 60 مليون دولار تبرعت به بعض الدول الأوروبية فيما يتردد أن حجم المبالغ التي سترصد لمساعدة النازحين السوريين في مؤتمر الكويت هو ملياران و700 مليون دولار وهي ستصرف على النازحين إلى مدة زمنية لا تتجاوز الستة أشهر.
وفيما ستصل إلى بيروت البعثة العربية المكلفة الاطلاع على شؤون النازحين بناء على قرار الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة منتصف يناير الجاري فإن المسئولين اللبنانيين المعنيين بملف اللاجئين لا يبدون تفاؤلا بالنتائج وهناك مخاوف من أن يدفع لبنان ثمن العجز العربي عن حل أزمة سوريا سياسيا وأزمة النازحين التي تهدد كيانه المترنح.