في سنة 1952 قام الثوار بحركة من خلال الجيش لتغيير نظام الحكم من الملكية إلى الجمهورية وتحالف الإخوان مع الثورة للتغيير ولا شك أن الثوار تحركوا مسلحين ولولا أن الله سلم وأن الملك تنازل لكان حدث ما لا نحبه والمتأمل للإخوان وقتئذ يدرك أن الإخوان ساعدوا الثوار في تغيير النظام السياسي. وليراجع الناس ما كتبه كتاب الإخوان عن تلك المرحلة وكيف أنهم أمنوا للثوار الشارع المصري. ونجحت الثورة وتم حل كل الأحزاب ما عدا جماعة الإخوان ووقف الإخوان مع الثوار. ثم حدث الخلاف المشهور بين الإخوان والثوار واتهم الثوار الإخوان بمحاولة قتل جمال عبد الناصر ودفع الإخوان عن أنفسهم بأنه عمل فردي. وقد كان مرشد الإخوان وقتئذ المستشار الهضيبي بعد مقتل الشيخ حسن البنا الذي اتهم الإخوان القصر بتدبيره . ويقال أن أنصار النقراشي قد قتلوا الشيخ حسن ثأرا لمقتل كبيرهم النقراشي باشا. إلا أن المعتمد عند الإخوان هو أنه ُقتل من القصر والمسئول عن القتل الملك نفسه. ودخل الإخوان سجون عبد الناصر وظهر نجم المفكر سيد قطب وقد أتحفنا بكتاباته معالم في الطريق والظلال وهذا الدين وخصائص التصور الإسلامي والإسلام ومشكلات الحضارة . وقد وافق المرشد الثاني على كتابات المفكر سيد قطب وتداول الإخوان كتابات المفكر الإخواني سيد قطب . ثم حدثت أحداث 1965 وتم القبض على الإخوان من خرج منهم وتم إعدام المفكر سيد قطب. وهل كان هذا خروجا من الإخوان أم كان عملا فرديا وتردد اسم الفاضلة زينب الغزالي التي ُأضيرت بالعذاب من نظام عبد الناصر. ثم ظهرت قضية سنة 1974 وهي قضية صالح سرية باقتحام كلية الفنية العسكرية ومحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتردد اسم الفاضلة زينب الغزالي والمرشد الهضيبي والشيخ على عبده إسماعيل والأخ محمد إبراهيم سالم . ثم مات المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي وجاء المرشد الثالث الشيخ عمر التلمساني . ويكلمنا عنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في مذكراته ويعد الدكتور أبو الفتوح من أنجب تلامذته وهو الممثل لرؤيا الشيخ عمر والمعبر عن منهجه ولقد تصالح الشيخ عمر مع النظام وقال على السادات حين موته لقد قتل مظلوما كما قتل عثمان وكنت حينئذ في السجن سنة 1981(ولقد علمت ذلك من الجرائد). والمقارنة بين المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي الذي لم يقبل التفاوض مع جمال عبد الناصر أبدا وبين المرشد الثالث الشيخ عمر التلمساني الذي وفر للجماعة الاتساع والتواجد المكثف هو الفرق من وجهة نظري بين مدرستين مدرسة المستشار الهضيبي الذي خرج في وقته تنظيم 1965 وتنظيم الفنية العسكرية وُذكر اسمه في القضيتين هو والفاضلة زينب الغزالي يرحم الله جميع أموات المسلمين. فالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح صاحب مدرسة في الإخوان ولو فصلوه منها فهو متجذر في الإخوان تجذر المرشد الثالث الشيخ عمر التلمساني رحمه الله. ** قيادي في الفنية العسكرية