عامان كاملان مرا على قيام ثورة 25 يناير، وكلما اقتربت ذكرى الثورة ،كلما اعتصرت القلوب حزنا على فقدان فلذات الأكباد الذين قدموا شبابهم فداءً لمصر الغالية ، حيث تركت الثورة أبناء ً يتامى وزوجات أرامل وآباء وأمهات ثكالى،ولم يتحقق وعد واحد أو هدف من أهداف الثورة حتى الآن . عامان مرا ولم تحكم محكمة واحدة حكما بإدانة قتلة الثوار، ولم يحاكم الرئيس المخلوع حتى الآن ، مما يسبب الإحباط لأسر الشهداء والمصابين خاصة بعد أحكام البراءة التي تصدر تباعا ، وينعم المجرمين خارج السجون بسبب مهزلة القضاء والنائب العام الذي لم يقدم دليلا واحدا بإدانة المجرمين المتورطين والتي لُطخت أيديهم بدماء الشهداء الزكية .
ورغم مطالبة اهالى اسر الشهداء والمصابين ومعظم الشعب المصري بتقديم عبد المجيد محمود النائب العام السابق للمحاكمة لتواطئه ، مطالبين بإعدامه هو ومبارك والعادلي وباقي «العصابة» في ميدان التحرير ليكون الجزاء من جنس العمل ، أو على الأقل كان الأجدر بالرئيس الدكتور محمد مرسى سرعة تشكيل محكمه ثوريه لمعاقبة هؤلاء أمام الجميع .
وضاع دم الشهداء وسط ساحات المحاكم المصرية حتى المصابين لم تلتفت لهم الدولة أو تقدم لهم شيء من باب التكريم بعد أن تحولوا إلى معاقين وعاله على أسرهم لفقدانهم عملهم بسبب إعاقتهم .
ولم تكلف الدولة المدنية الحديثة برئاسة الدكتور محمد مرسى جهازها الإداري بتعيين المصابين وأبناء الشهداء في وظائف حكومية كما لم يلتزم الرئيس الدكتور محمد مرسى بالعهد والوعد الذي قطعه على نفسه بان دماء الشهداء «دين في رقبته ».
وقد رصدت شبكة الإعلام العربية « محيط » في هذا التحقيق الصحفي ردود أفعال اهالى الشهداء والمصابين بعد العام الثاني للثورة المصرية وما حصدوه أو جنوه لذويهم من الشهداء والمصابين بعد الانتخابات الرئاسية وإقرار الدستور .
« شهاب الدين دكرورى»
الشهيد شهاب الدين احمد إبراهيم دكرورى هو أحدث شهداء الفيوم وأشهرهم أيضا ، فقد استشهد في 19 من نوفمبر عام 2011عند مشاركة في فض اعتصام التحرير بطريقة فجة وعنيفة فقد اقتحمت قوات الجيش الميدان بغرض القتل وليس من اجل فض الاعتصام ،وحاصروا المعتصمين سلميا والعزل في قلب الميدان وليس في شارع محمد محمود كما زعموا ، وكانت إصابته هي كسور بعظام الجمجمة أدت لنزيف بالمخ وتوقف الأجهزة الحيوية .
يروي الدكتور أحمد إبراهيم دكرورى مدير مستشفى الحميات الأسبق والد الشهيد شهاب الدين تفاصيل ما حدث حيث يقول أن « شهاب»هو الثاني بين أربعة إخوة ، ونال استشهاده شهرة كبيرة لطبيعة الموقف وتسليط وسائل الإعلام الضوء الكبير على الحدث ، وقد جاء المهندس احمد على المحافظ لتقديم واجب العزاء حينذاك ولم نرد إحراج المحافظ خاصة وهو محسوب على النظام القديم والمجلس العسكري في ذلك الوقت.
ويضيف أكثر ما يؤلمني هو تجاهل المسئولين بقوة وخاصة السكرتير العام المساعد للمحافظة السيدة هناء محمود عبد العزيز ،خاصة وان ابني لم يكن ينقصه شيء فانا طبيب وعندي عيادة وهو صاحب مكتبة لأعمال الكومبيوتر ، ولكنه رجل مهتم بأحوال البلد والحريات والكرامة والإنسانية وماديا هو لم يكن يحتاج من الدولة أى شيء لكنه غضب لفض اعتصام أهالي الشهداء بالتحرير بالقوة فذهب للمشاركة وكان هذا قدره أن ينول شرف الشهادة .
