وصف المهندس محمد الصاوي الأديب الكبير بهاء طاهر بأنه " أديب عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معاني" مضيفاً في تصريحات خاصة ل"محيط" أن طاهر في الوقت نفسه أديب شديد المحلية ملم بالمشاعر الوطنية وبمعاناة أبناء بلده، ولديه قدرة على التعبير بلغة العصر كأنه من أبناء العشرين، ويكفي أن نعرف أن الأدب برأيه هو إعلاء لشأن قيم الحق والعدل والخير والجمال. جاء ذلك خلال الاحتفالية الخاصة التي أقامتها ساقية عبدالمنعم الصاوى مساء أمس الأحد للكاتب والأديب الكبير بهاء طاهر بمناسبة ذكرى ميلاده.
وفي تصريحات خاصة ل"محيط" قال صاحب الاحتفالية بهاء طاهر أن احتفاله بيوم مولده هذا العام جاء مختلفاً، نظراً لاحتفاله به في مكان عام وسط محبيه وهو الذي اعتاد على الاحتفال به مع أسرته، بل كان يتعمد عدم الإعلان عن هذا اليوم، ووجه الشكر للساقية لمشاركتهم له هذه المناسبة.
وأكد طاهر أنه استفاد كثيراً من المبدعين الشبان، فهو يتعلم منهم، لأنهم الأقرب لنبض الجيل، لافتاً إلى أن كتاباتهم عن ذكرياتهم في ميادين التحرير أو ميادين الثورة، جاءت كشهادات صادقة من واقع الميدان ومن واقع الحياة، وستكون زادا للكتاب للحديث عن ثورة مصر.
وفي كلمته أثناء الاحتفال بيوم ميلاده، أشار طاهر إلى أن الأدب برأيه هو مفهوم شامل، ونوع من البحث عن قيم الحق والخير والجمال، لافتاً إلى أنه تعلم هذه القيم على أيدي أساتذة أجلاء هم يحيى حقي، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس؛ مؤكداً أن كتابات الرواد كانت تتسم بالرقي فلم يكن في كتاباتهم كلمة نابية تصدم الذوق العام للقارئ، حتى إذا كانت الكلمة تبدو غير مألوفة، إلا أنها تشرح نفسها في سياقها؛ وتتسق مع فكرة أن الأدب يعلي من شأن القيم.
ووجه طاهر التحية لأبناء جيله أدباء الستينيات الراحلين الذين أسهموا بكتاباتهم في دعم الرسالة الوطنية لمصر، ومنهم خيري شلبي، وإبراهيم أصلان، ومحمد البساطي الذين كان لهم دوراً في إرساء معالم الأدب في جيلنا، داعياً إلى الاحتفاء بإنجازاتهم.
وعن اللغة في أعماله، يقول صاحب الاحتفالية أنه شديد التأثر بالمسرح الغربي لعشقه لأدب طه حسين الذي عرفه على المسرح؛ قائلاً أن من يعشق المسرح والحوار لابد ان تتأثر لغته بهذا القدر من التكثيف التي تتسم به لغة الحوار المسرحي، ففي المسرح تخاطب الجمهور بلغة قريبة منه.
وفي ختام كلمته امتدح طاهر المبدعين الشباب، قائلاً أن إرث يحيى حقي وغيره من الرواد، سيصل إلى أيد أمينة ستقدم لمصر الكثير.
قرأ له الشاعر أيمن مسعود مقتطفات من روايته "واحة الغروب"، مثنياً على الأديب الكبير الذي لم ينفصل في كتاباته عن الواقع الذي تعيشه مصر، فظل دائماً يشعر بالمصري الذي تقتله الحاجة وتعتصره المعاناة، واستعار مسعود وصف الإعلامي يسري فودة للأديب بهاء طاهر حين نعته بأنه "السياسي النبيل"، و"الخصم الشريف" الذي لا يستغل ذلة أو فلتة لخصومه، بل يبحث حتى يصل للحقيقة ثم يصدر أحكامه.
وعرج مسعود على إسهامات طاهر في النهوض بالإذاعة المصرية، حين عمل مذيعاً، فقد انفتح على أكثر من مجال.
الروائي الشاب محمد علاء امتدح في الأديب الكبير نبله الإنساني الذي يجعله يهتم بالأدباء الشباب، ويمد لهم يد العون، واتفق معه الشاعر الشاب أحمد عبدالجواد الذي امتدح أيضاً مساعدة الأديب الكبير للشباب، مثنياً على لغته الشعرية التي تحمل بداخلها الكثير رغم بساطتها، فهو يكتب مثلما يتحدث!.