جاء حكم المحكمة العامة بجدة بسجن المحامي المصري أحمد الجيزاوي خمس سنوات و300 جلدة ، ليصعد القضية مرة أخرى على المستويين الإعلامي والشعبي. فبعد النطق بالحكم مباشرة خرجت وقفات تضامنية هنا وهناك، ومظاهرات يقف فيها ناشطون وناشطات حاملين لافتات تحمل صورته .
روايات متضاربة
وبدأت قضية أحمد محمد ثروت محمد السيد وشهرته "أحمد الجيزاوي" عندما سافر هو وزوجته إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة العمرة وذلك في 23 أبريل من العام الماضي. ولكن السلطات السعودية ألقت القبض عليه في اليوم ذاته بتهمة حيازة كميات من مادة "الزنيكس" المحظورة تداولها في الأراضي المقدسة، وتم توجيه اتهام رسمي للجيزاوي بهذا الشأن في يوم 25 إبريل، قبل أن يتهمه المدعي العام السعودي فيما بعد باستغلال الدين لتهريب العقاقير مطالبا بإعدامه.
أما في مصر فكانت الرواية مختلفة عن نظيرتها السعودية، حيث أكدت وسائل الإعلام المصرية نقلا عن قيادات بنقابة المحامين وجمعيات حقوق الإنسان أن الجيزاوي هو ناشط حقوقي سبق أن تقدم بشكوى ضد المملكة العربية السعودية، بسبب ما وصفه بإساءتها معاملة السجناء المصريين، وأن السلطات السعودية كانت تعلم بقدومه مسبقا ولفّقت له القضية.
وأدانت أغلب الأحزاب والقوى والتيارات السياسية والقيادات البارزة ونقيب المحامين القبض على الجيزاوي وذلك قبل أن ينتقل لهيب تلك المشادات إلى الشارع، حيث دعا عدد من النشطاء إلى التظاهر والاعتصام أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة وقد تسبب ذلك في وقوع اشتباكات بين قوات الأمن وأكثر من ألف متظاهر حاولوا اقتحام السفارة ونجحوا في ذلك ولو بشكل جزئي.
يا ريته "إخوان"
وعلقت شيرين الجيزاوي شقيقة أحمد الجيزاوي، على الحكم الصادر على أخيها قائلة: "حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا مرسي".
وقالت "شيرين الجيزاوي"، شقيقة المعتقل، عبر حسابها الشخصي على موقع "فيس بوك": "يا ريت الجيزاوي كان إخوان ولا من عشيرتك يمكن مكنش اتظلم كدة .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا مرسي، أنت وعدت واخلفت حسبي الله ونعم الوكيل ارحل".
وأضافت: "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم.. وحسبنا الله في كل مسئول مصري شاف الظلم الواقع على الجيزاوي وسكت.. فاكرين أن الحكم - هيهدنا ولا هيسكتنا – أبدا.. مكملين لحد ما نجيب الجيزاوي لمصر ونحصل على حريته".
ودعت شيرين الجيزاوي إلى تصعيد الموقف بعد الحكم الصادر على أخيها، حيث أعلنت عن تنظيم وقفة أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة، مُطالبة جموع الشعب المصري بالمُشاركة فيها. واختتمت بقولها: "الحمد لله على كل ابتلاء.. ربنا كبير، مش هنسكت والحكم مش هيتنفذ في الجيزاوي".
وأعلنت عائلة الجيزاوي، اعتصامها أمام سفارة المملكة في القاهرة، احتجاجا على الحكم الصادر بسجنه، حتى يتحرك وفد من الرئاسة إلى هناك للمطالبة بالعفو عنه.
وقد وقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة المكلفة بتأمين السفارة، بعد أن وضعت الشرطة الحواجز الحديدية المرورية أمام السفارة، وألقت القبض على 3 من المتظاهرين. وقام رجال الأمن بالاتصال بمديرية أمن الجيزة لتزويدهم بجنود أمن مركزي لحماية السفارة وتجنبًا لاقتحامها من قبل المتظاهرين.
وكان العشرات قد نظموا وقفة احتجاجية عصر أمس أمام السفارة السعودية تنديدًا بالحكم الذي صدر ضد المحامي والناشط السياسي "أحمد الجيزاوي" بالسجن 5 سنوات و300 جلده.
وردد المتظاهرون هتافات "يا جيزاوي يا أخانا كيف العتمة في الزنزانة"، "آه لو كان ابن الاستبن كان زمانه بره السجن"، "لسه الثورة مستمرة بكره المرشد يطلع بره"، "رايح عمره يجلدوه هو فاكرها كعبه أبوه" "، كما حملوا لافتات مكتوب عليه "الحرية للجيزاوي".
وذكرت شيرين الجيزاوي :"إن السفارة التي نقف أمامها هي سفارة الدولة، التي لم تكف يوما عن اهانة المصريين، وعندما تذكر الجيزاوي حقوق المصريين هناك، وحاول استردادها، لفقوا له قضية ظالمة للتخلص منه" - حسب قولها.
وأضافت شيرين أن الجيزاوي أدين ب5 سنوات سجنا و300 جلدة، على الرغم من أنه لم تثبت ضده أدلة إدانة واضحة .
وأكدت أنهم لن يتحركوا من أمام السفارة لحين الإتيان بحق أخيها، وحتى يأتي وفد من الرئاسة للتضامن معهم.
وطالبت شاهندة فتحي زوجة أحمد الجيزاوي، بالتحقيق مع أفراد الأمن، الذين اعتدوا عليهم خلال الوقفة.
