قال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، فى تصريحات خاصة ل"محيط" أنه يأسف لما تمر به البلاد من أحوال أليمة، وأنه يتطلع لمعرفة ما ينتهي إليه الحوار الوطني اليوم مع الرئيس محمد مرسي، آملاً ان تصل الأمر لتهدئة وحل. وأكد أنه يأمل أن يؤسس المؤتمر لجسور من التواصل، موضحا أن الأدب والثقافة والفكر تساهم بشكل كبير في تنمية الوعي والمساعدة على الوصول للحرية.
جاءت تصريحات الوزير على هامش افتتاحه صباح اليوم السبت المؤتمر السادس لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، بمشاركة أكثر من ستين دولة آسيوية وإفريقية. بدأ الوزير المؤتمر بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر الذى أُريق دماؤهم مؤخرا فى أحداث، وصفها بالمؤسفة.
وأكد عرب خلال كلمته فى المؤتمر الذي استضافته دار الأوبرا المصرية أن أدبيات الكتابات السياسية ستظل تقف فى محل الدراسة والتأمل لهذه اللحظات التاريخية التى تعيشها معظم دور ثورات الربيع العربى، ودعا جميع الحضور إلى تأمل ودراسة اللحظة التاريخية التى جاءوا فيها إلى القاهرة، مؤكدا لهم أن مصر الآن تمر بلحظة فارقة فى تاريخها، حيث يتحرك شعبها شوقا نحو الحرية والديمقراطية.
ولفت الوزير إلى أن اختيار القاهرة لعقد هذا المؤتمر يمثل شرفا كبيرا لها كما يؤكد على أنها قادرة على التواجد رغم التحديات، داعيا أيضا جميع الكتاب والقائمين على المؤتمر أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة على مائدة الحوار بينهم، مشددا على ضرورة أن تكون القضية محل نقاش وجهد الأدباء الذين اعتادوا خدمة قضايا الشعوب، لأن تلك القضية - حسبما قال- مازالت تبحث عن حل فى ظل إصرار إسرائيل بدعم من الولاياتالمتحدة التعدى على حرية شعبها.
من جانبه ألقى رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي كلمة تعريفية عن اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، قائلاً أنه نشأ في طقشند وقطع رحلة طويلة ودورا رائدا في تحقيق الاتصال الثقافي بين أدباء ومفكري القارتين الي أن جاءت نهايات القرن الواحد والعشرين لتعصف به ثم تجددت الدعوة للمؤتمر بعد الصحوة التي انتفضت بها الشعوب العربية في ثورات الربيع العربي .
وأضاف سلماوي قائلاً: إذا كان هذا الاتحاد ضروريا في أواسط القرن الماضي، فهو أكثر إلحاحا الآن لأننا نعيش في فترة صعبة ما بين استقطاب حاد وغزو ثقافي وتراجع لثقافات محلية في كافة دول العالم ومن هنا يأتي دور الاتحاد الذي يضم الكثير من الأدباء والمفكرين الذين هم ضمير الأمم وعقلها المفكر، والذين يخاطبون وجدان الشعوب.
قال الدكتور حلمي الحديدي رئيس منظمة شعوب آسيا وإفريقيا المنظمة للمؤتمر إن مصر تعيش فترة فارقة في تاريخها سيتذكرها الأدباء والمفكرون الذين جاءوا من البلاد البعيدة لحضور هذا المؤتمر بعد طول غياب، وأشار الحديدي الي نشأة الاتحاد حيث قال إن الاتحاد منظمة أدبية وفكرية غير حكومية نشأت تحت مظلة منظمة تضامن شعوب آسيا وإفريقيا عام 1958 وخرج من رحم مؤتمر باندونج والآن يعود بعد أن عاني من الركود لأكثر من أربعين عاما .
وتابع قائلاً: في عام 2006 بدأت المنظمة في اتخاذ خطوات جادة لإحيائه في عهد رئيس المنظمة السابق د. أحمد حمروش الذي نهدي إليه هذا المؤتمر ولكنه توفي قبل إتمام هذه الخطوات.
وأشار الحديدي إلى تاريخ المؤتمر وأهدافه وهي المشاركة في العمل علي جمع الموروث وتحقيقه ونشر التراث الأدبي والفكري وتعميم الإفادة منه بين الجماهير، واستيحائه في الإبداع الجديد ، وابراز الايجابي منه ، واقامة جسور التواصل بين الأجيال وبينه ، واحترام الخصوصية اللغوية لكل شعب والدفاع عنها في مواجهه ما يتهددها من مخاطر، عقد المؤتمرات الأدبية واقامة المهرجانات الثقافية وتنظيم الندوات الفكرية في أرجاء القارتين ، وتوطيد الصلات وتعزيز روح الصداقة والتعاون بين الأدباء والكتاب في الدول الأعضاء وبينهم وبين أدباء العالم ، اقامة صلات التعاون بين الاتحاد والمنظمات القارية الأقليمية الأخري ، دعم النشاط الابداعي للأدباء والكتاب في الدول الأعضاء ، العمل علي رعايه الأديب والكاتب ، التأكيد علي ثقافة المقاومة في مواجهه مشاريع الاحتلال والتبعية والهيمنة والغزو الثقافي.
