رغم أن النظام السابق أحدث شرخا عميقا عن عمد بين طرفي الأمة؛ مسلمون وأقباط، إلا أن "المنياوية" نجحوا منذ أول شرارة للثورة فى رأب صدعه..شكلوا لجان شعبية لحماية لنفسهم. لم يضع احدا فى اعتبارته،فوارق الملل والطبقات .. كان الجميع بيتا واحدا .. ليشكلوا فى النهاية لوحة فنية وعبقرية، لا تخطر بإلهام أكثر الفنانين إبداعآ. القصص والحكايات، طوال أيام الثورة بمحافظة المنيا،ورغم أنها كانت بعيدا عن عدسات ميدان التحرير،إلا إنها لم تقل ابهارآ وتفوقآ، فى التعبير عن أرض جديدة وناس جدد، ونسيما ربيعيا فى عز الشتاء، والمعروف بقسوة برودته بالصعيد المصرى .. يذوب وينصهر بسهراية واكواب الشاى والدفاية ! .
كانت مدينة المنياالجديدة اروع مثالا ونموذج.فقبل يوم جمعة الغضب، إجتمع الشيخ خالد محمد إمام مسجد "على بن أبى طالب " ، والقس يوساب بكنيسة الأقباط الأرثوذكس بالمنيا ، وقرروا تكوين لجنة شعبية للمدينة ..
يتذكر القس يوساب تلك الايام، ويقول" اللجنة تم تكوينها منذ أحداث ثورة 25 يناير من أبناء المدينة مسلمين ومسيحيين لحماية الممتلكات العامة والخاصة، وكنا نعقد اجتماعاتنا باستمرار بمسجد على بن أبى طالب للتنسيق وحماية الممتلكات بالمدينة "
أما الشيخ خالد ، فقال "كانت اللجنة ؛ مسلمون ومسيحيون، تقف صفاً واحداً لمواجهة المشكلات التي تواجه المواطنين بمدينة المنياالجديدة دون الالتفات إلى ديانة شخص، لأن الدين لله والوطن للجميع، حيث الكل يتعاون على التغلب على صعاب الحياة العيش بأمان "
لم ينتهى مشوار الشيخ خالد والاب يوساب ، عند حدود لحظة طارئة ، بل امتدت أيديهم الى بناء وطن – حتى وإن كان مصغرا- بالمنياالجديدة!.
توجهوا بعد نجاح الثورة الى ديوان عام المحافظة، والتقوا محافظ المينيا وقتها، سمير سلام، مطالبين بإستقلال مدينة المنياالجديدة والتي تتبع حتى الآن مركز المنيا وإنشاء مستشفى عام وإدارة تعليمية وتخصيص لجان للثانوية العامة وحل مشكلة المواصلات، وتوصيل الغاز الطبيعي، وزيادة حصة الدقيق.
ورغم عدم تحقيق أحلامهما جميعها حتى اليوم، ورغم ضبابية الظروف وغموض المستقبل، الا انهما – على الاقل- مازالا يمتلكان الامل ويصدرونه فى بسمة لمن حولهم.