تل أبيب : رفض حزب كاديما رسميا الاثنين العرض الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رئيسة الحزب تسيبي ليفني بالانضمام إلى الائتلاف الحكومي. وذكرت قناة الجزيرة أن القرار السابق جاء في أعقاب اجتماع عقدته كتلة "كاديما" البرلمانية لمناقشة العرض . وفي السياق ذاته ، أعلن حزبا الليكود وكاديما الاثنين أن زعيميهما بنيامين نتنياهو وتسيبي ليفني لم يتمكنا من التفاهم خلال لقاء الأحد بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان نتنياهو قد اجتمع مع ليفني مساء الأحد لبحث امكانية انضمام حزبها كاديما إلى التحالف الحاكم واستمر اللقاء نحو ساعتين في مقر رئاسة الوزراء . وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو بعد الاجتماع أن رئيس الوزراء حصل لديه انطباع بأن ليفني تلتمس ذرائع لرفض عرضه الخاص بانضمام حزبها إلى حكومة وحدة وطنية. وأضاف نتنياهو أنه طرح خلال الاجتماع على كاديما عرضا صريحاً وجدياً يضمن مشاركة ليفني في عملية اتخاذ جميع القرارات السياسية وعضويتها في الطاقم المقلص برئاسته الذي سيدير المفاضات مع الفلسطينيين كما عرض نتنياهو على ليفني إسناد منصب وزير دولة إلى اثنين أو ثلاثة أعضاء كنيست من حزب كاديما. ومن جانبها ، قالت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني عقب الاجتماع إنه من المستحيل تشكيل حكومة وحدة وطنية في حال انعدام طريق سياسية مشتركة لحزبي الليكود وكاديما واتهمت ليفني رئيس الوزراء بأن موقفه تجاهها لم يكن صريحاً إذ أنه حاول أولاً دق أسفين بين أعضاء حزب كاديما وعندما لم يفلح في ذلك حاول ضم كاديما إلى الائتلاف الحكومي. يذكر أن كاديما هو أكبر الأحزاب الممثلة في الكنيست حيث يشغل 28 مقعدا من أصل 120 ، مقابل 27 لليكود الذي يقوده نتنياهو. ويأتي عرض نتنياهو في وقت يواجه فيه كاديما الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق ارييل شارون في نهاية 2005 مخاطر الانشقاق والتي يرجع جزء منها إلى الجهود التي بذلها نتنياهو لشق الحزب والإغراءات التي قدمها لبعض نوابه للانضمام إلى ائتلافه الحاكم. وفي أب/أغسطس الماضي، تبنى الكنيست تعديلا للقانون الانتخابي بطلب من نتنياهو يمكن أن يحدث انشقاقا في صفوف كاديما ، حيث خفض النص الحد الأدنى للنواب الذين يسمح لهم بالانفصال عن أحد الأحزاب الكبرى لتشكيل حزب جديد أو الانضمام الى حزب آخر إلى سبعة وكان في السابق ينبغي على الأقل الحصول على تأييد ثلث نواب الحزب للانفصال. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن نتنياهو قوله : "سأكون سعيدا جدا برؤية انضمامها ( ليفني ) ، لكن ليس في نيتي التوقف عن محاولاتي لتوسيع قاعدة التحالف". وتباينت التفسيرات حول عرض نتنياهو ، فهناك من يرى أنه يأتي في إطار سعيه لإضعاف منافسه حزب كاديما قبل الانتخابات المقبلة ، وهناك من يرى أنه مناورة تهدف لامتصاص الغضب العالمي من حكومة التطرف الحالية في إسرائيل خاصة وأنه تردد أن الرئيس الفرنسي أقنع نتنياهو مؤخرا بأنه يجب عليه إدخال ليفني في حكومته والاستغناء عن وزير الخارجية المتطرف ليبرمان ، هذا فيما ينظر البعض الآخر للأمر على أنه محاولة للالتفاف على ضغوط أوباما بشأن عملية السلام ، وذهبت وجهة نظر رابعة إلى أن الأمر قد يتعلق بسعي نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون المسئولة عن أية حرب جديدة ضد غزة أو حزب الله أو إيران لكي لا يتحمل حزب الليكود المسئولية وحده .