ووجه الشكر للجهات والشخصيات الداعمة للمؤتمر وهي سفارة جمهورية الصين الشعبية، جامعة الدول العربية، وزير الثقافة، اتحاد الكتاب، وبعض رجال الأعمال. وختم الحديدي حديثه بدقيقه حداد علي روح الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي رحل عن عالمنا صباح أمس عن عمر يناهز 63 عاما.
وفي سياق متصل تحدث الدكتور وليد عبدالناصر ممثل وزير الخارجية التي حالت ظروف عمله دون حضور المؤتمر، عن الدور الذي قام به اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا في دعم حركات التحرر في دول آسيا وإفريقيا في الخمسينيات والستينيات مؤكدا علي أهمية انعقاد المؤتمر الآن في ظل ما تشهده البلاد العربية من ثورات تطالب بإسقاط الأنظمة الديكتاتورية.
أوضح عبدالناصر أن التاريخ مازال يفخر بدور هؤلاء الكتاب العظام مثل أحمد سيكتورى، جوستيون هيتو فى إنشاء الاتحاد عام 58 الذى انتقل لمصر فى عهد عبد الناصر، مؤكدا أن الاتحاد ساهم فى دعم حركات التحرر فى دول آسيا وأفريقيا، عندما تولى الكاتب الكبير يوسف السباعى رئاسته فى تلك الفترة.
أشارت هيلدا رئيسة اتحاد كاتبات أوغندا ونائبا عن اتحاد كتاب أفريقيا الى أن رئيس اتحاد كتاب افريقيا يدعم هذا المؤتمر وكان من المفترض حضوره لولا ظروف حالت دون ذلك، وأعربت عن تطلعه بان يجئ قريبا اليوم الذي تجد اعمالها فيه مترجمه باللغة العربية وتباع في شوارع القاهرة، ويجد الكتاب المصريون أعمالهم مترجمة إلى اللغة الانجليزية واللغات المحلية وتباع في شوارع اوغندا .
أشار اوليج نائب رئيس اتحاد كتاب روسيا ونائبا عن اتحاد كتاب آسيا إلى اسهامات الكتاب والأدباء المصريين والعرب وذكر دور اتحاد كتاب السوفييت تاريخيا في إنشائه، وتطوير اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، مشيراً إلى أن هناك قضايا مشتركة واهتمامات ومشكلات يعاني منها كتاب أفريقيا وأسيا، وأن إحياء الاتحاد يوفر المحفل المناسب لمناقشة هذه القضايا المشتركة، وأشاد بدور اتحاد كتاب مصر والتضامن في احياء نشاط الاتحاد واستضافته بالقاهرة.
يذكر أن الأدباء والكتاب المشاركين فى فعاليات المؤتمر الدولى السادس لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا توجهوا لزيارة الأهرامات وأبو الهول وتناول وجبة الغذاء هناك، وذلك بحسب البرنامج الذى أعدته لهم وزارة الثقافة ووزارة السياحة ووزارة الخارجية ومنظمة شعوب آسيا وأفريقيا وهى الجهات القائمة على تنظيم المؤتمر بالقاهرة على مدار ثلاثة أيام فى الفترة من 8 وحتى 10 ديسمبر الجارى.
يناقش المؤتمر إحياء اتحاد كتاب افريقيا وآسيا واقتراح ضم أمريكا اللاتينية بالإضافة لمناقشة مشروع الدستور لاعتماده ، إلى جانب إقامة مائدة مستديرة عن الأدب والثقافة في عالم متغير ثم يختتم بإصدار البيان الختامى الذى يلقيه الأمين العام .
شارك بالمؤتمر رئيس اتحاد كتاب تونس، سفير الصين ، ومسئولين من الجزائر ، والسودان ، والبحرين ، والمغرب ، لبنان ، مصر، ليبيا ، اليمن ، العراق ، فلسطين ، الإمارات ، عمان ، الأردن ، بالإضافة لوفد من الإتحاد الروسي ، وسنغافورة ، اليابان ، نيبال ، فيتنام ، سيريلانكا ، وممثل لرئيس المنظمة العربية للثقافة والعلوم ، والسفير سعيد كمال مسئول الشئون العربية بسكرتارية التضامن ، د . سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة ، محمد فايق وزير الإعلام الأسبق ، والكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن وزوجته سميرة عبد العزيز ، والمخرج محمد فاضل وزوجته الفنانة فردوس عبد الحميد ، والسيناريست والكاتب محمد السيد عيد ، والمخرجة انعام محمد علي .