ضمن أنشطة وفعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب ومن خلال مخيم إبداع الذي يحتفي بالشعر والشعراء.. أقيمت ندوة موسعة لمناقشة ديوان "اكتشافات الفراشة" للشاعر أشرف عامر شارك فيها عدد كبير من الأدباء والنقاد إلى جانب جمهور المعرض. في بداية الندوة أشار الناقد جودة رفاعي الذي أدار الندوة إلى أهمية الشعر ودوره في إثراء الحراك الثقافي ومكانته الكبري ضمن بنية الثقافة العربية مؤكداً أن ديون "اكتشافات الفراشة" للشاعر أشرف عامر يعد من أهم المجموعات الشعرية الصاردة هذا العام حيث يكشف عن موهبة كبيرة وتمكن عالٍ من ناحية اللغة ومقدرة فذة علي الإمساك باللحظة الشعرية اعتماداً علي رؤية متكاملة تضفر الشخصي بالعام والواقعي بالمتخيل بطريقة تؤكد وبوضوح أن للشاعر أشرف عامر مشروعاً شعرياً يخصه وحده حيث تحفر مفردات الديوان عميقاً في سراديب الروح.
وأضاف الناقد جودة رفاعي أن للشاعر أشرف عامر عديد من المجموعات الشعرية منها "شبابيك"، و"فاعلات ليلية"، و"هو تقريباً متأكد"، و"كأنه يعيش"، كما أنه كتب للأطفال عديد من الأعمال الشعرية منها "نجارنا الفنان"، و"اللون والخيال".
وفي مداخلة للناقدة د. ثناء أنس الوجود أكدت من خلالها على أهمية الديوان لاسيما وأنه يحتاج إلى قراءة خاصة كما أنه يعد من الدواوين الشعرية القليلة التي تعتبر مغامرة إبداعية حيث تنفتح نصوصه علي عدد لا نهائى من التأملات والتفسيرات.. كما أن قصائده متماسكة بالرغم من أنها نصوص تجنح ناحية النثر، وأضافت الناقدة د. ثناء أنس الوجود أن قصائد الديوان غنية بالترميز بداية من العنوان حتي آخر كلمة فالفراشة ذلك الكائن الذي لم تتوافق معظم المعاجم حول توصيفه كائن يعتبر رمزاً للطين وللخصوبة وللهو والإغراءات أيضاً وكذلك رمزاً لحب الوهج والاحتراق!.
كما ذكرت د. ثناء أنس الوجود أن هذا العمل الشعري يهتم بقضايا كبري تتعلق بالشعر وبالمجتمع والناس هذا علي رغم من إفراطه في السيريالية والغموض علي مدار قصائد الديوان تلك القصائد التي جاءت مكثفة ومقتضبة وحُبلي بالمضامين والحكم والمعاني متشابهة تماماً ككتابة «الإبيجراما» حيث تمتلىء بالمعاني والدلالات وتحتشد بالحكمة رغم كلماتها المقتضية، فالديوان في مجمله يعد مغامرة إبداعية يلزمها رؤى نقدية مغايرة لما هو مألوف في مضمر النقد الادبي كما اثارت د. ثناء أنس الوجود إلى ضيق مساحات الفرح والبهجة بالديوان وهذا يقاس إرتباط الشاعر بواقعه المعين.
وأضاف الناقد محمد قطب أن هذا الديوان يهدف إلى استكناه الذات الانسانية ما بين طرف الإغتراب والوجود فالشاعر يبحث عبر قصائده عن السكينة ويعرج بها فى محراب الروح كاشفا وبجلاء معانى ومضامين وقيم بل واسرار داخل ترافيف الروح مما جعلنا نشعر بأننا أمام ذات إنسانية تسعى للطمأنينة بعد قراءة قصائد الديوان التى جاءت كومضات كاشفة ومعبرة دون إسهاب أو تطويل حيث قام الشاعر بتوظيف مفرداته ببراعة وجعل لكل مفردة دلالاتها المحدودة ووظيفتها الخاصة.
أما الناقد الكبير د. عبد المنعم تليمة فقدم من خلال ورقته النقدية حول الدوان إضاءات كبيرة حول قصائده بدءاً من العنوان "إكتشافات الفراشة" حتى القصيدة الأخيرة مؤكدا أن الفن مفهوم إستراتيجى وأشارف إلى الطابع الرومانسي الذى يسم معظم قصائد الديوان وبروز الفردية عبد معظم نصوصه التى جاءت كلوحة فنية من خلال لغته العذبة وتراكيبه البسيطة إعتمادا علي معجم لغوى غير مألوف ومغاير حيث تفهم المعاني من خلال سياقها الخاص وعلاقتها بمكونات الجملة لا من خلال سياقها التاريخي أو مدلولها اللفظى.
وأضاف: أبدى الشاعر مقدرة كبيرة مهارة عالية في الانتقال من معني الي آخر ومن صيغة إلى أخري بطرية تعكس موهبة الشاعر الكبيرة وسلامة خطرته الإبداعية مقدما بذلك حلولا لمشكلات لغوية مازلنا نعاني منها خاصة ما يتعلق بصيغة المثني المؤنث والمذكر وصيغة الجمع المؤنث، وفى نهاية الندوة قدم الشاعر أشرف عامر مجموعة من قصائد الديوان لاقت تجاوبا لافتا من جموع الحاضرين.