أعلن رضوان نويصر، المدير الإقليمى لمكتب تنسيق المساعدات بالأممالمتحدة والمعنى بالأزمة السورية أنه لم تعد هناك أي مناطق آمنة فى سوريا بما فيها العاصمة (دمشق) يستطيع الفارون من تصاعد العنف هناك اللجوء إليها فى ظل ماتشهده يوميا من معارك واشتباكات وقصف فى جميع الأنحاء. وشدد نويصر على أن الشعب السورى فى الداخل قد وصل إلى حالة غاية فى القسوة من الشعور باليأس إضافة إلى تزايد الاحتياجات الإنسانية الأساسية التى من شأنها فقط استمرار الناس فى الحياة.
وأضاف: أن حوالى 4 ملايين شخص فى سوريا سيكونون بحاجة إلى المساعدات الإنسانية خلال الشهور القادمة ومنهم 2 مليون من النازحين السوريين فى الداخل.. مشيرا إلى أن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية وجه اليوم نداء إنسانيا إلى مجتمع المانحين لتوفير مبلغ يصل إلى 519 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين خلال الشهور الستة الأولى من العام القادم 2013.
وأكد نويصر أن العمل الإنسانى سيركز فى الفترة القادمة وبوجه خاص على نشاطات الحفاظ على الحياة بما تعنيه من المساعدات الغذائية وتوفير الاحتياجات الطبية والصحية.. مشيرا إلى أن الأممالمتحدة تبذل جهودها لأجل التعامل مع الوضع الإنسانى فى سوريا بشكل واقعى وفقا للقدرة على الوصول بتلك المساعدات على الأرض إلى المحتاجين.
من جانبه، قال المنسق الإقليمى لمفوضية اللاجئين للأزمة السورية بانوس مومتزيس إن المنظمة الدولية وجهت نداء إلى مجتمع المانحين اليوم لجمع مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين الفارين من العنف الى البلدان الأربعة المجاورة تركيا ولبنان والأردن والعراق وأضيف إليها للمرة الأولى اللاجئين السوريين فى مصر والذين تصل أعدادهم إلى الآلاف.
وأكد - خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد للمديرين الإقليميين والمنسقين لمنظمات الأممالمتحدة الإنسانية المعنية بالأزمة السورية عقب اجتماع جمعهم بالدول المانحة بقصر الأممالمتحدة فى جنيف - أن الوضع المتدهور فى سوريا بات ينعكس بقوة على اللاجئين السوريين فى الخارج.
وأشار مومتزيس إلى أن مفوضية اللاجئين تعد خطتها لمساعدة مايزيد على 1.1 مليون لاجئ سوري فى الخارج خلال الشهور الستة الأولى من العام القادم 2013، وذلك بالتعاون نع حوالى 55 منظمة غير حكومية تتشارك فى تقديم العون للمحتاجين السوريين .. لافتا إلى أن الفارين السوريين إلى حدود الدول المجاورة يروون حكايات مروعة عما واجهوه فى الداخل قبل قرار اللجوء.
وفى رده على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط فيما يخص خطة المنظمة الدولية لمساعدة اللاجئين السوريين فى مصر، قال مومتزيس إن المفوضية وبشكل مبدئي ستبدأ فى مساعدة حوالي 30 ألف لاجئ سوري في مصر وذلك ضمن برنامجها للشهور الستة الأولى من العام القادم بمبلغ 14.3 مليون دولار .. مؤكدا استمرار علية تسجيل الالاف من اللاجئين السوريين الموجودين فى مصر خلال الفترة القادمة وستعمل المفوضية على العمل لمساعدتهم وتحديث برامجها للمساعدة الإنسانية وفقا لإعداد من يتقدمون للتسجيل.
وأوضح ديفيد كاترود المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي المعنى بالأزمة السورية أن النداء الذى تم توجيهه اليوم لمجتمع المانحين شمل توفير مبلغ يصل إلى 134 مليون دولار لأجل المساعدات الغذائية داخل سوريا و144 مليون دولار للمساعدات الغذائية التى تقدم للاجئين السوريين فى الدول المجاورة.
وأشار إلى أن الطرق والتسهيلات للوصول إلى المحتاجين للمساعدات داخل سوريا تزداد صعوبة وخطرا يوما بعد يوم .. مشددا على أن أزمة الوقود فى سوريا أصبحت تنعكس بقوة على الأمن الغذائى داخل القطر بأكمله.
من ناحيتها، أعلنت ماريا كلافيس المديرة الإقليمية لليونيسيف أن حوالى 50% من السوريين المتأثرين بالأزمة السورية هم من الأطفال، وحذرت من الخطورة البالغة لعدم حصول أعداد كبيرة من الأطفال حديثى الولادة فى سوريا على التطعيمات الطبية اللازمة فى تلك السن لحماية حياتهم .
وعلى الرغم من أن مسئولة اليونيسيف حذرت من الخطورة الكبيرة لتوقف أعداد هائلة من التلاميذ السوريين عن العملية التعليمية بسبب تصاعد العنف فى الداخل السورى ومخاوف الآباء من إرسالهم إلى المدارس إلا أنها شددت أيضا على أن المنظمة تضع أولويتها فى الفترة القادمة للشهور الستة من العام القادم للتركيز على الاحتياجات الأساسية الصحية والغذائية للطفال السوريين وبخاصة مايتعلق باحتياجات فصل الشتاء.
وقالت كلافيس إن أطفال سوريا الآن يواجهون مثلثا مرعبا من العنف والدمار وأيضا الشتاء وبما سينعكس عليهم بشكل صعب للغاية فى الفترة القادمة.
وفيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين فى سوريا ، قالت ليزا جيلام مسئولة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن المنظمة الدولية وبعد أن فر عدد هائل من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فى العاصمة دمشق بسبب القصف الذى يتعرض له المخيم والمعارك الدائرة داخهل وحوله ، فإن المنظمة لا تعرف إلى أين توجه هؤلاء أو ذهبوا.
وأشارت إلى أن 3 آلاف لاجىء فقط ممن فروا من المخيم بسبب العنف وصلوا إلى الحدود اللبنانية ولم يجدوا صعوبات فى الدخول إلى لبنان من نقطة المصنع الحدودية مع سوريا.
وأكدت جيلام أن الأونروا تعمل بكل جهودها مع باقى المنظمات الأممية فى سوريا من أجل تقديم كافة المساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين أينما تواجدوا على الأرض السورية. مواد متعلقة: 1. الأممالمتحدة تطلب من دمشق السماح لمنظمات غير حكومية بالعمل في سوريا 2. الأممالمتحدة تضع دار الإفتاء في قائمة المؤسسات الأكثر تأثيرا في العالم 3. الأممالمتحدة تضم دار الإفتاء للمؤسسات الأكثر تأثيراً