«عبد الرحمن الزرباوي»
الشهيد هو عبد الرحمن نبيل احمد عبد الفتاح الزرباوى من مواليد مركز «إطسا » بالفيوم وقد استشهد أمام قسم الأربعين بمحافظة السويس بطلق ناري في رأسه أثناء تواجده مع والده ، برصاصة قناص ظالم غاشم من أفراد الشرطة وقد ظل بمستشفى السويس للتامين الصحي منذ جمعة الغضب ثم نقل إلى مستشفى القوات المسلحة حتى تم استشهاده في آخر مارس 2011 وتم تحرير قضية تحمل رقم 770 جنايات السويس.
يقول والد الشهيد معاناتنا الكبرى هي مع المسئولين بالدولة في بطء الإجراءات ، وأكثر ما يؤلمنا هو القضاء فقد استعوضنا أولادنا عند الله وتمنينا أن يعيد لنا القضاء حقوق أبنائنا بالقصاص من القتلة لكن القضاء خذلنا ، حين قام بتبرئة قتلة شهداء التحرير والسيدة زينب والسويس ، لأن هذه البراءات ستفتح الطريق أمام الحرب الأهلية لان الأسر ستقتص بنفسها من قاتلي أولادها طالما أن القضاء لا ينصفنا ، والدولة عجزت عن تقديم القتلى الحقيقيين للمحاكمات ، فأرجوكم ساعدونا على المحافظة على نقاء تضحية أولادنا .
مشيرا إلى أن ابنه كان بالصف الثاني الاعدادى بمدرسة إطسا الإعدادية سابقا - والتي أطلق عليها اسمه الآن - و كان على خلق ، خفيف الدم محبوبا من الجيران يهوى الكمبيوتر والاطلاع .
«الشهيد ياسر كمال تمام »
يقول «كمال تمام» ، والد الشهيد ، من حي مصطفى حسن : أصيب برصاصة غدر في عنقه بميدان السواقي بالفيوم يوم 28 يناير في جمعة الغضب وتم تحرير محضر بالنيابة وللأسف لا أعرف مصيره حتى الآن .
ويواصل والد الشهيد الحديث بصعوبة بالغه ، كان ابني طيب القلب وكان يتطلع إلى حياة أفضل وكان يعول أسرة مكونه من زوجة وطفلتين "جنى "4 سنوات "وملك "سنة واحدة .
ويكمل قائلا : حسرة زوجته ومرارتها عليه تفوقني انأ أبوه وكذا أمه بأضعاف كثيرة وهو ثاني إخوته الأربعة وكل معاش أو مكافآت لابني الشهيد لم تمتد إليها يد أبدا ً بل هي مدخرة لطفلتيه اليتيمتين .
وقد تم إطلاق اسم الشهيد ياسر كمال تمام بحي مصطفى حسن على شارع اللواء احمد حنظل، وللأسف التربية والتعليم ماطلوني كثيرا في سبيل تسوية مستحقات ابني وفى المحافظة قابلتني السكرتير العام المساعد هناء محمود أسوا استقبال لكنني أوجه الشكر للمحافظ فقد وقف بجواري ، وكذلك الفنان شمس الدين حسنى الذي أقام تمثالا رائعا لشهداء الثورة ومدير إسكان الفيوم ومدير الأبنية التعليمية فقد ساهموا في إطلاق أسماء الشهداء على المدارس والشوارع بالمحافظة .
«الشهيد محمد سيد قرني»
وهناك أيضا شهداء كثيرون من الفيوم إما لم يتم تسجيلهم حتى الآن رغم مرور عامين كاملين منهم الشهيد محمد سيد قرني من حي دار الرماد والذي لقي الشهادة عند مشاركته في اللجان الشعبية بطلق ناري أو ربما يكون قد تم تسجيلهم في محافظات أخرى وخاصة القاهرة.
«أهالي المصابين »
أما اهالى المصابين فقد أكدوا أنهم التقوا المحافظ المهندس احمد على عدة مرات من اجل توفير فرص عمل لأبنائهم المصابين ، الذين تحولوا إلى معاقين وفقدوا أعمالهم ولكن دون .