أكد الدكتور محمد شومان عميد المعهد الدولي للإعلام تعليقا على حادث قطار البدرشين أن حوادث القطارات المتكررة تؤكد أنه لا توجد نية أو إرادة لتطوير منظومة السكك الحديدية في مصر، وهو ما ظهر جليا خلال الأزمة الحالية من ارتباك الحكومة ، وعدم تعاملها مع الأزمة بروح الفريق، لافتا إلى أن أسلوب الحكومة يشبه كثيرا أسلوب النظام السابق في التعامل مع الأزمات، مؤكدا أن هناك حاجة لإتباع مبدأ المحاسبة السياسية للمسئولين، واتخاذ قرارات سريعة، وعدم الاكتفاء بتحويل المتهمين للمحاكمات أو النيابة فقط بل وطرح فكرة لإصلاح منظومة السكك الحديد المختلة. ومن جانبه أوضح طارق فهمي عضو مجلس الرابطة العامة لمشرفي القطارات خلال مقابلة تليفزيونية مع برنامج «آخر النهار» الذي تبثه فضائية «النهار» أن السكة الحديد لم تشهد أي تطوير منذسنوات طويلة وما يحدث حاليا لا يعدو كونه تغيير ألوان طلاء القطارات من الأزرق إلى الأصفر، فضلا عن عدم وجود صيانة للقطارات أو للعربات بصفة مستمرة بعد أن انتهى العمر الافتراضي للقطارات والعربات، لافتا إلى أن العاملين بمرفق السكك الحديدية دائما ما يتقدمون بمقترحات لتطوير السكك الحديدية ولا حياة لمن تنادي، إضافة إلى الحاجة لإنشاء ورشة بكل محطة من محطات القطار لإجراء أعمال الصيانة اللازمة بعد كل رحلة.
فيما قال الدكتور هاني صبح أستاذ هندسة السكة الحديد بجامعة عين شمس أنه تحدث مع وزير النقل الدكتور حاتم عبد اللطيف بعد توليه المسئولية، قائلا له أنت لم تحصل على وزارة بل حصلت على وزر سوف تتحمل مسئوليته، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن كل مشاكل السكة الحديد لها حلول علمية سريعة بأقل الاحتياجات المادية، مطالبا بضرورة إتباع مبدأ الثواب والعقاب من جانب الإدارة لمحاسبة المقصرين، ومكافأة المجيدين والمجدين في أعمالهم، مشيرا إلى أن أزمة السكك الحديدية لا تحتاج إلى الكثير من الأموال بل تحتاج إلى إخلاص والإعتماد على الأفكار البناءة.
وأشار مصطفى عطوة عضو النقابة المستقلة للعاملين بالسكك الحديدية أن مشكلة السكة الحديد هي غياب الرقابة والطموح والإدارة الواعية التي تستطيع أن تقود هذا المرفق العام، وأن الأزمة في سكك حديد مصر ليست أزمة مالية، لكنها في الأساس أزمة في أسلوب الإدارة، مؤكدا أن السكك الحديدية تحتاج إلى وزير من بين أبنائها ليكون على علم تام بالمشاكل والمعوقات التي تقف في طريق تطوير الهيئة ، فضلا عن الحاجة إلى فصل الإدارة عن التشغيل.