حكم "مسيس"
هذا وقد أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بشدة الحكم الصادر الجيزاوي، والذي قضى بسجنه لمدة خمس سنوات و300 جلدة ، وقالت الشبكة العربية في بين لها الثلاثاء : "إن الحكم الصادر بحق الجيزاوي يعتبر انتهاكًا خطيرًا لحرية الرأي والتعبير كونه حكم واضح التسييس أعقب محاكمة لم تتوافر فيها للمتهم أي من ضمانات العدالة ".
وطالبت الشبكة العربية بالإفراج الفوري عن الجيزاوي، وإسقاط كافة الاتهامات الموجهة إليه وضمان سلامته، وعدم ملاحقته قانونيًا، كما طالبت السلطات المصرية بضرورة السعي بجدية لرفع الظلم الواقع على الجيزاوي، وبذل جهد حقيقي لدفع السلطات السعودية إلى مراجعة الحكم الصادر ضده.
من جانبها، أعربت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ بشان الحكم الصادر بحق الجيزاوي، مطالبة رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية سرعة التدخل للإفراج عنة خشية تعرض حياته للخطر.
ودعا حافظ أبو سعده رئيس المنظمة إلى تدخل المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان لدي السلطات وحثها على الإفراج عن الجيزاوي ، كما أكد علي انه سوف يقوم بالاتصال بوزارة الخارجية مطالبا التدخل لسرعة الإفراج عنه.
غضب على تويتر
كما أدى الحكم على الجيزواي ، إلى إحداث حالة من الغضب بين نشطاء "تويتر" ، حيث قالت حبيبة "وتبدأ يومك بخبر حادثة قطر يموت فيها الغلابة في البلد وجلد الجيزاوي 300 جلدة وحبسه 5 سنين في السعودية"، وقال مادي "لو ليكم كرامة جوه كان يبقى ليكم كرامة بره! لو كان الناس مبتموتش في قطر_البدراشين كان الجيزاوي رجع ومتبهدلش في السعودية".
وقالت مها : دي مش دابة عثرت في العراق يا مرسي ده بني ادم اتحكم عليه ظلم وعمره هيضيع :( الجيزاوي"، وقال مصطفى أشرف "الحكم على الجيزاوي بالسجن خمس سنوات والجلد 300 جلدة , يعني ولا العيشة نفعة جوه مصر ولا حتى براها".
وقال أحمد طلاب "ماتوا ف عهدك، أمن مركزي ماتوا ف حادثة، الجيزاوي اتحبس ونجلا بتتجلد، متظاهرين ماتوا عند قصرك وبرضه مش ذنبك؟ مين المسؤول؟".
وقالت RE ELGAZAR ليه التايم لين مندهش كده من الحكم علي الجيزاوي؟ كنتوا فاكرين هياخد براءة مثلا ؟ طب علي اي أساسا ؟ وانتوا اتخن واحد فيكم كبيرة كان تويت وشات.
وقال عبد الخالق "انام علي خبر زفت بتاع قطار_البدرشين و اصحي علي خبر حبس و جلد الجيزاوي ... يا مررانا"
قال أبو حليم "اجلدوا ظهر الجيزاوي يا آل سعود…وأنت يا جيزاوي إياك تصرخ!! شعبك وراك بيسمع العريفي ويمصمص شفايفه !!، " الحكم على الجيزاوي بالسجن 5 سنوات و300 جلدة !! يا ترى الرئيس هايبعت وزير الخارجية والمخابرات الى السعودية زى الإمارات " .
وقال مازن طارق "مفيش حاجة اسمها حكم مخفف .. الحكم ده اعتراف غير مباشر منهم ببراءة الجيزاوي"، وقال مارفا "معلش هوه عقوبه جلب أقراص مخدره للسعودية 5 سنين و300 جلده؟افهم؟؟الجيزاوي برئ..يبقي ياخد إفراج ويرجع ..مدان..اتوسطوله ليه عشان تخففوا العقوبة؟".
وقال سامر "ترقبوا نباح بعض من يسمون أنفسهم حقوقيين للدفاع عن المدعو "الجيزاوي" بعد صدور الحكم للتشكيك في القضاء"، وقالت سامرو "المفروض قصاص لأنه مفسد في الأرض ".
تصدع العلاقات
وهنا نتساءل هل يمكن أن تتسبب تلك القضية في تصدع العلاقات المصرية السعودية وهبوطها إلى أدنى مستوى لها؟، حيث شهدت السفارة السعودية في القاهرة على مدار فترة احتجازه مظاهرات واحتجاجات وشكاوى لم تراها السفارة في سابق عهدها، استدعت فيها الدولتين سفرائها أكثر من مرة من أجل التشاور في القضية .
وتم إغلاق السفارة السعودية في الثامن والعشرين من أبريل إثر الاشتباكات من المتظاهرين المنددين باحتجاز ''الجيزاوي'' وقوات الأمن المصرية، الأمر الذي أدى إلى خسائر فادحة على المستوى الاقتصادي بين البلدين، والتي كادت أن تضع العلاقات بين البلدين في مهب الريح.
وعقب هذا التصعيد قررت السلطات السعودية استدعاء سفيرها أحمد القطان من أجل التشاور مع إغلاق سفاراتها وقنصلياتها في مصر، فيما استدعى وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل سفير مصر بالمملكة للتحقيق بشأن تصريحات له تخص الجيزاوي لأحد وسائل الإعلام السعودية.
وفيما اعتبره البعض تحركا بعكس اتجاه الشارع ذهب وفد مصري رفيع من رئيس مجلسي الشعب والشورى وممثلي الكنيسة وأساتذة الجامعات وعدد من الكتاب والصحفيين لمحاولة رأب الصدع الذي حدث بين البلدين، وانتهى الأمر بإعادة السفير السعودي واستئناف العمل بالسفارة.